“2020 الأشرس والأحن على الأطلاق”

Ghcddhb

 

_ “كان عاماٌ لا يطاق … متي يا تُري سننتهي من هذا الثقل؟!”

أعلم إنك تردد هذه العبارات علي الدوام وإنك تنعي حظك المسكين الذي قد أصابتة لعنة 2020 .

تشعر وكأن هذا العام قد أفترس أمانيك البريئة واحدة تلو الأخرى ، فلم يكترث بأحلامك ولم ينظر لك بعين الرحمة .

ربما لو أخذت تفكر بعقليتك البشرية الضيقة المحدودة ستري أنه العام المنكوب حقا ،
فماذا بعد وباء عالمي راح ضحيتة مليارات الأرواح .. ماذا بعد الركود الإقتصادي الجائح في كل بلدان العالم… ماذا بعد الأمطار والعواصف وأضرارها التي لم تتحملها دولة نامية مثلنا .

ربما ستحدثك نفسك الأمارة بالسوء إنك قد ظُلمت هذا العام وإنك قد حُرمت من الكثير ، وستحدثك أيضا بأنك قد قضيت أيام هذا العام بدون أي إنجاز حقيقي أو ملموس .

فكيف لك يا مسكين يا منتكس الجبين أن تعمل وتنجح وأنت أثير الحجر الصحي؟!.
هذا لأنك لا تري سوي الجزء الفرغ من الكوب، فإذا دققت النظر قليلا ستري أنك تمتلك كوباً ممتلأ إلي حافتة .

بالفعل منعك الوباء والحجر الصحي من حريتك المعتادة لكنه منحك ما هو أثمن … منحك عائلة مجتمعة علي مائدة واحدة مرةً أخرى …

منحك هذا الجمع الدافئ الذي قد أشتاق قلبك لرؤيته علي تلك الهيئة المرصوصة.
ربما بت ليالٍ طوال تفكر في العدوي الخبيثة وطرق النجاة من غدرها، لكنك تقرأ ما أكتبه الآن فهذا يعني أنك مازالت بصحة جيدة .

ربما فقدت عملك خلال هذا الأزمة، لكن من المؤكد أنه كان لديك وقت كافي لتُصلح كل الأجهزة المعطلة في منزلك الصغير ،وتقرأ الكثير من الأشعار والروايات السريالية الممتعة فينمو في عقلك الف بستان وبستان.

ربما تعطل روتين يومك الطبيعي، لكن من المؤكد أنه في ليلة من ليالي الشتاء الباردة قمت بعمل كوباً من الشوكولاتة الساخنة بصحبة أغنيتك المفضلة وباتت روحك تترنح مع كلماتها الدافئة .

ربما أنفصلت عن العالم الخارجي بعض الشيء لكنك إقتربت من روحك أكثر فأكثر ،و تعلمت كيف تدعم نفسك بنفسك .

ربما لم تُنجز أعمالك التي قد خططت لها ، لكنك صنعت أخري لم تكن في الحسبان وأكتشفت أن بداخلك مهارات لا يُستهان بها.

عام 2020 صنعك من جديد وعلمك كيف تقدر ما لديك من نعم وأعطاك درسا عظيما ربما كان قاسيا لكنها قسوة المُعلم على أبناءه ربما كان درسا طويلاً لكنك تعلمت في نهايته الامتنان والشكر لله علي فضلة وجميل عطاءه،

وأدركت أن هذا الهواء الذي تُشبع به رئتيك بلا مقابل هو نعمة عظيمة تستحق الشكر والحمد.

فلتنهي عامك بإبتسامة صادقة ونفسٍ راضية فلقد إنتصرت بلطف اللّه وبرحمته.

كتبت/إسراء علي