{الأسطوانة الأولى}

– في ساعة ما من يوم ما سقطت عيني على ذلك الغلاف الراقي الذي أعادني إلى عالمي الكلاسيكي، تزينه كلمة كبيرة (جرامافون) وصورة لذلك المجسم الذي أعشقه جدًا، أثارني فضولي أن أقرأ كلمة الظهر لتلك الرواية ويا روعة ماقرأته! فقد شغفني حقًا وبدأت في قرائتها فور وصولي المنزل.

– رائحة الورق، ألوان الغلاف الحالم، عودتي للقراءة بعد شهور انقطاع على يد عالم أعشقه، ثم بدأ النغم.

{الأسطوانة الثانية}

وجدت في نغم هذه الأسطوانة هدفي المنشود، وقتي الذي سعدت به بين الإبرة والبوق.

ساعات لم أندم على ضياعها وأنا أرقص على ألحان قوية تارة تعزف بهدوء يصاحبه نعومة، وتارة يصيبها جنون وصخب يؤلم قدمي من كثرة ضربي على الأرض في رقصة غجرية.

صباح غائم يليه مساء حنون وتتوالى النغمات حتى انتهت المقطوعة ثم سقطت ألهث جوارها.

{ نظرة نقدية ذاتية}

نأتي لأكثر جزءًا أعشقه في مقالي وهو تفنيد الرواية فنيًا ونقدها، لقد أتى وقت تفكيك الجرامافون.

أولًا الفكرة :

– قد تبدو لك في شكلها العام تقليدية أو عادية، لكن لمسات الكاتب في تغيير مسار الفكرة لشكل مختلف وإقناعك في كل مرة إن تخمينك ليس هو النهاية الذي أضفى عليها نكهة رائعة.

ثانيًا السرد:

– البطل هو الراوي وهذا من أصعب الرواة للرواية بالأخص لأن أحداثها طويلة ومتفرعة ولكن ذكاء الكاتب جعل كل الخيوط في يد البطل وأعطى الراوي العليم الدور الثانوي في الرواية، فجعل سرده فيه شيء من العمق.

ثالثًا الحبكة:

– منضبطة جدًا وخاصة الحبكات الفرعية زادت الرواية تماسكًا.

رابعًا اللغة:

– رائقة وبها بلاغة قوية.

خامسًا البناء الدرامي:

– مضبوط ومتماسك وفي تنقلات الكاتب بين الرواة والأحداث مرونة واضحة.

سادسًا الحوار:

– في المجمل عامية مصرية، ولكن في بعض المواضع كان يدمج بين العامية والفصحى، رغم أن الكاتب قادر على كتابة الرواية كاملة بالفصحى لا أعرف لِمَا تطرق للعامية؟

سابعًا الخاتمة:

– قوية، غير متوقعة ومفتوحة.

ثامنًا ملاحظاتي العامة:

– وضع الكاتب شيئًا جديدًا بالرواية وهو تفنيد الأحاسيس الداخلية للبطل سعيدًا أم حزينًا كانت بشكل المعادلات الرياضية بمعنى ( أحداث متراكمة + عدم نسيان + عودة جرائم الماضي = إنسان مضطرب) وهكذا.

– أسلوب جديد للكاتب وبصمته الخاصة في روايته.

– امتعضت من الأسلوب حين قرأته أول مرة ولكن مع الوقت اعتدته وصرت انتظر الصفحة التي أرى فيها المعادلة الجديدة.

– في الجرامافون الثالث وقت اللحظة بين (علي) و(قاسم) حين أصر (علي) أن يأخذ الماس كان لابد من ذكر أسمائهم لا الإشارة بكلمة الصديق وصديقه، هنا ستجد أن القارئ في حيرة مَن يهاجم ومَن يدافع.

{الأسطوانة الثالثة}

في النهاية ستتمتع بحالة من الإثارة والتشويق في الأحداث ستجعلك متشوقًا للمزيد، الامتزاج الرائع بين الحالة العاطفية والنفسية للبطل جعلت من الرواية سيمفونية مليئة بالأنغام الناعمة الصاخبة بجنون هادئ.

 

كتبت/ إيمان الخطيب