مسيرتنا في الحياة تعرقلها العديد من الصعوبات و المعوقات التي تقف عائق في طريق نجاحنا لكن إذا ما واجهنا تلك الصعوبات بطريقة سليمة سوف نحولها من معوقات إلي حوافز للنجاح بل نجعلها طريق نصل من خلاله إلي طموحاتنا.
لكي تكون إدارتنا للأزمات والصعاب التي نقابلها في الحياة صحيحة لابد أن نتبع أساليب صحيحة للتفكير في حل تلك المشاكل.
ونصف حل المشكلات هو اتباع أنماط سليمة للتفكير ولكي يحدث ذلك قد وضع إدوارد دي بونو القبعات الستة للتفكير وقد شرحها في كتابه القبعات الستة للتفكير عام 1985.
كل قبعة من القبعات الستة هي رمز افتراضي لنمط معين من أنماط التفكير فهي ليست قبعات حقيقية بل هي رموز لأنماط التفكير.
فلنبدأ في شرح القبعات الست وكيفية استخدامهم في حياتنا ؟
إن جميع المشكلات التي نواجها سواء في العمل أو مع الأصدقاء أو في البيت مع الأبناء أو مع المشاكل التي تحدث بين الزوج والزوجة يمكننا أن نحلها عن طريق استخدام القبعات الستة.
عزيزي القارئ لو طرحنا مشكلة مثل مشكلة الإحتياج العاطفي في الحياة الزوجية بين الزوج والزوجة ولنبدأ بحلها عن طريق القبعات الستة للتفكير..
من الأفضل عند التفكير بطريقة القبعات الستة استخدامها جميعها دون تخصيص نمط واحد لأن هذا هو ميزة إستخدام القبعات الستة وهو حل أي مشكلة عن طريق النتوع في التفكير.
أولا: القبعة البيضاء «التحليل المنطقي »ويطلق عليها البعض قبعة الحياد
عندما نرتدي هذا القبعة نقوم بجمع الحقائق والمعلومات المتوفرة لدينا التي تتعلق بالمشكلة فعند ارتدئها نسأل أنفسنا بعض الأسئلة
- ما هي الحقائق المتوفره لدينا ؟
- وماهي المعلومات التي يمكننا الإستفادة منها لحل تلك المشكلة؟
فأسباب الإحتياج العاطفي الذي يحدث بين الزوجين نتجية لإهمال كلا منهما الآخر بسبب ضغوطات الحياة مسؤلياتها التي تتزاد يوما بعد يوم ، فالزوج يكرس حياته للعمل فقط لتوفير المال للبيت وليهيء لأبناءه حياة سعيدة فأصبح بمسابة البنك الذي يأتي بالمال فقط ،والمرأة جعلت شغلها الشاغل أبناءها ونست أو تناست زوجها أو قد تنسي نفسها نتجه للضغط الواقع عليها.
الحل لهذه المشكلة عن طريق استخدام القبعة البيضاء
هو أن يعيش الرجل حياته كزوج داخل البيت مع زوجته يمنحها الإهتمام.
ومع أبناءه يحيى كأب يرعاهم ويحل لهم مشاكلهم وفي العمل فهو يمنح لعمله الوقت المخصص له.
وكذلك المرأة في بيتها مع أبناءها هي أم ومسئولة عنهم وتقوم بدورها كأم فلا تجعل دورها كأم ينسها زوجها وواجبتها تجاه فتعطي كل شخص هي مسؤله عنه حقه ووقته المخصص له وهي تجعل لها وقتها الخاص بها.
ثانيا: القبعه الحمراء «العاطفة»:
وتعرف بقبعة العواطف والمشاعر وتعرض مشاعر وعواطف أصحاب المشكلة حول المشكلة هي تهدف إلي فهم التفاعلات العاطفية وراء المشكلة فلا تلقي أهمية إلي فهم الأسباب وراء تلك المشاعر فكل ما تهتم به هذة القبعة هو فهم المشاعر والعواطف.
والأسلئة التي نطرحها عند التفكير بهذه القبعة
- ماهي الذي تشعر به؟
- وماهي مشاعرك تجاه هذه المشكلة؟
فالاحتياج العاطفي الذي يحدث بين الزوجين بسبب شعور كلا منهما أو أحدهما بالبعد ومع طول مدة الزوج قد يخجل كلا الزوجين في التعبير عن حبه الآخر.
ولكن الله سبحانه وتعالي قد وضع غريزة الحب في جميع البشر فلابد أن يشعر بين الحين والآخر بذلك الحب حتي لا تجعله يجلئ إلي طروق آخر ليفرغ تلك المشاعر والعواطف التي بداخله.
