أيّما كان القول في نشأة اللغة الإنسانية، فإن اختلاف الرأي لم يقف عقبة أمام الباحثين في قضايا اللغة الأخرى.
بل وكانت من أهم القضايا التي جذبت أنظار اللغويين خاصة، وعلماء النفس والاجتماع، والآنثروبولوجيا عامة، فقسمت على أساس علمي على أمران:
الأمر الأول:
القرابة في المستويات النحوية، والصرفية، والدلالية والصوتية ، التي كشفت عنها الدراسات اللغوية المقارنة بين مجموعات معينة من اللغات.
الأمر الثاني:
التطور الذي سلكته كل لغة من لغات البشر، وكأنه استحال إلى قانون لغوي عام هو (تحول اللغة إلى لهجات، أو بعبارة أدق: تفرع اللهجات عن اللغة الواحدة،ثم تحول اللهجة مع الزمن إلى لغة قائمة بنفسها).
تعدد النظريات القديمة؟
لم يبق بعد الطوفان إلا لغة واحدة، هي لغة نوح وأبنائه الثلاثة: يافث ، وسام ، وحام ، الذين كانوا يعيشون في النصف الغربي من قارة آسيا، ومع الزمن، وبتأثير عوامل التطور المختلفة، تحولت هذه اللغة إلى لهجات،ثم ما لبث إلى أن وجدت اللغات البشرية التي تنتشر في العالم اليوم.
ومن أجل هذا: فإن جميع لغات العالم يمكن إرجاعها إلى هذه المجموعات اللغوية الثلاثة:
١- المجموعة الأردية:
تنسب إلى (يافث بن نوح) موطنها الأول كما يزعم أصحاب النظرية أرض بابل أو أرمينيا.
وقد ذهب أهلها إلى الهند،ثم رحل فريق منهم إلى الغرب (بخارى، وأفغانستان ) و ارتحل بعضهم شمالًا، فكان منهم سكان أوروبا.
ومن هنا فإن لغات هذه المجموعة تنقسم إلى قسمين:
- شمالية: وتشمل اللغات الأوربية.
- جنوبية: وتدخل فيها اللغات الفارسية والهندية والأفغانية والكردية.
٢-المجموعة السامية:
منسوبة إلى (سام بن نوح) وموطنها الأول هو القسم الغربي من قارة آسيا وتشمل عدة لغات:
- اللغات السامية الشمالية: مثل: الأكادية والبابلية
- واللغات السامية الجنوبية: اللغة العربية والحامية والحبشية
٣-المجموعة الحامية :
تنسب إلى (حام بن نوح) وقسمها الباحثون إلى:
- المصرية القديمة والقبطية
- الكوشيتية، النوبية والبربرية.
ولا يدخل في هذه المجموعة اللغة المصرية، التي تكونت بعد دخول الهكسوس إلى مصر؛ لأنها خليط السامية والحامية.
ويلاحظ على هذه المجموعة أن بيئتها ضيقة، وأن المتحدثين بها قليلون بالنسبة للمجموعتين الأخريين، وأن لغتها تعد من اللغات المختلفة.
ولنا في اللقاء باقية.
كتبت: نورهان أمين