إكتئاب الشتاء :
مع بداية فصل الشتاء يشعر الكثير بالبهجة والسعادة حيث سقوط الأمطار، وما تضفيه من جمال علي المساحات الخضراء، وشعور الراحة والاسترخاء والتأمل،
إلا أن بعض الناس يصابون بمشاعر مغايرة مخنوقة بالصمت والكآبة والرغبة في الهروب بعيداً عن أي شكل من أشكال الحياة الإجتماعية،
وكذلك الشعور بالحزن بدرجة كبيرة، والتعرض لتغيرات سيكولوجية مختلفة، ويزداد الشعور بالاكتئاب،
حيث الغيوم وغياب الشمس لفترات طويلة في فصل الشتاء التي تأتي على استحياء في معظم بلدان العالم،
كما أن فصل الشتاء يختلف تماماً عن فصل الصيف حيث الخروج بلا قيود والانطلاق والمرح .
ما هو إكتئاب الشتاء ؟
يعتبر إعتلال المزاج الموسمي أو اكتئاب الشتاء أو الإضطراب العاطفي الفصلي (Seasonal Affective Disorder – SAD) هو أحد أنواع الاضطراب الوجداني والاكتئاب المرتبط بالتغيرات المناخية، وهو أكثر شيوعاً خلال أشهر الخريف والشتاء، لذلك يطلق عليه اكتئاب الشتاء.
الفئات الأكثر تعرضًا لإكتئاب الشتاء :
إكتئاب الشتاء يصيب النساء أكثر من الرجال، كما أنه أكثر شيوعاً بين الأشخاص في سن المراهقة أو خلال الفترات العمرية بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين .
كذلك التاريخ العائلي من حيث الإصابة بالاكتئاب، والحياة في مناطق جغرافية تتسم بطول فترات الشتاء تزيد فرص الإصابة بالمرض .
أسباب الإصابة “ب إكتئاب الشتاء” :
ذكر الدكتور “ألفريد ليوي” أخصائي نفسي في جامعة أوريفون للصحة والعلوم:
“أن التعرض للضوء الساطع يساعد علي تحسين المزاج ويفضل الخروج في الصباح، ويعتقد أيضاً أن التغيرات السيكولوجية، مثل: إضطراب العواطف الموسمي يحدث بسبب تغير الساعة البيولوجية للجسم وقصر ساعات النهار في فصل الشتاء،
حيث اختلال إفراز هرمون ميلاتونين (Melatonin) الذي تفرزه الغدة الصنوبرية بالمخ الذي يلعب دوراً هاما في انتظام الساعة البيولوجية ودورات النوم واستقرار الحالة المزاجية،
وما يحدث في الشتاء زيادة إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin) في الجسم نتيجة زيادة عدد ساعات الليل وقلة التعرض للشمس نهاراً،
مما قد يؤثر على التوازن الطبيعي للجسم، ويؤدي للشعور بالخمول وانخفاض في النشاط، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم وتقلبات مزاجية.”
- نقص في فيتامين د (Vitamin D)، وبالتالي اختلال إفراز الناقل العصبي سيروتونين (Serotonin) في المخ، الذي يطلق عليه العلماء (جواز السفر إلى الصفاء والهدوء) لدوره المهم في الحفاظ على اعتدال الحالة المزاجية، إذ يعمل هذا الفيتامين على الحفاظ على مستويات طبيعية للسيروتونين في الجسم خلال فصل الشتاء وتساعد أشعة الشمس في إنتاج الكوليكالسيفيرول الذي يتحول إلى فيتامين د.
- إختلال التوازن الغذائي نتيجة الاعتماد على نظام غذائي غني بالسكريات البسيطة والدهون المشبعة، بالإضافة إلى الإكثار من تناول الكحوليات، خصوصاً في فصل الشتاء.
أعراض الإصابة بإكتئاب الشتاء :
تظهر مجموعة من الأعراض والتي تميز ” اكتئاب الشتاء ” عن غيره من أنواع الاكتئاب وتشمل ما يلي :
– التهيج .
– التعب وانخفاض الطاقة .
– مشاكل في التعامل مع الآخرين .
– الحساسية الشديدة تجاه الرفض أو النقد.
– قد تلاحظ ثقل في الذراعين أو الساقين .
– الإطالة في النوم .
– تغيرات في الشهية .
– زيادة الوزن .
كيفية علاج ” اكتئاب الشتاء ” :
– السماح بدخول أشعة الشمس إلى منزلك، وذلك من خلال فتح النوافذ والستائر قدر المستطاع لدخول المزيد من الضوء الطبيعي للمنزل .
– ممارسة الرياضة في أماكن مفتوحة وخلال النهار حيث التعرض لأكبر قدر ممكن من أشعه الشمس، مثل المشي وركوب الدراجات .
– السفر من الأماكن الباردة في فصل الشتاء إلي الأماكن الدافئة، حيث أن الأماكن المشمسة مفيدة في علاج الاكتئاب ، ورفع المعنويات.
– تنظيم مواعيد نوم ثابتة يوميا ًيساعد على تحسين النوم، مما يخفف من أعراض الاكتئاب الموسمي، وكذلك تنظيم الوجبات حيث تناول وجبات طعام صحية في مواعيد ثابتة وعدم تناول وجبات دسمة وبالتالي لا تعاني من زيادة الوزن في فصل الشتاء .
– الإنخراط في الحياة الاجتماعية ، وخاصة الأنشطة الخيرية والتطوعية، فهي تولد شعور بالإنجاز والرضا والإيجابية.
– الإستماع إلى موسيقى مبهجة، فهي تعمل على تحسين المزاج.
– التعرض لصناديق الضوء، وهي صناديق تحاكي أشعة الشمس وتساعد في التعافي من اضطراب العواطف الموسمي،
فهذا الضوء أكثر إشراقاً من الضوء العادي وتتوافر في أطوال موجية مختلفة،
فقد أظهرت الأبحاث فعالية العلاج بالضوء عن التعرض للمصابيح العادية، حيث أن الجلوس أمام هذا الضوء لمدة 30 دقيقة يومياً، يحفز من إيقاع الساعة البيولوجية للجسم .
– وأخيراً إذا لم تفلح كل هذه الحلول السابقة، فلابد من إستشارة الطبيب حيث يفضل التحدث مع طبيب أمراض نفسية، فالتشخيص المبكر يساعد في التحسن، حيث يقوم الطبيب بوصف مضادات الإكتئاب للتغلب على الإكتئاب الموسمي في فصل الشتاء .
كتبت :- نيفين رضا