“العقد ما بيعملش الحقيقة ، العقد بيثبتها بس …. الكلمة عقد ” ، رحل عنا صاحب هذه الكلمات الذي اتخذ كل كتاباته عقد بينه وبين جمهوره ، أشهر من خلالها سيفه أمام وقائع الفساد وأضاء لنا أنوارًا لنتطلع بها على المستقبل، ” الأستاذ ” أعظم كتاب السينما والسيناريو في مصر والعالم العربي ، والذي رفض العديد من المناصب السياسية سواء في الأحزاب أو الوزارات لكي يكون صاحب رأي حر غير محسوب على أي جهة ، صاحب جائزة الهرم الذهبي الكاتب المبدع “وحيد حامد” عن عمر يناهز 77 عامًا إثر أزمة صحية تعرض لها ، كان يعاني من قصور في عضلة القلب، على مدار الـ20 عاما الماضية ، وفيما يلي سوف نعيش معاً تفاصيل في حياة “الأستاذ ” .

السيرة الذاتية “للأستاذ”  وحيد حامد:

وحيد حامد

الأستاذ وحيد حامد في شبابه

ولد بقرية بني قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، في 1 يوليو 1944،جاء إلي القاهرة عام 1963 قادما من الشرقية لدراسة الآداب قسم اجتماع، عمل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير.

كتب في العديد من الصحف والمطبوعات، حتى ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب، وكانت تحمل اسم “القمر يقتل عاشقه”.

ذهب إلى الكاتب يوسف إدريس الذي يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوي ـ أساتذته الذين صقلوا فيه الموهبة وفكره، ونصحه يوسف إدريس بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه، وكانت بدايه مشواره الفني العظيم.

قصة زواجه من الاعلامية “زينب سويدان” :

تزوج من الإعلامية زينب سويدان رئيس التليفزيون المصري سابقا، ووالد المخرج السينمائي مروان حامد.

المسيرة الفنية “للأستاذ ” وحيد حامد :

عرف الكاتب والسيناريست، وحيد حامد ، بتقديمه لأعمال اجتماعية سياسية تناقش قضايا المجتمع،

بدأ بكتابة القصة القصيرة والمسرحية في بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون و السينما حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات .

بداية نجاحاته السينمائية:

وجاءت بداية نجاحاته السينمائية من خلال مسلسل أحلام الفتى الطائر عام 78 مع النجم عادل إمام ، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً دفع بالزعيم لأن يعتمد عليه سينمائياً ليكوّنا شراكة سينمائية طويلة الأمد بدأت بفيلم “انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط” و”الإنسان يعيش مرة واحدة” عام 81 ، واستمرت في الغول والهلفوت خلال الثمانينيات .

وخلال الثمانينيات أيضاً كتب للمخرج الكبير عاطف الطيب أفلام التخشيبة والبرئ والدنيا على جناح يمامة وكشف المستور .

وببداية التسعينات ارتبط بشراكة مع المخرج شريف عرفة والنجم عادل إمام نتج عنها خمسة من أهم أفلامهم : اللعب مع الكبار (1991) ، المنسي (1993) ، الإرهاب والكباب (1994) ، طيور الظلام (1995) ، النوم في العسل (1996).

وكتب عام 2006 فيلم “عمارة يعقوبيان” عن رواية الدكتور علاء الأسواني ، وشارك في بطولته نخبة كبيرة من نجوم السينما في مقدمتهم عادل إمام ونور الشريف ، وقدم من خلاله ابنه مروان حامد كمخرج ﻷولِ مرة .

وحيد حامد , مروان حامد

وحيد حامد مع ابنه مروان حامد

كذلك كان من أعماله السينمائية “احكي يا شهرزاد” مع المخرج الكبير يسري نصر الله .

أبرز أعماله المسرحية:

قدم خمسة أعمال مسرحية من أبرزها ، مسرحية “آه يا بلد” عام 1971 والتي نال عليها جائزة أحسن مسرحية من وزارة الثقافة المصرية ، “كبارية”، “يا عالم نفسى اتسجن”، و”جحا يحكم المدينه “،

أبرز اعماله التليفزيونية:

له دور بارز في الدراما التليفزيونية، من أبرز أعمال هي: “البشاير “، “العائلة”، “الدم والنار”، “كل هذا الحب “، “الرجل الذي عاد”، “أنا وأنت وساعات السفر”، “أوراق الورد “، “أحلام الفتى الطائر”، “الجماعة “، “بدون ذكر أسماء”.

أبرز أعماله في الدراما الإذاعية :

قدم العديد من الأعمال للدراما الإذاعية، من أبرزها: “شياطين الليل”، “الرجل الذي عاد”، “الفتى الذي عاد”، “طائر الليل الحزين”، “قانون ساكسونيا”، “كل هذا الحب”، “بلد المحبوب”، “عاشور رايح جاي “، “الدنيا على جناح يمامة “، “بنت مين في مصر”، و”عبده كاراتيه “.

