كثيرٌ ما نهتم بالأموال التي تعود علينا من العمل لكن لا نلقي أهمية للعمل الذي نقوم به هل نحبه أم إننا مستمرون به فقط من أجل المال؟ هل نحن مبدعون في عملنا أم نقوم به تأدية واجب فقط؟ علينا أن نسأل أنفسنا من الحين للآخر ما هدفنا من هذا العمل الذي نقوم به؟ وما الذي نريد أن نصل إليه من خلال هذا العمل؟ هل نحن مستمرون في هذا العمل من أجل المال فقط أم من أجل شيء آخر؟
واليوم نستكمل ما بدأناه في سلسلة القيم السبعة لحياة متزنة.
خامسًا الجانب المهني:
الإنسان دائمًا ما يخلط بين الجانب المهني والجانب المادي، لكن في الحقيقة يجب أن نفرق بينهما، فالمهنة التي يقوم بها الإنسان في حياته من الهام جدًا أن يحبها حتى يستطيع أن يبدع فيها، فمن الضروري أن يهتم المرء بالجانب المهني، والبحث فيه حتى يصبح مميزًا في هذا الجانب.
فيهتم بالقراءة في مجاله كما يهتم بأخذ العديد من الدورات و البرامج التدريبية سواء في مجالة أو في مجالات مختلفة، في الواقع إن اهتمام المرء بهذه الجوانب لا يعني إغفال أن يكون لديه القدرة على التواصل مع الآخرين من زملائه في العمل أو الإدارة.
فأكثر من نصف نجاح الإنسان في عمله يعتمد على حسن تواصله مع الآخرين، والذي يساعده على ذلك اهتمامه بالجوانب الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
سادسًا الجانب الإجتماعي:
الشق الاجتماعي هام جدًا في حياة الإنسان عمومًا، فلا يمكن أن ينجح في أي جانب من جوانب حياته إلا إذا كان اتصاله مع الآخرين جيدًا.
فالإنسان اجتماعي بطبعه، فإذا ما فعل ما يتنافى مع هذه الطبيعة من اعتزال الآخرين، وعند التعامل معهم يصبح لديه سوء اتصال مع الآخرين، مما يجعله يشعر بالوحدة وعدم القبول من الآخرين، فيصبح غير قادر على العمل أو تحقيق أهدافه.
من هنا نجد أن الجانب الاجتماعي هام جدًا؛ لتحقيق الاتزان في الحياة عمومًا، لكن قد يتساءل البعض وكيف نحقق هذا الاتزان في الجانب الاجتماعي؟
عزيزي القارئ إذا أردت أن تصلح الجانب الاجتماعي، عليك أنت تسأل نفسك عددة أسئلة هل أنت شخص اجتماعي تحب الناس وتحب التعامل معهم؟ فإذا كانت الإجابة بلا بإنك لست شخصًا اجتماعيًا، فكيف تصبح كذلك في الحقيقة؟
عليك أولًا أن تنظر إلى طريقة تعاملك مع الآخرين، هل أنت من الأشخاص الذين ينتقدون كل شيء ولا يرون إلا الجزء الناقص فقط؟
فهذا النوع من الشخصيات ينفر منهم معظم الناس، فيجد نفسه وحيدًا، لا أحد يحب أن يجلس معه؛ لأن الإنسان بطبعه يميل إلى مَن يمدحه ويذكر إنجازته لا إلى مَن ينتقده.
قد يتساءل البعض كيف لي أن أتعامل بطريقة صحيحة مع الآخرين، عليك في البداية أن تتعرف على شخصية مَن تتعامل معه وتعامله بنفس نمط شخصية.
فأي إنسان بداخله أربع شخصيات، لكن شخصية واحدة هي التي تطغى عليه الودود والمحلل والقيادي والمهرج.
فإذا ما عرفت الشخصية الذي تتعامل معها وأتقنت فن الاتصال معها، ولكي يحدث هذا يجب عليك أن تتحلى بالمرونة في التعامل مع الآخرين.
ولكي يحبك الآخرين ويسهل عليك التواصل معهم عليك أن تتميز بالإنصات ولا أقول الاستماع نعم الإنصات مغاير للاستماع.
فالإنصات أن تسمع للشخص وكأنه أهم شخصًا ولا يوجد مَن هو أهم منه لديك، فتستمع إليه بكل جوارحك أم الاستماع أن تستمع، لكن قد لا تكون مهتمًا بكلام الشخص الذي أمامك.
فتقبل المجتمع لك وتقبلك الآخرين يعتمد على فن الاتصال بالعالم الخارجي.
سابعًا الجانب المادي:
فالجانب المادي من الجوانب الهامة جدًا في الحياة عليك دائمًا أن تسأل نفسك هل أنت راضي عن حياتك المادية ؟
وما الذي تفعله لتحقق ما تريده في الجانب المادي؟
الجانب المادي يمكن تطويره بطرق كثيرة، لكن بشرط أن تكون مباحة ومشروعة.
فأي عمل تقوم وتطور به حياتك المادية لا يشترط أن تحب ذلك العمل، لكن أنت تأخذه فقط؛ ليوصلك لِمَا تريد الوصول إليه، لكن هو ليس عملك الدائم.
الجانب المادي له قدر كبير من الأهمية ؛ لأن دونه لا يمكنك الوصول إلى ما تريد.
فإذا ما أعطينا لكل شيء في حياتنا حقه من الجانب الروحاني وحسن اتصالنا بالله سبحانه وتعالى وعبادتنا له ثم اهتمامنا بالجانب الصحي، وجعلنا حياتنا تنعم بحياة صحية ثم جعلنا هناك روابط متينة بيننا وبين عائلتنا من خلال اهتمامنا بالجانب العائلي ثم جعلنا شخصيتنا قوية وفهمنا ما يدور داخلها من خلال الركن الشخصي وجعلنا هناك اتصال بيننا وبين العالم الخارجي من خلال الركن الاجتماعي ثم اخترنا مهنتنا متوافقة مع أهدافنا وطموحنا.
فإذا ما أبدعنا في الشق المهني انتقلنا إلى الجانب المادي؛ لنكون بتحقيق هذا كله جعلنا حياتنا تنعم بالاتزان في جميع أنماط الحياة.
وكان هذا بداية لحياة سعيدة متوازنة.