نتخبط طوال العام من فصلٍ لأخر فتارة شمس حارقة وتارة أخرى أتربة وغبار إلي أن نصل إلى منتصف ديسمبر العزيز فيبدأ معه فصل الشتاء فننهي بهذة البداية كل ألم مر علينا ونبدأ فصل جديد بحروف من الحب والأمل . فالشمس دافئة حد الحنان والسماء مبتسمة وكأنها في أحضان الجِنان و الأشجار تتحدث بأن كل شيء سيصبح على ما يرام.
اليوم الثالث والعشرين من ديسمبر ستبدأ الورشة الكتابية في تمام التاسعة صباحاً وسأري اليوم كاتبي المفضل ربما تعبير المفضل ليس بدقيق وربما أنني أعلم كلمة أدق منها .
أخذ يشرح مقومات الكاتب الناجح و خطوات بناء عمل روائي على أسس سليمة وقوية ، وأخذت أدقق في ملامحه العذبة فلم أراه من قبل، لكنني أعرفةجيدا
أعرف ظاهرةوباطنةفلم يكن إطلاعي على كتبة إطلاعا عابرا بل كنت أهيم في كل سطرٍ أياما وأيام ،فبإمكاني أن أستشف حالتة المزاجية في كل عمل أو فصل بوضوح بالغ .
وبينما أُبحر في هذة التفاصيل قاطعني صوته قائلاً” إلي أين قد ذهبتي يا صاحبة الرداء الأحمر” فلم يصبح الرداء فقط ملونا بالحمرة بل وجنتي أيضاً وتسارعت دقات قلبي وكأنني أتعرض لهزة أرضية عارمة فساد الصمت أرجاء المكان فهو ينظر إلي نظرات لا أعلم مقصدها و انا أمكث أمامةكصنم لا يعي لا يتكلم ولا يسمع .
ثم أنهي اللقاء
و بدأ في جمع متعلقاتة وبين لحظة وآخري يتتبع بنظرات خاطفة حالتي المثيرة للشفقة والضحك .
أسرعت بالخروج من المكان و كلما ابتعد عن القاعة أشعر أنني أعود بين أهل الأرض مجددا .
لكن لم أمكث على الأرض كثيرا فسرعان ما أتي ليكرر سؤالةمرة أخرى ” إلي أين قد ذهبتي يا صاحبة الرداء الاحمر؟” فتلعثمت و نطقت حروفا متقطعة لا تعطي أي معني فحدثني” ما رأيك لو تناولنا قطع من البسبوسة سويا فربما يمنحنا العسل القاطن بداخلها طاقة تجعلنا نكتشف إلي أين قد ذهبتي بعقلك وقت الشرح …؟؟”
لا أعرف كيف وافقت و لكن هذا ما حدث
وكأنها المرة الأولى التي أتذوق فيها البسبوسةوكأنها أيضاً المرة الأولى التي أري فيها شخصا يتحدث فبينما أكل بشراهة شديدة يحدثني هو عن كتاباتةوأعمالة لم يعلم أنني أعيها وأحفظها عن ظهر قلب .
ثم تساءل متلهفا وماذا عنكِ ؟؟! فصرخت في وجهه قائلة “إنها الخامسة …. علي أن أعود الآن إلي اللقاء ”
رفع صوته قائلاً ” سأنتظر عودتك غدا يا حبة السكر…..”،
كتبت/إسراء