ونجد أن حل مشكلة الإحتياج العاطفي هو أن يعبير كلا من الزوجين لآخر عن حبه ومشاعرة، ويشعره بوجوده بالفعل أو بالقول فالجانب العاطفي و الإهتمام به ضروري جدا فهو ضروري لتستمر الحياة فهو كالطعام والشراب.
فإذا ما إهتمامنا بذلك الجانب سوف نحي حياة سعيدة.
ثالثا: القبعة الصفراء «القبعة التفاؤلية»:
فعندما نرتدي القبعة الصفراء حينئذا نهتم فقط بالجوانب الإيجابية للمشكلة ووضع حلول إيجابية والتغاضي عن أي شئ سلبي.
فنقول أننا أهمالنا الجانب العاطفي لكن جعلنا كل اهتمامنا بأنباءنا وأخرجنا للمتجمع جيل يصلح فيه كل ما أفسده الآخرين.
وأيضا اهتمام الرجل بعمله جعله يبني مستقبل مشرق لأبنائه يجعلهم لا يعتمدون علي أحد.
ولكي نتجاوز مشكلة الاحتياج العاطفي عن طريق القبعة الصفراء يجب علينا أن ننسي ما مضي و نبدأ بداية جديدة كلا منا يهتم فيها بالآخر وبجميع جوانب حياته ويعبر عن حبه بالطريقة التي يحبها ويحتاج إليها الطرف الآخر.
رابعا: القبعة السوداء«التشاؤمية أو السلبية»:
وهذه النمط من التفكير لا بد استخدامه بعد النمط الإيجابي ،وهذا النمط يهدف إلي ذكر السلبيات فقط والجوانب السلبية في المشكلة فهو يجعلنا نفكر في المشكلة بحذر شديد ونضع جميع المخاوف نصب أعيننا.
عندما ننظر إلى مشكلة مثل الاحتياج العاطفي من خلال نافذة القبعة السوداء فإننا نجد أن هذا الاحتياج قد يؤدي إلى حدوث خيانة من الزوج أو الزوجة بعد أن أصبحت وسائل الخيانة سهلة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.
فلماذا نجعل سفينة الحياة تصدم بتلك العواصف المدمرة ونحن في أيدينا حلها فالاحتياج العاطفي قد يؤيد إلى كثير من الكوارث التي تكون صدع لا يهدم الأسرة فقط بل يهدم المجتمع.
فالإنسان إذا ما نمي لديه الاحتياج العاطفي ولم يجد من يحتوية فإنه سينحرف إلي طريق آخر ليفرغ ذلك الإحتياج.
لذلك فإن الحل المناسب لهذه المشكلة هو أن نغلق جميع الأبواب التي تسبب ذلك الإحتياج ليكون التفريغ العاطفي في المكان الصحيح.
خامسا: القبعة الخضراء «القبعة الإبداعية»:
هذه القبعة تعتمد علي الإبداع والخروج عن الحلول التقليدية حيث نضع حلول إبداعية للمشكلة.
فلماذا لا يكون حل مشكلة الإحتياج العاطفي عن طريق الخروج من نمط الحياة التقليدي الذي نسير عليه في حياتنا كأن يخرج كلا من الزوجين مع بعضهم ولا يتحدثون عن المشاكل التي يواجهوها في حياتهم بل يكون هذه اللقاء في مكان مميز يعبر كلا منهما عن حبه الآخر أو عند سقوط المطر يخرجا مع بعضهما كنوع من كسر الروتين والإستمتاع بالحياة.
فأيما كانت الطريقة التي يستخدمها الطرفين في التعبير عن حبهمها لابد أن تكون غير تقليدة ومتنوعة.
سادسا القبعة الزرقاء«القبعة الشاملة»:
فنحن بارتداء هذه القبعة نبدأ بجمع جميع الحلول التي وضعنها عن طريق التفكير بنمط القبعات البيضاء، الحمراء ،الصفراء ،السوداء ،والخضراء.
فالقبعة الزرقاء تجمع جميع الحلول ثم تستخرج من خلالها الحل المناسب للمشكلة وتكون بذلك قد وضعت حل يشمل جميع جوانب المشكلة دون إغفال أي جانب من الجوانب.
وعن طريق هذه الطريقة تستطيع عزيزي القارئ التعامل مع أي مشكلة قد تواجهها في حياتك ونتمنى لكم دائما حياة سعيدة ودمتم سالمين..
كتبت: هاجر حمدي