في منزل الحاج سليم أشرف، خطوبة آية، وكل المعازيم موجودة ما عدا يوسف.
روان: مبروك يا آية، بس يوسف مجاش ليه لحد دلوقتي؟
آية: مش عارفة.
روان: والله صعبان عليا، تلاقيه عمال يعيط دلوقتي.
آية: إنتي مش هتبطلي اللي في دماغك ده، قولتلك مفيش حاجة بينا إحنا أخوات.
روان: إنتي شايفة كده لأنك مش شايفة قد إيه بيحبك، يا بنتي بيبان من نظرة عيناه.
آية: خلاص اقفلي الموضوع ده، أنا خطوبتي النهاردة، حلو الفستان؟
روان: حلو وزي القمر كمان، أقرصك في ركبتك علشان أحصلك في جمعتك.
***************************************
في منزل الحاج رضا فرغلي، غرفة يوسف.
الحاجة كريمة: يلا يا يوسف علشان نروح خطوبة بنت خالتك.
يوسف وهو يخفي دموعه عن والدته: روحوا أنتم أنا تعبان شوية.
كريمة: مالك بتشتكي من إيه؟
يوسف: مفيش بس تعبان من الشغل شوية.
كريمة: عمرها ما كانت ليك يا يوسف، وده اللي إنت مقدرتش تشوفه.
يوسف: هي مين؟
كريمة: اللي مطيرة النوم من عينك، مش لو كنت سمعت كلامنا وكملت تعليمك، كانت ممكن تحبك وتفكر فيك.
يوسف: أنا مبفكرش في حد.
كريمة: طيب مش قادر تبصلي ليه وبتداري دموعك عني ليه؟
التفت يوسف لوالدته؛ لكي يخبرها أنه بخير، ولكنه لم يستطع أن يقاوم دموعه.
احتضنت كريمة ابنها.
كريمة: عيط متحبسش دموعك
يا ضنايا.
يوسف: أنا بحبها أوي، ومش قادر أشوفها مع حد تاني، كان نفسي تحس بيا ولو لمرة واحدة.
كريمة: هي الخسرانة يا ابني، هي هتلاقي في طيبتك ولا أخلاقك فين، هو بس أنا مش عايزة الناس تقول عننا حاجة، إنت عارف إحنا في حتة شعبية والناس ملهاش غير الكلام وهيقعدوا يقولوا مجاش ليه، وفي إيه.
يوسف: خلاص يا أمي، أنا هلبس وأجي معاكي.
كريمة : ربنا يكملك بعقلك يا حبيبي.
خرجت كريمة من غرفة يوسف وهي حزينة على ابنها.
الحاج رضا: مالك يا كريمة؟
كريمة: ابنك صعبان عليا أوي، هيشوف آية وهي بتنخطب لواحد تاني.
رضا: آية من زمان كانت قايلة إنها مش هتجوز غير واحد متعلم ومثقف، هو اللي حط أمله على حبال دايبة، هو اللي غلطان، حد قاله ميكملش تعليمه ويجي يشتغل في الورشة أنا متطلبتش مساعدته، ياما نصحناه وضربته أكتر من مرة علشان يتعلم هو اللي حب يكسب فلوس وساب علامه يبقى مجيش يعيط دلوقتي لما البت تشوف مستقبلها وحياتها.
كريمة: خلاص وطي صوتك، الواد مش ناقص.
***************************************
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الرابع
في منزل الحاج سليم دخلت عائلة الحاج رضا، واقتربوا من العروسين.
يوسف: مبروك يا آية.
آية: الله يبارك فيك عقبالك.
***************************************
بعد شهرين من الخطوبة، خرج العروسان.
خالد: إيه رأيك في المكان ده؟ هو غالي شوية بس هنا بيجوا كل الناس الراقية.
آية: هو حلو، إيه أخبار الشغل؟
خالد: تمام، صحيح إنتي بتقبضي كام؟
آية: ليه؟
خالد: يعني هنحط مرتبك على مرتبي ونأخد قرض ڤيلا.
آية: ڤيلا مرة واحدة، بس أنا مش بحب القروض.
خالد: وليه لأ، هم اللي عايشين في الفيلا أحسن مننا في حاجة؟
آية: لأ بس واحدة واحدة كده، نجيب شقة حلوة ونستقر، نبقى نفكر في الڤيلا.
خالد: لازم نفكر في الحاجات الكبيرة، لو هنفكر في الحاجات الصغيرة عمرنا ما هنقدم ولا هنعيش حياتنا.
آية: أنا مقلتش منفكرش، نفكر بس على مهلنا.
خالد: الحياة سريعة ومش هتستنانا، إنتي بتدي دروس؟
آية: لا ليه؟
خالد: لازم يبقى في دخل إضافي.
آية: وإنت بتشتغل حاجة تانية بعد البنك؟
خالد: لا أنا بعد البنك، بروح النادي بلعب تنس، بتعرفي تلعبي تنس؟
آية: لا.
***************************************
في أحياء مصر القديمة، شارع أهل الذوات.
كان يمشي يوسف مع صديقه عصام، إذ وجد أخاه أحمد يدخن السجائر مع أصدقائه على ناصية الشارع.
يوسف: إنت بتعمل إيه؟
أحمد: ولا حاجة.
يوسف: ولا حاجة أنا شايفك بعيني يا فاشل.
عصام: خلاص يا يوسف، إحنا في الشارع.
يوسف: قدامي على البيت.
***************************************
في المنزل.
يوسف: كويس إن محدش في البيت، علشان محدش يسمعنا، ليه بيدخن سجاير، ليه عايز تدمر مستقبلك؟ عايز تبقى زيي ومتذكرش وتسيب التعليم، على الأقل أنا سبته علشان أشتغل وأكسب فلوس، إنت بقى إيه بتزوغ من المدرسة وتدخن سجاير مع شوية فشلة، أنا مش عايزك تفشل زيي ويوم ما تحب واحدة متقدرش تجوزها علشان مش في نفس مستواها.
وهنا بلع يوسف ريقه وامتلأت عيناه بالدموع.
أحمد: أنا آسف، خلاص متزعلش، أول مرة وآخر مرة، أنا حبيت أجرب معاهم.
يوسف: متجربش، وأصحابك دول متعرفهمش تاني فاهم، ومش السجاير هي اللي هتخليك راجل
الراجل بكلمته وقد وعوده، إنت دلوقتي هتبقى راجل البيت، مش عايز أقلق عليك.
أحمد: ليه إنت هتروح في حتة؟
يوسف: ههاجر.
يتبع……
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الخامس
كتبت: شروق كمال مدبولي.
غلاف: مروة عبد الستار.