الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أًيوب لقب بـ” أبي الفتوح”.
ولد بالقاهرة 1205م / 603 هـ – توفى بـالمنصورة 22 نوفمبر 1249م / 647 هـ، السلطان السابع من سلالة سلاطين بني أيوب حيث أنشأ المماليك البحرية بمصر.
كان نجم الدين شاباً صالحاً وقد وصـفه المقريزي بأنه كان شجاعا ومهذبا ولبقا ومهابا وكثير الحياء ومصون اللسان، فولاه ابوه على مصر في سن الثانية والعشرين ووصفه بـ الملك الصالح
خرج إلى الشام ليحاصر الناصر داوود، لكن تقف دائما الغيرة عائقاً للتقدم فتدخلت زوجة ابيه “ام العادل” فنحاه والده الكامل عن ولاية العهد.
قد حدث هذا عندما أرسلت له رسالة بعد إنتصار نجم الدين على الملك داوود وزعمت فيها أن نجم الدين ينوي الإستيلاء علي الحكم وقد إشتري ألف مملوك من مماليك الأتراك ليكون له جيش قوي ينافس جيش السلطان، وإنه قد أخذ مالاً من التجار وأسرف في الإنفاق من بيت المال.
فتراجع الملك الكامل عن قراره وقد مال أن يعطي الولاية لولده العادل وعين نجم الدين على بلاد سنجار وأمد وحصن كيفا.
بعد وفاة الملك الكامل في سنة 635 هـ، تم تقسم ملكه على أبنائه، أبي بكر ابن الملك العادل فقد تولى الملك الجواد يونس نائبًا على دمشق عن ابن عمه العادل، وتولى الملك الصالح نائبًا عن أخيه على حكم ممالك الشرق وديار بكر.
لم يكن حكم العادل يرضي المصريين لذلك توجه بعض الأمراء إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب يطلبون منه المطالبة بحكم مصر وإنهم داعمين له، لكن عمه الصالح إسماعيل لم يدعمه وخدعه وقد قبض علي الأمراء الرسل الذين سافروا إليه بعد ما إنتهوا من لقاء نجم الدين أيوب للمطالبة بدعم ابن أخيه في ولاية مصر فقتلهم في مقابر الصوفية بدمشق وهو كان شئ يشبه مذبحة القلعة.
ثم خرج الناصر داوود وقد أعتقل القافلة التي بها نجم الدين وأخذه عنده لسبعة أشهر في مدينة الكرك، حتي إتحد جيوش أمراء الشام ومصر وحاربوا الملك العادل وقيدوه وأخرجوا نجم الدين من معتقله وقد خرج لحكم مصر والولاية عليها سنة 637 ھ.
بعد عدة سنوات من تولية نجم الدين أيوب ولاية مصر وبعد زواجه من شجرة الدر وبالتحديد في عام 642 ھ أنشأ لويس التاسع ملك فرنسا حرباً صليبية يستر فيها بيت المقدس بعد أن إستعادها نجم الدين مرة ثانية بعد أن إستاولوا عليها الصليبيين بعد موت صلاح الدين الأيوبي، وقد اتجهت الحملة إلى دمياط
فعسكر الملك الصالح نجم الدين في المنصورة وأرسل إلى دمياط قوة من الجيش على رأسها فخر الدين بن الشيخ.
حدثت مناوشات حربية بين الصليبيين والجيش وإنهزم فخر الدين هناك وعاد بالجيش ثانية إلى الملك نجم الدين، فخرج أهل دمياط معه وتركوها خاوية عن بكرة أبيها، حتى عندما دخلها لويس ظن أنها مكيدة حربية من جيش الصالح.
كان وقتها نجم الدين مريضاً جداً وعندما علم بما حدث لجيشه زاد همه وحزنه وبعد أيام توفى الملك الصالح نجم الدين أيوب وهذا ما أربك شجرة الدر لكن سرعان ما إستعادت حنكتها وذكاءها وقامت بحيلتها الشهيرة وهي إخفاء خبر موت الملك نجم الدين وإرسال رسل لإبنه توران شاه تستعجله العودة لمصر لإستلام الحكم بعد أبيه.
وحدث ما اراد الملك نجم الدين قبل موته وقام جيشه بقيادة ولده توران شاه والمماليك البحرية الصالحية بهزيمة الصليبيين، وقع الملك لويس التاسع ومن معه في الأسر وسجنوا بدار القاضي فخر الدين بن لقمان بالمنصورة.