فيروس نقص المناعة البشرية HIV-الإيدز AIDS و5 طرق للوقاية منه

فيروس نقص المناعة البشرية

فيروس نقص المناعة البشرية

فيروس نقص المناعة البشرية من منا لم يمر عليه ذلك الاسم من قبل بل البعض ينتابه الخوف عند سماعه ويحيط نفسه بالعديد من الأسئلة ما هو؟ كيف يحدث؟ كيف يتم الإصابة به؟ هل هو معدي؟ هل يمكن الوقاية منه؟ هل فيروس نقص المناعة البشرية هو الإيدز أم هناك فرق؟

للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها تم تحديد الأول من ديسمبر في كل عام من قبل منظمة الصحة العالمية؛للتوعية بهذا المرض وكل مايتعلق به، كما اهتمت المنظمة خلال التوعية بالحالة النفسية للمرضى والعوائق المواجهة بسبب ارتباطه عند البعض بسلوكيات مرفوضة اجتماعيًا حيث اعتبره البعض “وصمة عار” عن جهل وأوضحت ضرورة دعم هؤلاء المرضى.

والآن هيا بنا عزيزى القارئ للتحدث بالتفصيل والإجابة عن كل هذه التساؤلات.

ما هو فيروس نقص المناعة البشرية HIV؟

فيروس نقص المناعة البشرية HIV عبارة عن فيروس يهاجم جهاز المناعة بالجسم، مستهدفاً خلايا الدم البيضاء بالأخص التي تسمى CD4 المسئولة عن حماية الجسم ضد أى عدوى، ومن ثم التكاثر بداخل تلك الخلايا، ثم يلي ذلك تدميرها تاركًا الجسم دون قوى دفاعية؛ مما يُضعف مناعة الشخص المصاب تمامًا، فيجعله عرضة للعديد من الأمراض التي بإمكان الشخص السليم مكافحتها دون ضرر كمرض السل، وبعض أنواع السرطانات بل وقد يجعل العدوى البسيطة كنزلات البرد عدوى مميتة.

فيروس نقص المناعة البشرية

فى حالة انخفاض عدد خلايا CD4 لدى الشخص عن 200، فيعد هذا مؤشر على انخفاض المناعة بشكل كبير مما يجعل المصاب أكثر عرضة للعدوى بل ويوصف بأنه مصاب بالإيدز AIDS، حيث إن هذا المصطلح ينطبق على المراحل الأكثر تقدما من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وتعد هذه مرحلة العدوى الانتهازية، سميت بذلك حيث إنها عدوى ضعيفة يمكن اخمادها بسهولة لدى أي شخص سليم لكنها تستفيد من ضعف جهاز المناعة لدى مرضى الإيدز محدثة عدوى.

إن المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية الذين لم يتم تشخيصهم بعد أو تم تشخيصهم ولم يتلقوا العلاج قد تظهر عليهم علامات المرض خلال 10-15 عاما تقريبا من الإصابة، وكان الإيدز سمة مميزة للمصابين فى البداية قبل نجاح العلاج ولكن يتم حصول العديد من المصابين بالفيروس على العلاج ومن ثم الحفاظ على استقرار الحالة وعدم تقدمها إلى الإيدز، مما سبق نستنتج أن ليس كل مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية يعد مصاب بالإيدز.

فيروس نقص المناعة البشرية

الأعراض:

تختلف الأعراض من مصاب لآخر بحسب مرحلة الإصابة ففي الأشهر الأولى من الإصابة لا يعاني المصاب من أعراض، أو قد تظهر على هيئة أعراض شبيهة بالإنفلونزا ومن ثم تضعف المناعة تدريجيًا وتبدأ أعراض أخرى بالظهور مثل تضخم الغدد الليمفاوية، فقدان الوزن، وغير ذلك من الأعراض.

أما فى حالة تفاقم الحالة من دون علاج تبدأ أعراض العدوى بأمراض خطيرة بالظهور كالعدوى الانتهازية، السل، سرطانات، وغير ذلك من الأعراض.

اقرأ أيضًا: فيتامين د ..مقوي المناعة.. هل له علاقة بفيروس كورونا

طرق انتقال المرض:

ينتقل عن طريق مجموعة سوائل الجسم المختلفة على النحو التالي:

  • العلاقات الجنسية غير الآمنة.
  • نقل الدم أو زراعة الأعضاء غير الآمنة.
  • من تعرض لوخز بإبرة محقن مصاب وبالأخص ممثلي الرعاية الصحية.
  • مشاركة المحقن والإبر الملوثة كحالات الإدمان عند حقن المخدرات.
  • من الأم للجنين أثناء الحمل والولادة أو حتى عن طريق اللبن خلال الرضاعة إن لم تكن خاضعة لعلاج.
  • الجدير بالذكر أن هذا الفيروس لا ينتقل من خلال الاتصال اليومي العادي كالمصافحة، العناق، ومشاركة الطعام والشراب.
فيروس نقص المناعة HIV

اقرأ أيضًا: إليك 8 نصائح للوقاية من الفيروس التنفسي المخلوي

5 طرق للوقاية منه:

يمكن تقليل مخاطر الإصابة من خلال الحد من التعرض لعوامل الإصابة ومن ذلك ما يلي:

  • عدم إنشاء علاقات جنسية سوى الآمنة منها فقط.
  • أو استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي في حالة إصابة أحد الطرفين.
  • إجراء كافة التحاليل والفحوصات اللازمة قبل إجراء عملية نقل الأعضاء أو الدم.
  • التنبيه على استخدام المرة الواحدة لإبرة المحقن ونشر ثقافة الطرق الآمنة للتخلص منها.
فيروس نقص المناعة البشرية
  • الأم المصابة لابد من المتابعة الطبية المشددة والالتزام بالأدوية والتعليمات الطبية لتجنب نقل العدوى للجنين أو الرضيع.