رأي ” الأستاذ ” وحيد حامد في الأجيال الجديدة:

كان وحيد حامد يحاول دائماً أن يرى الواقع بعين الحقيقة، ويعتبر أن هناك استهتاراً ضرب جيل اليوم، وقال: “إيقاع الزمن تغير ولابد من فهم مفرداته، وكل جيل له مشاكله وعقباته، لكن للأسف هذا الجيل يعاني من حالة استهتار شديد”.

ورأى حامد أن “الأجيال الجديدة ذوقها اختلف، وأرى أنه ذوق فاسد”، وأضاف: “لا يُمكن تسمية الإزعاج والضوضاء، بأنها فن لأن هناك أشياء يتفق عليها الحسن الإنساني”.

وتابع: “كنا قديماً حريصين على قراءة كل شيء حتى لو ورقة ملقاه على الأرض، أما الآن فلا أحد يقرأ ، تسود حالياً الثقافة السطحية المستلهمه من مواقع التواصل الاجتماعي، والشباب أصبح في خطر، واتمني أن يعود الجميع لقراءة الكتاب من جديد”.

جوائز وتكريمات في حياة ” الاستاذ” .. وكلمات الوداع في اخر تكريم له :

وحيد حامد

آخر تكريم للأستاذ وحيد حامد

حصد وحيد حامد العديد من التكريمات علي مدار مشواره الفني منها :

– جائزة أحسن مسرحية عن مسرحية (آه يا بلد) من وزارة الثقافة، عام 1972.

– جائزة أحسن فيلم عن (ملف في الآداب) من وزارة الثقافة عام 1985.

– جائزة مصطفى أمين وعلي أمين عن فيلم (البريء)، عام 1986.

– جائزة مهرجان القاهرة السينمائي للسيناريو المتميز عام 1990/1991.

– الجائزة الفضية عن فيلم (اللعب مع الكبار) من وزارة الثقافة عام 1991.

– جائزة أحسن فيلم (الإرهاب والكباب) من وزارة الثقافة عام 1993.

– جائزة أحسن سيناريو (المنسي) من جمعية الفيلم، عام 1994.

– جائزة أحسن سيناريو (الراقصة والسياسي) عن الجمعية المصرية لفن السينما، عام 1995.

– جائزة أحسن فيلم (طيور الظلام) من جمعية الفيلم، عام 1996.

– جائزة الفارس الذهبي التي تمنحها إذاعة الشرق الأوسط لأفضل كاتب سينمائي من عام 1990 حتى عام 2002 وهي تمنح بناء على استفتاء جماهيري.

– جائزة أحسن كتاب عن كتاب (استيقظوا أو موتوا) من وزارة الثقافة، عام 1994.

– جائزة أفضل مسلسل تليفزيوني (العائلة) من وزارة الاعلام، عام 1994.

– جوائز المركز الكاثوليكي لأفضل فيلم سينمائي وأفضل كاتب سيناريو أعوام (1985 – 1998 – 1999)

– جائزة أفضل فيلم (إضحك الصورة تطلع حلوة) من وزارة الإعلام وجائزة أحسن سيناريو وأحسن إخراج (جمعية الفيلم، الجمعية المصرية لفن السينما، وزارة الثقافة).

– جائزة أحسن مسلسل تلفزيوني (أوان الورد) من وزارة الإعلام، عام 2001.

– جائزة أحسن فيلم وأحسن سيناريو (فيلم ديل السمكة) مهرجان الإسكندرية.

– جائزة أحسن سيناريو من مهرجان (فالينسيا السينمائي) بإسبانيا عن فيلم (اللعب مع الكبار)

– الجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا عن فيلم (الإرهاب والكباب).

– جائزة أحسن فيلم من الصين عن فيلم (اضحك الصورة تطلع حلوة)

– جائزة أحسن سيناريو عن فيلم (معالي الوزير) من مهرجان السينما الأفريقية.

– جائزة أحسن سيناريو عن مسلسل (الجماعة) من مهرجان القاهرة للاعلام العربي.

– جائزة نجيب محفوظ عن مجمل أعماله الدرامية التليفزيونية من مهرجان القاهرة للإعلام العربي 2010.

– جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003

– جائزة أحسن سيناريو عن مسلسل (الدم والنار) عام 2004

– جائزة الدولة التقديرية عام 2008.

-جائزة النيل عام 2012 وهي أعلى جائزة تمنحها الدولة..

أما عن آخر تكريم في حياته فكان جائزة الهرم الذهبي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2020 ، حيث رصد فيها كلمات الوداع والتي شكر من خلالها كل أصحاب الفضل عليه مثل يوسف شريف رزق الله، حيث كان أول شخص اصطحبه إلى مهرجان كان لمدة سنوات طويلة وكان صاحب فضل كبير جدًا عليه ، وكذلك مصطفي أبو حطب الذي علمه كيف يكتب كلمة حوار، كذلك شكر المنتج والمؤلف المسرحي سمير خفاجة صاحب الفضل عليه .

وآخر كلماته كانت تعبير عن الحب والامتنان لأيامه التي قضاها في الفن وكذلك حبه وتقديره لجمهوره ، وحمده لله علي أنه عاش أجيال متعددة .

رحل “الأستاذ” وحيد حامد وبقيت أعماله شاهده على ما قدمه طول حياته فعليه من الله كل الرحمات وله منا كل الشكر والتقدير …

 

كتبت: نفين رضا