فيروس كورونا لايزال موجود ويصيب العديد من الأشخاص ويجعل الكثير من غيرهم عرضة للإصابة، كما يزال يفتك بالعديد من الأرواح والقيود فقط متمثلة في الإجراءات الوقائية هي من تمنع حصد المزيد من الأرواح وبالطبع لا يعد هذا حل بعد.
إنما الحل هو تدريب أجسامنا لمحاربة العدوى بأمان واكتساب مناعة إما تحمينا من الإصابة، أو تجعل حدة الفيروس أقل فتكًا، وهذا من خلال لقاح مناسب لا استمرارية الهروب من الإصابة.
أنواع لقاح فيروس كورونا:
لذا منذ ظهور فيروس كورونا خضعت العديد من الشركات ومجمعات البحوث للبحث عن ماهية الفيروس، ومن ثم إيجاد اللقاح وتم ترشيح 35 لقاحًا مختلفًا، من بينهم 9 فى مرحلة التجارب الأخيرة، منهم مايلى:
- لقاح كورونافاك الذي يطوره مختبر سينوفاك بايوتيك الصيني، ولقد شهدت البرازيل وأكدت على كون هذا اللقاح هام جدًا وفعال بعد تكملة التجارب الأخيرة.
- لقاح سبوتنيك Sputnik V الروسى، حيث وضحت وزارة الصحة فعاليته بنسبة 92%، لكنه مازال الوقت مبكرًا للإفصاح بالنسبة النهائية المؤكدة.
- لقاح باكسفورد مازال في مراحل التجارب الأخيرة.
- فايزر وبايونتيك.
- مودرنا.
وهذان الأخيران فايزر ومودرنا سيتم التحدث عنهم بالتفصيل لدهشة ما حققوه من نسبة نجاح مبدأية.
اقرأ أيضًا: مجموعة العشرين ولقاح كوفيد ١٩
Pfizer لقاح فايزر:
ثبت أنه بإمكانه منع 90% من الإصابة، حيث تم إعطاء اللقاح لحوالي 43000 شخص ولم يتم إثارة أي مخاوف تتعلق بالسلامة.
يتم إعطاؤه على جرعتين يفصل بينهما 21 يومًا.
يحتاج إلى تخزين شديد البرودة عند درجة حرارة أقل من -75، ويمكن حفظه في الثلاجات القياسية لمدة 5 أيام مما يسبب صعوبة إيصاله للدول الفقيرة والحفاظ عليه.
كما صرحت الشركة أنها ستكون قادرة على توفير 50 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية هذا العام ونحو 1.3 مليار جرعة بحلول نهاية عام 2021.
Moderna موديرنا:
صرحت اليوم شركة موديرنا الأمريكية، لتوصلهم للقاح يجعل نسبة الوقاية تصل لـ 49.5%، حيث تم اختباره وشارك في برنامج الاختبار لقاح بيوديرنا نحو 30 ألف شخص فى الولايات المتحدة.
وقد استلم نصفهم جرعتين من اللقاح يفصل بينهما أربعة أسابيع، أما النصف الآخر منهم فقد تم حقنهم بمادة غير فعالة.
اعتمدت نتائج الاختبار على أول 95 متطوعا تظهر عليهم أعراض مرض كوفيد 19، ولم تظهر إلا عند 5 فقط ممن أخذوا اللقاح ولكن ظهرت عند 90 ممن تم حقنهم بالمادة غير الفعالة، و11 حالة تمت إصابتهم إصابة شديدة ولم يكن من بينهم أحد ممن تناولوا اللقاح، ومن ثم صرحت الشركة بأن نسبة الوقاية تصل إلى 94.5 %.
يتميز لقاح بيوديرما عن ڤايزر أنه أسهل في التخزين حيث يظل ثابتًا عند درجة حرارة أقل من 20- “20 درجة مئوية تحت الصفر”، لمدة تصل لستة أشهر كما يمكن حفظه في الثلاجات القياسية لمدة تصل إلى شهر.