التشخيص:

لعبت الاختبارات التشخيصية دورًا مهمًا حيث ساعدت على اكتشاف العديد من الحالات في مراحل مبكرة، ومن ثم تلقي العلاج المناسب، كما أنها لعبت دورًا كبيرا فى متابعة الحالة، ساعدت أيضًا للتأكد من احتمالية وجود مضاعفات من عدمها على النحو التالي:

اختبارات تشخيصية:

تعتمد على أخذ عينة من الدم أو اللعاب على النحو التالي:

  • اختبار الحمض النووي للفيروس NAT، ويعد من أول الاختبارات التي تجرى حيث إنه يصبح إيجابي بعد التعرض للعدوى بمدة قليلة.
  • الكشف عن المستضدات الموجودة على الفيروس نفسه، ويمكن اكتشافها خلال قليلة من العدوى تتراوح بين أسبوعين لـ 6 أسابيع.
  • الكشف عن الأجسام المضادة للفيروس، ويمكن اكتشافها خلال مدة تتراوح ببن 3_12 أسبوع من الإصابة.
فيروس نقص المناعة HIV

اختبارات متابعة:

تجرى تلك الاختبارات لمتابعة مرحلة الحالة، ومن ثم تحديد خطة العلاج، متابعة تقدم الحالة ومدى تأثرها بالخطة العلاجية، وهى على النحو التالي:

  • اختبار تحديد عدد خلايا T CD4 لتحديد مدى تطور العدوى.
  • اختبار الحمض النووي الريبوسومي لفيروس نقص المناعة البشرية.
  • اختبار مقاومة الدواء، حيث إن بعض الفيروسات تكون مقاومة لبعض أنواع الأدوية، فيتم الاعتماد على هذا النوع من الاختبار لتحديد خطة العلاج.
فيروس نقص المناعة

اختبارات لكشف مدى وجود مضاعفات:

عبارة عن مجموعة من الاختبارات تجرى لاستبعاد أو إثبات وجود مضاعفات أو عدوى كالسل، التهاب كبدي فيروسي، تلف الكبد أو الكلى، بعض أنواع السرطانات وغير ذلك من المضاعفات.

اقرأ أيضًا: “فيروس الهربس البسيط”

كيفية علاجه؟

لا يوجد علاج للشفاء من الحالة تمامًا، لكن يوجد العديد من الأدوية التى يمكنها السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية ومنع حدوث مضاعفات، ويطلق على هذه الأدوية مضادات الفيروسات القهقرية، التي تعد مزيج لثلاثة أنواع من الأدوية المضادة للفيروس مناسبة أو أكثر، حيث إن كل نوع يؤثر على الفيروس بطريقة مختلفة، فيؤخذ في الاعتبار احتمالية مقاومة الفيروس، وتجنب خلق سلالات جديدة مقاومة للدواء وتثبيط الفيروس بالدم لأقصى درجة ممكنة.

يعد العلاج ضروري لمريض فيروس نقص المناعة البشرية، حيث من خلاله يتم الحفاظ على سلامة الجهاز المناعي، لتجنب حدوث عدوى أخرى أو حدوث مضاعفات أو انتقال العدوى للغير.

فيروس نقص المناعة HIV

أما بالنسبة للأدوية وفئات عملها:

  • مثبطات انزيم النسخ العكسية اللانيوكليوتيدية NNRTIs، فهي تعطل البروتين الذي يحتاجه الفيروس للنسخ “عمل نسخ من نفسه”.
  • مثبطات انزيم النسخ العكسية النيوكليوتيدية NNRTIs، مما ينتج نسخ معيبة من الوحدات البنائية التي يحتاجها الفيروس للنسخ.
  • مثبطات انزيم البروتياز protease، حيث إن البروتياز عبارة عن بروتين يحتاجه الفيروس للنسخ.
  • مثبطات انزيم الإنتجريز integrase،  الإنتجريز عبارة عن بروتين يستخدمه الفيروس لإدخال مادته الوراثية بداخل CD4 T.
  • مثبطات دخول الفيروس داخل خلايا CD4 T.

في النهاية أود التأكيد على ضرورة الدعم النفسي لهؤلاء المرضى، وعدم وضعهم موضع تهم، كما ذكرنا تتعدد طرق الإصابة ولا تقتصر على السلوك المرفوض اجتماعيًا فقط، بل وقد يصيب الكبير والصغير كما يتوجب علينا تشجيعهم لتلقي العلاج المناسب باعتباره مرض كأي مرض لتحسين صحتهم وحياتهم ومنع انتقال العدوى.

اقرأ أيضا: الالتهاب الكبدي الوبائي وأهم الفيروسات الكبدية وتأثيرها

كتبت: إسراء محمد فتح الله.