لماذا هناك فقراء وآخرون أغنياء ؟
هذا السؤال أحد الأسئلة الوجودية التي جسألها ملايين الناس لأنفسهم ولمن حولهم منذ اختراع المال وتوزيع الثروات على بني البشر .
وقد أجاب الكثيرون على هذا السؤال، لماذا نحن فقراء وهناك آخرون أغنياء؟ بإجابات حملت النظم السياسية وفسادها السبب الرئيسي في إفقار الكثير من الناس وإغناء زمرة معدودة من المؤيدين لهذه النظم .
لكن اعتقد أن إجابة السؤال هي أننا نحن من يقرر ماذا سنكون فأنت الذي تختار إما أن تكون غني أو تكون فقير وأنت من تقرر وتحدد مصيرك وأنت الإنسان الحر تسير بإرادتك في طريق الغنى والثراء أو في طريق الفقر والديون .
فأنت تحمل الإجابة بداخلك في عقلك الباطن، وكلما ذادت معرفتك وخبراتك بالحياة المالية وتعرفت على طرق كسب المال ودربت عليها عقلك كلما كانت اجابتك صحيحة واستطاعت أن تحقق الغنى والثراء، بأن تستخدم تلك المعرفة في إيجاد حلول وابتكارات جديدة تساعد الناس في أن يعيشوا حياة أفضل وأيسر، وعن طريق جعل الناس سعداء باستخدام خدماتك تسعد أنت أيضا وتحول هذا الرضا والسعادة المجتمعية إلى ثراء مادى ومعنوي.
ولكن إن كنت تابع لشهواتك ونزواتك وتفكر فقط في كسب المال لتنفقه على احتياجاتك التي لا تنتهى فإنك بذالك قد عودت عقلك على الاستهلاك والاستمتاع المادي فقط، ومتعة الجسد لا تنتهي إلا بفنائه.
فأنت في تلك الحالة كالعطشان يشرب من ماء البحر ولا يرتوى ولا ماء البحر ينتهى؛لذا هناك دائما صراع بين قوتين إحداهما تدفعك إلى النجاح برغم صعوبته، وأخرى تدفعك إلى الاستمتاع بالدنيا وملذاتها التي لا تنتهي، كما قال الكاتب الأمريكي “روبرت تى كيوساكى” في كتابه “أبي الغني وأبي الفقير” الذي رمز فيه لقوى التحدي والنجاح بالأب الغني، ورمز لقوى التقليد والكسل بالأب الفقير .
وتلك بعض من النصائح والتدريبات لتدرب بها نفسك وعقلك من أجل كسب كثير من المال وتتحول إلى شخصية ناجحة وثرية في مجتمعك،
يقول الأب الفقير وهو يعلم ابنه
حب المال مصدر كل الشرور،
ويقول الأب الغني ويعلم ابنه
ضيق ذات اليد (الفقر ) هو مصدر كل الشرور،
ويقول الأب الفقير أيضا
ليس بوسعي القيام بهذا العمل،
ويقول الأب الغني
كيف يمكننى القيام بهذا العمل،
يقول الأب الفقير لابنه
ادرس وتعلم جيدا حتى تجد شركة كبيرة تعمل بها،
بينما يقول الأب الغني لابنه
ادرس وتعلم جيدا حتى تجد شركة كبيرة تشتريها.
يقول الباحث عن الفقر
أن عدم وصولي للثراء هو أن عندي إخوة وأبناء أنفق عليهم
أما الباحث عن الغنى فيقول
يجب أن أكون ثري لأنفق جيدا على إخواتي وأطفالي.
هل لاحظت الفرق بين التفكيرين والقوتين قوى الفشل وقوى النجاح.
الباحث عن الفقر يجد دائما المبررات لعدم العمل والثراء وإن عمل يقنع بالقليل،
أما الباحث عن الثراء فلا يقيم وزن للمصاعب والمشاكل ويتعلم كيف يتغلب عليها ويرفع دائما من أحلامه وطموحاته ولا يررضى إلا عندما يكون في مقدمة الصفوف ويحول كل المعوقات إلى حوافز إيجابية تدفعه للأمام والفوز بالثراء والغنى المادي والمعنوي.
هذه حلقتنا الأولى بصحبة الكتاب الممتع “أبي الغني وأبي الفقير “.
فإلى لقاء
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم