أنعم الله علينا بالكثير من النعم ، هذه النعم لا يمكننا إحصاءها ، فأنعم علينا بالحواس الخمس لنستشعر ملذات الحياة ، و حاسة التذوق أحد هذه الحواس الخمس التى أنعم الله بها على الإنسان وتنتمى للجهاز الهضمى حيث من خلالها يمكن التمييز بين الأطعمة المختلفة وتذوقها ومن ثم الشعور بالسعادة.
والآن هيا بنا عزيزى القارئ للتعرف على حاسة التذوق والاضطرابات الناتجة عنها …
براعم التذوق قادرة على التمييز بين الأذواق المختلفة والمنتشرة بكثرة بالتجويف الفمى وخاصة اللسان حيث يُغَطَّى اللسان بآلاف النتوءات الصغيرة التى تسمى الحليمات ،كل حليمة بها العديد من براعم التذوق وكل برعم يحتوى على 50:100 خلية مستقبلة للتذوق والتى يمكنها التمييز بين الحلاوة ،الحموضة ،الملوحة ،المرارة والومامى”الطعام اللذيذ”.
ويتم الإحساس بالطعم من خلال ارتباط الجزيئات بمستقبلات البروتين على الأغشية الخلوية لبراعم التذوق.
تبدأ العملية بإذابة الإنزيمات الهاضمة الموجودة فى اللعاب للطعام وتحويله إلى مواد كيميائية أساسية تمرر على الحليمات ويتم التعرف على الطعم وتمييزه من خلال براعم التذوق كما يساعد على ذلك بعض العوامل الأخرى كالرائحة ،الحرارة والملمس.
فقدان حاسة التذوق :
قد يحدث خلل بحاسة التذوق باختلاف نوع الخلل سواء كان ضعف أو فقد حاسة التذوق أو حتى وجود طعم غريب أو سئ سواء معدنى أو حامضى.
فقد حاسة التذوق حيث لايمكن التمييز تماما بين الأنواع المختلفة سواء حلاوة ،حموضة ،مرارة أو ملوحة.
أما فى حالة ضعف التذوق يمكن التمييز بين الأنواع القوية فقط.
ولاضطرابات التذوق العديد من الأسباب كما يلى.
السبب :
يؤثر حدوث التهاب أو عدوى على براعم التذوق في اللسان المسئولة عن الإحساس بالذوق مسببا اضطرابا بالتذوق سواء كان التأثير فقدان حاسة التذوق أو ضعفها أو حتى الشعور بطعم غريب او سئ.
كما أن فقدان أو ضعف حاسة التذوق قد يكون ناتج عن فقدان أو ضعف حاسة الشم لارتباطهما الوثيق ولتفاصيل اكثر عن فقدان حاسة الشم بهذا المقال:
ولكن ليس مقتصرا على ذلك فقط بل يوجد العديد من الأسباب الأخرى كما يلى:
- نزلات البرد ،الأنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية.
- التهاب الحلق أو البلعوم.
- تقرحات الفم أو خراج.
التهابات الغدد اللعابية أو الأغشية المخاطية للفم. - التهاب اللثة أو أمراض اللثة أو اللسان.
- ارتداء أطقم الأسنان.
- سوء نظافة الأسنان بسبب نمو البكتيريا بالفم.
- حموضة المعدة وارتجاع المعدة أو عسر الهضم حيث يفقد الطعم الطبيعى ويشعر المريض بطعم حامضى أو معدنى.
- التقدم بالسن حيث تبدأ بالتلاشى فى سن الخمسين بسبب فقدان حليمات اللسان وانخفاض انتاج اللعاب.
- التدخين.
- متلازمة سجوجرن “أحد أمراض المناعة الذاتية التى تسبب جفاف الفم والعين”.
- إصابات الرأس أو الأذن.
- ضطرابات الجهاز العصبى .
- إضطرابات القلق.
- مرض السكرى.
- قصور الغدة الدرقية.
- الفشل الكلوى أو الكبدى.
- الأورام كأورام الدماغ والعلاج الإشعاعى.
- بعض الأدوية كالمضادات الحيوية وبعض أدوية الغدة الدرقية.
- حالات التصلب المتعدد وشلل بيل.
- نقص التغذية وخصوصا نقص الزنك و ڤيتامين ب12 ‘وغالبا مايصاحبها أعراض نقص التغذية كوجود اظافر هشه ،إعياء ، تساقط الشعر ، طفح جلدى وغير ذلك ‘.
- الإصابة بڤيروس كورونا COVD 19 المنتشر جدا هذه الفترة.
- تلف العصب البلعومى اللسانى المسؤول عن التذوق ف الثلث الخلفى من اللسان Glossopharyngeal nerve أو الطبلانى الحبلى المسؤول عن التذوق بثلثى اللسان الأمامى Chorda tympani .
- شلل الوجه النصفى واعتلال السحايا.
المضاعفات:
- فقدان الشهية .
- فقدان الوزن.
- سوء التغذية.
- تغيرات بالمزاج واكتئاب.
غالبا مايكون فقدان التذوق عرض وليس سبب وفى حالة عدم العلاج قد يتفاقم السبب وتزداد الحالة سوء.
التشخيص والعلاج:
يعتمد التشخيص بشكل أكبر على شكوى المريض سواء ضعف أو فقدان حاسة التذوق أو حتى وجود طعم غريب ويتبعه فحص الطبيب “طبيب انف وأذن وحنجرة” وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب ودرجة فقدان حاسة التذوق أو ضعفها ومن ثم علاج السبب بما يراه الطبيب مناسب للحالة .
كتبت: إسراء محمد فتح الله.