انتشر في هذه الأيام نوبات من الاستهتار من قِبل بعض الناس في مواجهة فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، مثلما انتشر على السوشيال ميديا من فيديوهات فيها عبارات سخرية من الكورونا والتعامل معها على أنها انتهت ولم يعد لها وجود، حيث احتوت هذه الفيديوهات على تجمعات لبعض الأشخاص في أماكن مختلفة في ليلة رأس السنة للاحتفال، رغم قرارات مجلس الوزراء في هذا الشأن.
انتبه.. الفيروس لم يختفِ وما زال موجودًا بيننا، ولكن يتخفى في سلالات مختلفة، ربما أكثر شراسة من صورته الأولية في الموجة الأولى له.
وبالحديث مع الدكتور (محمد طارق الحداد) زمالة الباطنة في مستشفى السنبلاوين العام؛ لينقل لنا المشهد بأكمله من قلب الحدث، سوف نزيل ستار الغموض عن كثير من التساؤلات في هذا الشأن.
ماذا يعني وجود سلالات جديدة لفيروس الكورونا المستجد؟
تتغير الفيروسات باستمرار من خلال الطفرات، ومن المتوقع ظهور أنواع جديدة من الفيروسات بمرور الوقت، في بعض الأحيان تظهر سلالات جديدة وتختفي، في أوقات أخرى تظهر سلالات جديدة وتستمر، تم توثيق أنواع متعددة من الفيروس الذي يسبب COVID-19 على مستوى العالم خلال هذا الوباء.
الفيروس المسبب لـ COVID-19 هو نوع من الفيروسات التاجية، عائلة كبيرة من الفيروسات، تم تسمية فيروسات كورونا؛ نسبةً إلى الزوائد التي تشبه التاج على أسطحها، ويراقب العلماء التغيرات في الفيروس، بما في ذلك التغيرات في النتوءات على سطح الفيروس، تساعدنا هذه الدراسات بما في ذلك التحليلات الجينية للفيروس، في فهم كيفية تأثير الطفرات في الفيروس على كيفية انتشاره وما يحدث للأشخاص المصابين به.
اقرأ أيضًا: المتحور الجديد كورونا EG.5.. الأعراض والوقاية والتطورات الأخيرة
ما هي الأماكن التي ظهرت فيها هذه السلالات في العالم؟
يتم تداول أنواع متعددة من COVID-19 على مستوى العالم، في المملكة المتحدة (انجلترا) ظهر نوع جديد مع عدد كبير غير عادٍ من الطفرات، يبدو أن هذه السلالة تنتشر بسهولة وسرعة أكبر من السلالات الأخرى، في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على أنه يسبب مرضًا أكثر خطورة أو زيادة خطر الوفاة.
وتم اكتشاف هذه السلالة لأول مرة في سبتمبر 2020 وهي الآن منتشرة بشكل كبير في لندن وجنوب شرق إنجلترا، اكتشفت منذ ذلك الحين في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا.
في جنوب إفريقيا، ظهرت سلالة أخرى بشكل مستقل عن السلالة التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة، هذه السلالة والتي تم اكتشافها في الأصل في أوائل أكتوبر، تشترك في بعض الطفرات مع السلالة التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة، كانت هناك حالات سببتها هذه السلالة خارج جنوب إفريقيا، ويبدو أن هذه السلالة تنتشر بسهولة وسرعة أكبر من السلالات الأخرى، في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على أنها تسبب مرضًا أكثر خطورة أو زيادة خطر الوفاة.
ظهر نوع آخر مؤخرًا في نيجيريا، يقوم مركز السيطرة على الأمراض أيضًا بمراقبة هذه السلالة، ولكن في هذا الوقت، لا يوجد دليل يشير إلى أن هذه السلالة تسبب مرضًا أكثر حدة أو زيادة انتشار COVID-19 في نيجيريا.
ما دور وكالات الصحة العامة في هذا الشأن؟
يدرس مسئولو الصحة العامة هذه السلالات بسرعة؛ لمعرفة المزيد للتحكم في انتشارها، يريدون فهم ما إذا كانت السلالات تنتشر بسهولة أكبر من شخص لآخر، أو تسبب مرضًا أكثر اعتدالًا أو شدة عند الأشخاص، ويتم الكشف عنها عن طريق:
- الاختبارات الفيروسية المتاحة حاليًا (المسحات الطبية).
- الاستجابة للأدوية المستخدمة حاليًا لعلاج الأشخاص من COVID-19.
ما يفعله مركز السيطرة على الأمراض بالتعاون مع وكالات الصحة العامة الأخرى، يراقب الوضع عن كثب ويعمل مركز السيطرة على الأمراض على اكتشاف المتغيرات الفيروسية الناشئة وتوصيفها وتوسيع قدرته على البحث عن COVID-19 والسلالات الجديدة.
علاوة على ذلك، لدى مركز السيطرة على الأمراض فريق عمل متاح على أرض الواقع؛ للتحقيق في خصائص الطفرات الفيروسية، بمجرد توفر معلومات جديدة، سيوفر مركز السيطرة على الأمراض تحديثات لكل ما هو جديد.
هل يوجد احتمال تغيير فعالية لقاحات COVID-19؟
لا يوجد دليل على حدوث ذلك، ويعتقد معظم الخبراء أنه من غير المرجح أن يحدث هذا؛ بسبب طبيعة الاستجابة المناعية للفيروس.
ما هو تطور السلالات الجديدة لفيروس كورونا المستجد؟
- أولًا: L strain، ظهر في وهان.
- ثانيًا: S strain.
- ثالثًا: v strain.
- رابعًا: G strain، الأكثر انتشارًا وخطورة ونرمز له ب D614G mutation، وانقسم إلى Gr..GH.
- وآخر سلالة ظهرت في انجلترا وجنوب إفريقيا وبعض الدول، اسمها B.1.1.7.
ما هي السلالات المنتشرة لفيروس كورونا المستجد في مصر؟
صعب التحديد ولكن أغلب السلالات منتشرة في كل العالم.
فيما بعد في الجزء الثاني سوف نتعرف على أعراض الإصابة بالسلالات الجديدة من الكورونا، وما هي سبل التأكد من احتمال الإصابة بها؟، وإجابات على تساؤلات أخرى فانتظرونا.
اقرأ أيضًا: فقدان حاسة الشم .. بسبب كورونا أم أسباب أخرى
كتبت: نيفين رضا الدميري.