هناك الكثير ممن خلدهم الدهر فتبرك الألسنة بذكرهم و ترتقي الأذهان بفكرهم؛ لذلك حياة من خلدهم الدهر قدوة للأجيال و أسوة للخيال و نور للآمال، مِن تاريخه يولد التاريخ و من خياله ينسج الخيالات ومن عزمة تنسج الآمال.
فبأي شيء ميزهم عن الآخرين و ما العوامل التي هي وراء كل ذلك ؟ هل كان هو ذكائه الوقاد ؟ هل كان هو موهبته الخاصة التي ولد معها؟ هل كان هو قدره وحظه أم كان شيء آخر؟
لنرى ما عُرض علينا من مشاهد التاريخ و ما رآيناه بأم أعيننا في حياتنا اليومية.
هناك الكثير من كان لديهم ذكاء يندهش به الناس، إن ظهر في أحد ما في أيام طفولته فيتنبأ الناس من أهله و أقاربه، ومن يراه به عنه و يقولون إن له لشأنا عظيماً في المستقبل، وإن ظهر أثناء دراسته للأمام بين زملائه و أمام أساتذته فيتكهن كلهم بأن أمراً عظيماً سيحدث من هذا الولد و هلم جرا في كل مراحل من سنّه يتكهن من يلاحظ فيه هذا الذكاء.
و من رأيي هذا ليس من العوامل التي بها يخلده التاريخ، هكذا يتكهن الموهوبين المتفننين بأمر جلل إذا لأحظوا في شخص سيماء الموهبة، و لا أعتقد أنه من عوامل ما تجعله خالداً.
أما العامة من الناس فلا ينظرون في الناس شيئاً مختلفاً عنهم في أي مجال، فإن فاق عليهم أحد يقولون : هذا حظي به من حسن حظه و تبسم له القدر فتقدم في هذا المجال لأن القلم جفّ و الأمر قضي والمقادير كتبت ، و كلمات كهذه حتى تثلج صدورهم بها.
فمن كان عنده إعتقاد صحيح لا يؤمن بأقوال كهذه، ليكن رأي البعض منكم أن التاريخ خلد من لديه ذكاء، ورأي البعض بأن من كان لديه موهبة خاصة في مجال خاص له في التاريخ خلود، ورأي البعض الذين يعتقدون أن كل هذا لعبة القدر والقضاء.
فلا أقول لكم إلا هذا بأنني أحترم أرائكم و لكن، لديكم فرصة للإجابة
ما هو السبب الذي لم يذكر بعد وكان هو السبب الذي به يخلد التاريخ رجالاً؟
كتب/ فيروز محمد الهندي