توقفنا في الجزء الثالث عند انتصار أهالي قرية بشرى على أعداءهم الإسبان وفرار نائب قائد جيش الإسبان بعد مقتل قائده.
ونستكمل ما بدأناه في الأجزاء السابقة ومع سلسلة الأندلس المفقود..
ما إن عرف القائد فيجو حاكم غرناطة بما حدث للحملة العسكرية التي أرسلها لطرد سكان بشرى من قريتهم ومن إسبانيا كلها وأن سكان تلك القرية المشاغبة قد أبادت جنوده حتي أعلن حالة النفير العام في الإمارة.
قام باستدعاء كل جندي متاح في غرناطة والحصون المجاورة لها وتسليحهم بكل ما في الترسانة الحربية الإسبانية من أسلحة بل وفكر أن يطلب من الملك إمداده ببعض الجنود وهذا الاختراع الرهيب المسمي المدفع مطلق النيران وفاتح أبواب الجحيم أمام أعداءه.
لكنه تراجع عن تلك الفكرة خشية أن يهزء الملك والملكة من كفاءته الحربية وعزله عن منصبه لهذا فقد عزم علي قيادة تلك الحملة بنفسه ومع قواته المسلحة ليفنى قرية بشري من الوجود ويدفن سكانها أحياء وأموات فلن يعيش أي إنسان من سكان تلك القرية بعد الآن.
أمر صفي الدين أهل قرية بشرى بحمل أمتعتهم وطعامهم وكل أغراضهم والتوجه إلى جبل الرحمة المجاور للقرية حيث تكثر بهذا الجبل المغارات الكبيرة التى تكفي لإيواء العشرات من السكان كما أن هذا الجبل شديد الوعورة .
وقام صفي الدين بتحويل الجبل إلي قلعة كبيرة ونقلوا إليه كل مخزون القرية من طعام وشراب واستعدوا إلى حصار طويل ومقاومة جيش إسبانيا القادم حتى الموت .
وصل الجيش الإسبانى إلى مشارف القرية وعلي رأسهم القائد فيجو وبدون إنذار انطلق رجاله يضعون براميل من البارود بجوار بيوت ومنازل القرية وبإشارة من يد القائد فيجو أشعل الجنود فتيل فأنفجرت تلك البراميل.
وما إن وصلت النيران إلى البراميل حتى أنفجرت بصوت هائل كأنه الرعد وتحولت منازل القرية بمن فيها إلي كرة من النيران حتي شاهد وسمع سكان القرية المحصنين فى جبل الرحمة صوت الانفجارات ورأى صفي الدين ورجاله النيران تلتهم منازلهم ومساجدهم ومصانعم.
وجاء جنود القائد فيجو يخبروه أن القرية خالية علي عروشها ولا يوجد بها أي إنسان أو حيوان وأنهم قد قبضوا علي راعي غنم قد أخبرهم بعد تعذيبه وقبل أن يموت أن سكان القرية رحلوا إلى جبل الرحمة المجاور.
وهنا يأمر القائد فيجو بإنشاء معسكر للمبيت الجيش وفى الغد سيقوم بغسل جبل الرحمة هذا بدماء هؤلاء المسلمين وسيحول جبل الرحمة إلى جبل العذاب لهؤلاء المتمردين الكفرة .
ظلت النيران تأكل بيوت القرية ومنازلها حتى حولت عتمة الليل إلى نهار وبينما يتناول الجنود طعام العشاء تسلل ثلاثة من شباب قرية بشرى إلى معسكر الجيش الإسبانى بناءاً على أوامر من العمدة صفي الدين.
ظل هؤلاء الشباب يبحثون فى أرجاء المعسكر عن مخزن البارود وما أن وجدوه حتى حمل أثنين منهم برميلين من البارود وأسرعوا بمغادرة المعسكر بينما ظل الشاب الثالث يخرج بعض البارود ويقوم بإشعال النار به.
لكن أحد الجنود الإسبان رآه فندفع نحوه محاولا قتله لكن الشاب أخرج سيفه وتبارز مع الجندي الإسبانى حتي اشتعل النيران فى براميل البارود وانفجرت انفجارا هائلا يعصف بمعسكر الإسبان ويقتل منهم الكثيريين حتى القائد فيجو ومساعدينه تكاد نيران الإنفجار أن تحرقهم في خيمة القيادة.
كان صفي الدين والأمير فيليب ورجال القرية ينتظرون سماع أخبار سارة وما أن سمعوا صوت انفجار معسكر الإسبان حتى تعالت صيحات التكبير والتهليل من جميع سكان قرية بشرى حتي سمع القائد فيجو صوت تكبير سكان جبل الرحمة مما زاد من اشتعال نيران الحقد والكراهية لهؤلاء الكفرة المتمردون وأقسم أن يبيدهم ولا يترك منهم أحد حتي حيوانتهم سيقتلها معهم .
فماذا سيحدث في الغد..
هذا ما سنعرفه في الحلقة الخامسة من الأندلس المفقود.
اقرأ أيضا :
الأندلس المفقود .. مؤمرات سببت سقوط الأندلس
الأندلس المفقود .. اضطهاد ديني وكراهية تغطي سماء إسبانيا
الأندلس المفقود .. دفاع باستمامته عن آخر رقعة إسلامية
كتب: احمد عبد الواحد ابراهيم