فهرس المقال
هل مسرحية كارمن لمحمد صبحي هي مجرد عمل فني أم دعوة للتأمل في العلاقة الشائكة بين الحاكم والمحكوم؟ هذا العمل الفكري يطرح سؤالًا عميقًا: هل الحرية المطلقة التي يصل بها الناس حد الفوضى والغوغائية تستلزم وجود ديكتاتور؛ لكبح جماحها، أم وجود الديكتاتور الذي يقهر الناس في الأصل هو السبب الذي يجعلهم يطالبون بالمزيد من الحرية حتى تحدث الفوضى؟ أكانت كارمن ضحية ديكتاتور أم هي من صنعته؟!
كانت رؤية الفنان (محمد صبحي) لهذا العمل جعلته يقدم مزيجًا رائعًا بين رواية كارمن للكاتب الفرنسي (بروسبير ميريميه) وبين قصة أخرى لكارمن مصرية قامت بدورها الفنانة (سيمون)، حيث أبدعت سيمون كثيرًا في دورها، والذي كان أول عرض له يوم 14 يوليو عام 1999م، يعد هذا العمل يعد واحدًا من أعمق أعمال الكوميديا السوداء على خشبة المسرح المصري.
تحليل مسرحية كارمن لمحمد صبحي: صراع الديكتاتور والأغنية البريئة
تدور المسرحية حول فرقة تمثيل مسرحي تبحث عن فتاة لتكون هي بطلة مسرحيتهم (كارمن) التي يودون تأديتها للجمهور، تتقدم الفتاة كريمة (سيمون) لتشغل هذا الدور.
كان رئيس الفرقة الذي يمثل أيضًا دور جوزيه نافارو (عاشق كارمن) هو الأستاذ (محمد صبحي) الذي كان ديكتاتوريًا في فرقته وأمره مطاع مهما كان صعبًا.
- صراع القوة: أُعجب الأستاذ بكريمة الذي رأى فيها كارمن بكل تفاصيلها، وحاول التقرب منها.
- الحرية والتمرد: حاول الأستاذ أن يمنع كريمة ونبيل (أيمن عزب) من التقرب والعودة لعلاقتهما السابقة، لكنه لم يفلح، لأن كريمة كانت متمردة حرة بمنطلق مفتوح دون التقيد بأي عادات أو تقاليد، ممثلة بذلك رمز الحرية المطلقة التي يخشاها الديكتاتور.

ذروة الصراع: مونولوج الأستاذ ودعوة “أن تقول لا”
أثناء تأدية البروڤة الأخيرة لم يكبح الأستاذ رغبته في الانتقام وقتل حقيقة كريمة، حيث ظل فريق العمل بفرقته يوجه له اللوم وأنه لا بد أن ينال نفس الجزاء، ثم وقف فوق جثتها يلقي كلمات هامة في مشهده الأخير، كاشفًا حقيقة الديكتاتور الصغير ومحملًا الجمهور مسئولية صمته:
وأنا مين عشان أموت، ده أنا مفيش فى إيدي كرباج ولا نبوت، ده أنا ديكتاتور صغير يدوب لسه في حضانة…
كارمن هي اللي حرة وأنا اللي ديكتاتور؟! وأنتو عايشين كمالة ولا عايشين عوالة ولا كمالة طابور؟
الدنيا من البداية محترفة في صناعة الشخص الديكتاتور…
كارمن النبيلة ضحيتي الجميلة قتلها الديكتاتور؟! أيوه قتلتها أيوه قتلت كارمن وكريمة هي كارمن مفيش أي فرق.
ده أنا بتلكك بيكم واتعكز عليكم وعشمان لسه فيكو إن انتو تقولو لا
المونولوج يضع القارئ أمام حقيقة أن الديكتاتور ما هو إلا نتيجة لصمت الجموع، وأنه يتغذى على خوفهم ويستمد قوته من خنوعهم.

طاقم عمل مسرحية كارمن والفريق الفني
| الدور | الممثل | فريق العمل الفني | الشخصية/المهمة |
|---|---|---|---|
| الأستاذ | محمد صبحي | إخراج مسرحي | محمد صبحي |
| كريمة | سيمون | موسيقى وألحان الأغاني | عمر خيرت |
| نبيل | أيمن عزب | أشعار وتأليف الأغاني | محمد بغدادي |
| راضي | أركان فؤاد | موسيقى كارمن | جورج بيزيه |
| المنتج | عبد الله مشرف | إعداد مسرحي | يسري خميس |
أدوار أخرى: خليل مرسي، مجدي صبحي، عبير فاروق (مشيرة)، شوقي طنطاوي، محمد رضوان، محمد حسن، علي الشريف، شريف محسن، هشام فريد.

وحتى بعد مرور أكثر من عقدين من الزمان على ظهور مسرحية كارمن لمحمد صبحي على خشبة المسرح، يظل السؤال معلقًا بمرارة: من منهما صنع الآخر؟ أهي الحرية المطلقة صنعت ديكتاتورًا كما يرى الأستاذ في لحظات ضعفه الأخيرة، أم ظلم الديكتاتور هو من ولد حرية مشوهة فوضوية؟ لقد قدم لنا محمد صبحي وسيمون درسًا مسرحيًا لا ينسى، يدعونا للتفكير في مساحات الحرية الممنوحة والمصادرة في حياتنا، فإن تحليل “كارمن” ليس مجرد تفكيك لنص مسرحي، بل هو دعوة لـ “أن تقول لا”.
هل أنت من عشاق قراءة المسرحيات القصيرة؟ لا تفوت قراءة أعمالنا الأخرى:
مسرحية الزلزال.. المشهد الثاني.
مسرحية الزلزال.. الجزء الثالث.. المشهد الأخير.
الأسئلة الشائعة حول مسرحية كارمن لمحمد صبحي
متى عُرضت مسرحية كارمن لمحمد صبحي لأول مرة؟
عُرضت مسرحية كارمن لمحمد صبحي لأول مرة يوم 14 يوليو عام 1999م.
من هو مؤلف موسيقى مسرحية كارمن؟
موسيقى المسرحية مستوحاة من أوبرا كارمن الأصلية للمؤلف جورج بيزيه، بينما قام الموسيقار الكبير عمر خيرت بتأليف وتلحين أغاني المسرحية.
ما هي قصة مسرحية كارمن محمد صبحي؟
تتناول المسرحية قصة فرقة مسرحية يبحث رئيسها (الديكتاتور) عن بطلة لمسرحية كارمن، ويقع في غرام كريمة المتمردة التي تجسد دور كارمن، وتتصاعد الأحداث لتكشف الصراع بين الحرية والسلطة.
كتبت: إيمان الخطيب.

