أنهيت للتو مشاهدة الجزء الأول من فيلم sherk ، لم تكن تلك هي المرة الأولى التي أشاهده فيها بل أبحرت بين ثنايا وتفاصيل هذة الحالة عشرات المرات وفي كل مرة تنتابني مشاعر فريدة من نوعها، أشعر وقت مشاهدته أنني مُسترخية بداخل عالم برئ لا شيء فيه سوي الحب و الوفاء وأن كل ما حولي مبتسم وسعيد .
يبدأ الفيلم بمشهد لشريك الذي يظهر بهيئته الغريبة ، فهو ضخم البنيان إلي حد الرعب و طويل القامة بشكل مريب أما عن لونه فهو أخضر اللون،له آذان تشبه مواسير المياه،عيناه تُشبه كرات الليمون، منخاره عريض للغاية ،أسنانه مرتبه بشكل يثير في داخلك الشعور بالأشمئزاز و لديه معدة كبيرة وكأنها حقيبه بداخلها كم هائل من المقتنيات،بإختصار شديد ملامحه كبني جنسه من “الغيلان”
كان شريك يعيش وحيدا ً في إحدى المستنقعات ، قانع ومستمتع بوحدته التي كان من المحتمل أن تكون أبدية، لأنه كان يظن في قرارة نفسه أنه من المستحيل أن ينعم بتقبل وحب الناس، إلي أن شاء القدر أن يجمعه بصديق صادق الوعد، كان صديقه الوفي هو “حمار مُتكلم” حيث كان يود جنود المدينة أن يلقوا القبض على هذا الحمار لما يمتلكه من قدرات خارقة ، فمن العجيب أن تجد حماراً يتكلم !!!!
لكن شريك أنقذه من بين أيادي هؤلاء الأوباش الحمقي ، فأحبه الحمار من المرة الأولى ورأي بداخل شريك ما لم يره أحد، رأي صدقاً ودفئاً لا مثيل له فلم يفزع من صحبته بل اطمئن له لدرجة أنه كان يلح إلحاحاً شديدا ً حتي يقبل شريك صداقته
أثار ذلك الإلحاح في نفس شريك الاستغراب وسأله كيف تراني؟؟ لمَ لا تفزع من رؤيتي؟! أجابه الحمار” أري أنك طويل للغاية”
رأي فقط أنه طويل للغاية ولا شئ غير ذلك ، لم يلفت أنتباهه أي شئ سوي ذلك فعدسة الحب لا تلتقط إلا أبهى الصور وأجملها.
وبعدها يستولي جنود المدينة على المستنقع الذي يستوطن بداخله شريك وصديقه الحمار فيضطر شريك إلي الذهاب إلى قائد الجيش “فاركواد” فاركواد رجل انتهازي يطمح إلى أن يصبح أمير البلدة ويعرف أنه لن يصبح هكذا إلا إذا تزوج بالأميرة المسجونة “فيونا”بداخل برج يحرسه تنين شرس من الصعب أن ينجو أحد من عنفه المميت .
فأتفق فاركواد أن يمنح شريك المستنقع مقابل أن يحرر الأميرة المسجونة ، كانت الأميرة تنتظر بلهفة رؤية ذلك الفارس المغوار الذي سيقوم بتحريرها من الأسر كما قرأت في كتب الحواديت القديمة ، لكنها تفاجئت بهيئة شريك التي جعلتها تفقد النطق للحظات .
كانت رحلة الأميرة فيونا و شريك إلي القائد فاركواد طويلة بشكل كاف لتعرف فيها فيونا أن وراء هيئة شريك المخيفة قلب ينبض بحب صادق ومختلف، وروح طيبة تدفعه لعمل وصنع كل ما هو طيب فتغيرت ملامحه في عينها و أصبح لديها أهم وأعظم من كل فرسان القصص والروايات.
الغريب في الأمر أن فيونا كانت مُصابة بلعنة و حل هذة اللعنة أن تتزوج أميرا ً فكان من المنطقي أن ترضي بالقائد فاركواد زوجاً لها لكن عشقها الشديد لشريك منعها من ذلك، فشخصية شريك الرائعة لا تضاهيها وسامة وسلطة أعظم الملوك.
في نهاية الأمر لا يهم ما لون بشرتك، لا يهم أن تكون ملامحك مثالية إلي حد السريالية ،لا يهم أن تكون صاحب نفوذ وسلطة و لا يهم إن كنت أميراً أو قائداً.
المهم هو أن تكون صادقا ً، طيب القلب،المهم هو أن يكون بداخلك فارس يعرف الحق ويسعي لفعله ، المهم هو أن تكون رائعاً من الداخل حينها ستقع في حبك أجمل وألطف الأميرات .
تذكر دائما أن عدسة الحب لا تلتقط إلا أبهي الصور وأجملها ،فأنت رائع ومثالي في عين أحدهم.
كتبت : إسراء علي