اقرأ أيضًا: “لقاح كورونا الروسي” …… ما بين الحقائق والشكوك …. وماذا قالت الWHO عنه ؟
طرق وأفكار لقاح فيروس كورونا:
كثيرًا ما تختلف طرق وأفكار عمل المصل من استخدام الفيروس نفسه، معطل أو تعديله أو مجرد استخدام المادة الوراثية فقط، ولكل نوع عيوب ومميزات ونسبة نجاح كما أن بعض الحالات لا يمكن استخدام كل الطرق، لكن في النهاية الهدف واحد حيث يتم تعريض أجزاء من الفيروس بشكل غير ضار لجهاز المناعة الذي يتعرف عليه بعد ذلك على أنه غازي ويتعلم كيفية محاربته إذا ما غزى الجسم مرة أخرى وتختلف الطرق، منها:
بالنسبة لكل من موديرنا وفايزر ففكرة اللقاح وطريقة عمله واحدة وتسمى RNA genetic code، حيث لا يتم استخدام الفيروس بأكمله، ولكن يتم حقن جزء من الشفرة الجينية للفيروس فقط في الجسم، ومن ثم صناعة بروتينات فيروسية خاصة بفيروس كورونا، بالتالي حث جهاز المناعة وتدريبه للتعرف على فيروس كورونا ومكافحته من خلال إنتاج أجسام مضادة وتنشيط الخلايا التائية T cells؛ للقضاء على الخلايا التي أصيبت بالفيروس واكتساب مناعة، بالتالي إذا ما أصيب نفس الشخص بفيروس كورونا مرة أخرى، تستثار الخلايا التائية والأجسام المضادة سريعًا للتخلص منه قبل حدوث المرض أو على الأقل منع حدوث مضاعفات.
أما لقاحا إكسفورد وروسيا فتم عملهم بطريقة مختلفة تمامًا، حيث يتم أخذ فيروسات غير ضارة تصيب الشامبانزي، وتعديلها وراثيًا لتصبح مشابهة لفيروس كورونا في محاولة الحصول على استجابة ونتيجة مرضية.
أما الصين فاتخذت طريق ثالث في اثنين من أكبر اللقاحات المصنوعة، حيث اعتمدت على استخدام الفيروس الأصلي، ولكن في شكل معطل وبالتالي لا يمكن أن يسبب عدوى.
الفئات الأكثر أهمية لتلقي اللقاح:
أما بالنسبة لجدل من يحصل على اللقاح أولًا، فأخر ما تم الوصول إليه أن يتم إعطاؤه للعاملين، كبار السن، ومن هم أكثر عرضة لفتك الفيروس أولًا، ولكن تختلف الاستجابة للتحصين من شخص لآخر حسب حالته الصحية، وقدرة جهازه المناعي على الاستجابة.
اقرأ أيضًا: احترس.. مازالت الكورونا مستمرة ولكن بسلالات جديدة
كما أن أي لقاح يمكن أن يكون أقل نجاحًا لدى كبار السن، لأن الجهاز المناعي للمسن لا يستجيب سريعًا ولكن يمكنك التغلب على ذلك من خلال الجرعات المتعددة.
كما يمكن أيضًا إعطاؤها جنبًا إلى جنب، مع مادة كيميائية مساعدة تحفز جهاز المناعة.
صرح بعض الخبراء أن الحياة ستعود لطبيعتها بحلول الربيع والبعض الآخر أخبر أن ذلك سيحدث بحلول الشتاء المقبل، غير أن البعض يعتقد أنه لا يزال هناك رحلة طويلة في المستقبل، حيث إنه لابد من ظهور أمان اللقاح وأنه يمنع إصابة الناس بالمرض أو على الأقل يقلل حدة المرض وبالتالي يقل عدد الوفيات، غير أن منظمة الصحة العالمية صرحت بوجود جرعات محدودة بحلول عام 2021.
لا نعرف بعد إلى متى ستستمر المناعة؟ حيث يتعين متابعة متلقي اللقاح أولًا، لفترة أطول قبل أن يتم الرد على ذلك.
أما بالنسبة عن مدى أمان اللقاح فلم يتم الإبلاغ بعد عن أي مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة، ولكن لا يوجد عقار آمن بنسبة 100% وكل ما تم الإخبار به هو إجهاد قصير الأمد، صداع وألم موضع الحقن.
وصرح البروفيسور بيتر أو بنشو من إمبريال كوليدج لندن قائلًا: “هذه التأثيرات هي ما نتوقعه من لقاح فعال ويؤدي إلى استجابة مناعية جيدة”.
وأخيرًا أود التنويه على الجهد المبذول من قِبل العلماء حتى الوصول لهذه النتائج المبهرة، رغم أنها ليست نهائية تمامًا، وقابلة للتعديل بأي وقت إلا أنهم بذلوا قصارى جهدهم وسيتم انتهاء هذه الأزمة عاجلًا بإذن الله.
اقرأ أيضًا: احترس.. مازالت الكورونا مستمرة ولكن بسلالات جديدة الجزءالثاني
كتبت :إسراء محمد فتح الله.