توقفنا في الجزء السابق على رفض الإسبان الصلح مع قرية بشرى واستعدادهم لمهاجمة القرية ..
ونستكمل ما بدأناه في الجزء الثالث من سلسلة الأندلس المفقود
الحرب
فى وسط قرية بشري ،وقف العمدة صفي الدين ،والأمير فيليب، وكلاهما يرتدي عدة الحرب المدرعة وسيوفهم فى غمدها ويتحدثان .
لكنهم يجدوا الأب مايكل أحد رهبان دير قرية بشري يسرع الخطي نحوهم وهو فى حالة من الفزع فيسرع صفي الدين وفيليب نحوه ليتعرفوا عن سبب فزعه وخوفه ،
ويخبرهم الأب مايكل وأنفاسه تتقطع من أن هناك كتيبة من الجيش الأسبانى تتقدم نحو القرية لإجلاء سكانها بالقوة وأن أحد زملائه في غرناطة قد أرسل إليه تحذير من أن تلك القوة معها أيضا أمرا بالقبض علي الأب مايكل لأنه معارض لسياسة الملكة إيزابيلا من تطهير أرض الأندلس من الكفرة أعداء الصليب من البروستانت واليهود والمسلمين .
وقد جاء الأب مايكل ليحذر سكان القرية ويهاجر معهم حيث سيهاجرون فلم تعد أسبانيا مكان آمن للعيش وعبادة الله في سلام وأن التطرف والكراهية وسفك دماء المخالفين في الرأى والعقيدة هى شعار أسبانيا الأن .
وقام صفي الدين بتهدئة الأب مايكل وجاء له فيليب بإناء به ماء ليشرب الراهب العجوز .
وبينما يتحدثون وصلت القرية طلائع الكتيبة الإسبانية حيث تقدم أربع من الفرسان على صهوات جيادهم مدرعيين بملابس الحرب الكاملة ويرفع أثنان منهم رماح طويلة عليها العلم الإسبانى ،بينما الفارس الثالث يرفع السيف والدرع وهو فى حالة إستعداد تام للقتال ، وفي تلك اللحظة قد تقدم قائد المجموعة الفارس الرابع نحو صفي الدين والأمير فيليب والأب مايكل فى هدوء وإستعلاء ليخبرهم .
إن الملكة إيزابيلا والملك فرينالدوا قد أمروا القائد فيجو حاكم غرناطة بتطهير غرناطة من الكفرة المسلمين واليهود والمهرطقين من أتباع المذاهب الأخري وأن علي هولاء الكفار ،أما التنصر بالمسيحية الصحيحة علي المذهب الكاثوليكى أو مغادرة أرض إسبانيا فى ظرف ثلاثة أيام وإلا فالموت سيكون هو مصير من يخالف أوامر الملك والملكة .
أبتسم صفي الدين من كلام الفارس وتقدم نحوه في هدوء وقال له أننا لن نترك ديارنا ولن نترك ديننا وسنستشهد فداء ديننا وأرضنا .
وأكمل بأن أخرج سيفه كالبرق وطعن به الفارس مابين دروع صدره وخوزة رأسه فشق سيف صفي الدين عنق الفارس وخرجت نافورة من الدماء من رقبته المنحورة .
وهنا أسرع الفارس الثالث الذي يحمل السيف بالهجوم على صفي الدين لكن صفي الدين تلقي ضربته القوية على سيفه بينما يقوم الأمير فيليب بطعن هذا الفارس بحربة طويلة في أسفل بطنه وهو لازال ممسك بالحربة حتي تخترق أحشاء الفارس ويسقط علي الارض .
فى هذا الوقت يتدخل الفارس الأول والثاني فى هذا القتال ويهموا بالهجوم على صفي الدين والأمير فيليب بحرابهم الطويلة لكن سهمان شديدا الدقة يصيبان الفارسين فى عيونهم فيسقطان صرعي في الحال بعد أن أخترقت السهام رأسهم.
حدث كل هذا فى لحظة .
ووقف الأب مايكل مندهش غير مصدق ما تراه عيناه .
ويشاهد عن بعد قائد الكتيبة الإسبانية ماحدث لرجاله فيأمر بالهجوم الكاسح على قرية بشرى وأن لا يتركوا أحدا حي لا رجل ولاشيخ لا ولد ولا إمرأة ليقتل الجميع .
كانت هذه صيحة قائد الأسبان ورجاله يندفعون في أتجاة بيوت القرية ليقتحموها ويقتلوا من بها ثم يسرقوها ويشعلوا فيها النيران .
وهنا يعلوا صوت صفي الدين بالتكبير
فتنطلق من البيوت سهام كالقدر المحتوم تصيب الجنود الأسبان المدرعين إصابات مباشرة فى الاوجه أو الأرجل حيث لا توجد دروع ويحاول الفرسان إقتحام البيوت لقتل مطلقى تلك السهام وما أن يدخل الفرسان حتى يجد رجال قرية بشرى يقذفونهم بالنفط وزيت الزيتون الخام ثم يشعلون النار بهم فيتحول الفارس بعدته الحربية العظيمة إلي كرة عظيمة من اللهب المشتعل لا يرى شىء يجري فى كل مكان هربا من النار المشتعلة به فلا يجد إلا حربة طويلة من يد أحد رجال ب قرية بشري تسكن الأمة وترسله إلي خالقه ليحاسبه عما إقترفه فى دنياه.
ومع إختلاط الجنود الأسبان مع سكان قرية بشري أصبحت مجزرة حقيقيةفالدماء تغطى الجميع وأصوات الصراخ والألم والفزع تخرج من الحناجر وسيوف أهل القرية تهد في الكتيبة الأسبانيه المدرعة هدا .
حتى أفنتهم عن بكرة أبيهم ولم ينجوا من تلك المذبحة الرهيبة لتلك الكتيبة إلا نائب القائد الذي أثر الفرار بعد أن شاهد قائدة يسقط مقتولا على يد الأمير فيليب وأهل قرية بشري.
وهنا تعتلي تكبيرات أهل القرية المدرجون بدماء أعداءهم الأسبان .
ويبتسم العمدة صفي الدين لهذا الأنتصار الموقت لأنه يعرف أن هذه المعركة ليس إلا بداية حرب طويلة لا يعرف أحدا نهايتها وأنه الأن تحدي إسبانيا كلها .
إلي القاء فى الجزء الرابع من
الأندلس المفقود .
كتب احمد عبد الواحد ابراهيم