تعرَّض كلٌ منا للنقد وشَعَرَ بالخيبة من نفسه، ولم يَكن ذلك لأنَّنا فشلنا ،فالفشل ما هو إلا تدريب للنجاح، بل كان لأن طريقة تحدث الناقد لنا ومبتغاه من تصحيح أفعالنا لم تكن صائبة، فأدى بنا إلى النفور منه ومن نصائحه وإرشاداته.

فبغية التعلم من أخطائه وتفادي القيام بها، علينا التعرف على الانتقاد وطريقة صياغته.

إذن ماهو النقد :

النقد هو تعبير مكتوب أو منطوق، عن الجيد والرديء في أفعال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من الناس في مختَلَف المجالات من وجهة نظر الناقد.

كما يذكُر القوة والضعف ويقترح الحلول، وعليه فعل ذلك من غير التجريح أوالإساءة أوالسخرية، فحتى الناقد كان له بدايات أخطأ فيها وتعلم منها ولا يَصِح أن ينساها حين يعلو مقامه ويرى غيره فيها.

 

أخطاء يقوم بها النُقاد :

أذية الأفراد والتقليل من شأنهم وشأن مجهودهم، من دون رحمة؛ ظنًا أن هذا يُقويهم ويُحسنهم، وما يقوم به هو العكس ، فهو يتسبب في غضبهم، توترهم، وتشكيكهم في أنفسهم وقدراتهم ، فليس كل مَن يملك علمًا أو خبرة قادرًا على الانتقاد.

فيجب على المديح أن يتغلغل في النقد، وإن لم نكن على دراية بتقنية الساندويتش، فهي تعتمد على الإطراء قبل وبعد الانتقاد، وتنجح في كثير من الأحيان، إذا ظهر على الناقد علامات الصدق والاهتمام وليس عِلمه وتطبيقه للتقنية فحسب.

يقول المؤلف ومطور دروس تحسين الذات والعلاقات الإنسانية الشهير (دايل كارنيجي):

إن الطريقة الفعالة لتصحيح أخطاء الآخرين هي لفت الانتباه إليها بشكل غير مباشر، وأن العديد من الناس يميلون إلى بدأ النقد بمدح صادق متبوع بكلمة “ولكن” ومنهي ببيان انتقادي.

 

ويعطي مثالًا شائعًا فيقول:

في محاولة لتغيير إهمال طفل للدراسة، قد نقول “نحن فخورون بك للغاية؛ لرفع درجاتك هذا الفصل الدراسي، ولكن إذا كنت اجتهدت أكثر في الرياضيات، لكانت النتائج أفضل.

 

يوضح المؤلف أن في هذه الحالة، قد يشعر الطفل بالتشجيع حتى يسمع كلمة “ولكن” ويشكك بعد ذلك في صدق الثناء الأصلي، فلن يجدي أسلوب التعامل هذا.

يمكن تجاوز هذا بسهولة عن طريق تغيير كلمة “لكن” إلى “و.”

” نحن فخورون بك للغاية؛ لرفع درجاتك هذا الفصل الدراسي، ومن خلال الاستمرار في نفس الجهود الواعية في الفصل التالي، يمكن أن تكون درجات الرياضيات خاصتك متكافئة مع الأخريات.

 

الآن يتقبل الطفل الثناء، وقد لفتنا انتباهه إلى السلوك الذي أردنا تغييره بشكل غير مباشر.

 

 كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس ؟؟

علينا الاعتراف أن نقد الناس مسؤولية، وأن نستشعر أهمية تعلم كيفية الانتقاد لو مهما كَبُرَت أو صَغُرَت مكانَتُنا، فنحن والمُنتَقَدون بشرٌ ونتأثر سريعًا من أي شَخصٍ.

وتحطيم معنويات أحدهم من أسوأ الأمور التي يمكننا القيام بها، وستجلب لنا الندم الكبير.

 

فاحترس عند النقد واجعل نقدك بناءاً …

 

كتبت: أمل علوي