أصل تسمية سمرقند

اختلف المؤرخون في تفسير اسم “سمرقند” يقول البعض أنه تمت التسمية نسبة إلى الحاكم التركماني (سمر) الذي سماها على اسمه وأضاف لها (قند) التي تعني السوق، في حين يقول آخرون أن التسمية من أصل سنسكريتي هو (ساماريا) بمعنى الإجتماع أو اللقاء، وهناك من يؤكد أن أصل الاسم هو (شمر أبو كرب) ثم حُرف إلى (شمركنت) ثم عُربت إلى (سمرقند) ومعناها وجه الأرض.

وصفها الجغرافي ابن حوقل في كتاب “صورة الأرض” قائلا: “كان الجزء المأهول منها مكونًا من قلعة ومدينة وضاحية، ومن قمة القلعة التي تسلقتها يتمتع المرء بمنظر أجمل من أن يوصف أشجار خضراء وحدائق غنَّاء وقصور متألقة وجداول متدفقة المياه لم تكن هناك بقعة لا تسر العين فأشجار السرو قد شذبت بأشكال غريبة فجاءت على شكل حيوانات من فيلة وجمال وماشية، يا له من منظر يخلب الألباب”.

سمرقند

تاريخ سمرقند

لقد كانت سمرقند منذ ألفين وخمسامئة عام ملتقى تجاري هام لقوافل التوابل والحرائر ولموقعها المتميز جذب لها انظار الغزاة، فأرادها الاسكندر الاكبر عام 329 ق. م وعندما حاصرها فوجدها منيعة عصية ولم يستطع دخولها، في العام التالي عاقبها أشد العقاب، ويؤرخ الإغريق هذه الحادثة مطلقين عليها اسم (مرقندا) عاصمة (سوجديان) وهو اسم أوزبكستان قديما.

بعد وفاة الأسكندر الأكبر حكمها السلاچقة وعاشت مابين القرنين الخامس والسادس الميلادي طفرة حضارية ونقلة تجارية كبيرة مع إيران الساسانية وقبائل السهوب الشمالية والإمبراطورية البيزنطية، اعتنق معظم سكانها الديانة الزرادشتية، تم فتح مدينة سمرقند على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي الذي أعاد فتحها مرة أخرى عام 710م، وحول المسلمون بعض المعابد إلى مساجد للصلاة، وتعليم الدين الإسلامي.

انتقل الحكم بعد السامانيين إلى سلالات تركمانية متتالية حتى جاء عام 1220م فقد غزاها چنكيز خان وجييشه المغولي فقد احرقوا المساجد ونهبوا الثروات وقتلوا أهل سمرقند وشردوا آخرين واخرون صاروا عبيداً للمغول أما الفارين الناجين من أهلها من الهضبة التي بنيت عليها مدينتهم القديمة إلى الوادي حيث أعادوا بناء مدينتهم بحلة جديدة وبجمال بساتينها ومياهها المتدفقة في فترة حكم تيمور لنك ( 1369 – 1405م ).

images 76

مسجد بيبي خانم

معالم سمرقند

(قصر دلكشا المعروف بالقصر الصيفي)
ويميزه مدخله المرتفع المزين بالآجر الأزرق المُذهب، وفيه ثلاث ساحات في كل منها فسقية.

(قصر باغ بهشت المعروف بروضة الجنة)
وتمّ بناؤه من الرخام الأبيض الآتي من تيريز فوق ربوة عالية، وقد كان مُحاطاً بطرق جميلة مُقام على جوانبها شجر الحور، وهو يتميز بتخطيطه المتقاطع المتعامد.

(مدرسة بيبي غنيم) التي تميزت في تخطيطها بالإعتماد على صحن أوسط مكشوف، وأربعة إيوانات.

(ضريح الإمام البخاري)
وهو يقع في ضاحية سمرقند على مشارف قرية باي أريق.

(قبر تيمورلنك)
ويمتاز بقبته الباهرة التي تعلو الضريح.

(ضريح طوغلوتكين)
وهي إحدى أميرات المغول.

(سور سمرقند العظيم)
وهو يشتمل على أربعة أبواب رئيسية وهي:
– باب الصين ويقع في شرق المدينة، وتمت إقامته تخليداً لذكري الصلات القديمة مع الصين الناتجة عن تجارة الحرير.
– باب بخارى ويقع في شمال المدينة، وتم العثور على كتابة بالعربية اليمنية الحميرية عليه، ونصها هو: (بين المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ وبين بغداد وبين أفريقية ألف فرسخ، وبين سجستان وبين البحر مائتا فرسخ، ومن سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخاً).
– باب النوبهار ويقع في غرب المدينة.
– الباب الكبير ويُعرف أيضاً بباب كش، ويقع في الجهة الجنوبية، وهو يرتبط اسمه ببلدة كش موطن تيمورلنك الأصلي.

كتبت/ إيمان الخطيب