في صفحة الأسرة، في حالات مواجهة الأزمات علينا أن نتعلم كيف نواجهها ونحولها إلى فرص للتطور والنمو، بدلاً من أن تؤدي إلى الطلاق، يجب علينا أن نفهم جذور وأسباب الطلاق ونكون على استعداد للعمل على تجاوزها وتحقيق استقرار الأسرة، إذا كنا قادرين على تحقيق هذا الهدف، سنتمكن من بناء وتأسيس مجتمع قوي ومستدام.
أسباب الطلاق:
أولًا: سوء اختيار شريك الحياة:
الاختيار الصحيح لشريك الحياة من الأمور الهامة جدًا؛ لاستمرار الحياة الزوجية، فإذا ما تم اختيار شريك الحياة على أساس عاطفي أو بسبب وضعه المادي أو الاجتماعي فقط دون مراعاة أي جوانب أخرى.
فكيف لهذا البناء صاحب الأساس الهش أن يستمر حتى وإن استمر فترة، وإن طالت سوف ينتهي ولو لم ينته بالطلاق فهو من الداخل فارغ تزعزعه الرياح، لذلك لابد من التروي في اختيار شريك الحياة، فالمرء لا يختار زوجًا أو زوجة فقط، بل يختار أبًا لأبنائه، سندًا له في الحياة، شخص يعرف جيدًا معنى مسئوليات الحياة ويقدرها، فالاختيار الصحيح ييسر الحياة علينا بعد ذلك ويجعلنا نحيا في أمان وطمأنينة.
اقرأ أيضًا: أثر تيسير الزواج على الشباب في حياة الفرد والمجتمع 2022
ثانيًا: الخيانة الزوجية:
في الواقع إن الخيانة هي من أكثر الأسباب المسببة للطلاق، لكن إذا ما سألنا أنفسنا لماذا تكون الخيانة حتى لو كانت مجرد إعجاب وانجذاب بالقلب لشخص آخر، فإذا أجبنا عن هذا السؤال، وبدأنا منذ بداية هذا الإعجاب أن نضع أيدينا على الأسباب المؤيدية لهذا ووجه كل طرف الطرف الآخر بما يراه سببًا في حدوث ذلك الشرخ، ولا أقول أن يصرح له بأنه أعجب بغيره أو انجذب لغيره؛ لأنه بهذا التصريح يكون قد بنى حاجزًا يصعب على كلا منهما اجتيازه للوصول للآخر.
لكن يتحدثان مع بعضهما عن الأشياء التي يريدون تغيرها فيهما، والعيب الذي لا يستطيعان الطرفان تحملها، ويطلبان من بعضهما التغير؛ لأنه إذا لم يحدث ذلك التصريح وتقبل كل طرف لفكرة التغير والتعديل، لحدث شرخ في الحياة الزوجية، وقد يكون هذا الشرخ بداية لدخول شخص آخر؛ ليسد ذلك الفراغ الذي أحدثه أحد الطرفين.
ثالثًا: الأمور المالية:
الأمور المالية في حد ذاتها لا تكون سببًا للأزمة، فقلة الأموال أو كثرتها ليست سببًا للخلاف، لكن الخلاف يكون بسبب اختلاف الآراء في إدارة الشئون المالية.
وهنا يحدث صراع بين الطرفين، طرف يريد الإدخار، والطرف الآخر يريد الإنفاق، لذلك من البداية على الأولويات، ومن الأفضل أن تكون أولويات كلا منهما مشتركة، وكذلك الأهداف حتى لا يحدث صدام بينهما.
رابعًا: الزواج المبكر:
قد يخطر ببالنا عند ذكر الزواج المبكر، زواج صغار السن، لكن في الحقيقة ما أعنيه بالزواج المبكر هو زواج أشخاص غير مؤهلين للزواج، ولا يعلمون المعنى الصحيح للمسئولية، ولا ما تعنيه الأسرة، وبناء الأسرة، فيختار كلا الطرفين الآخر وليس لديهما نضج اجتماعي أو ديني أو أخلاقي.
والأهم من هذا ليس لديهم نضج بشأن طريقة التعامل مع الزوج، وطريقة تربية الأبناء وإنشاء جيل سوي نفسيًا وأخلاقيًا، فكيف يمكن لهذا الزواج السطحي أن يكتمل للنهاية؟، لذلك فعدم نضج الزوجين سبب قوي من أسباب الطلاق، لذلك يجب على الشباب قبل الإقبال على الزواج أن يؤهلوا أولًا، والتأهيل يكون في كل شيء في الحياة.
فهذه بعض من أسباب الطلاق، هي في الحقيقة ليست كل أسباب الطلاق، لكن هي أبرز الأسباب التي تؤدي للطلاق بل هي أساس أي سبب آخر يؤدي للطلاق، لذلك علينا تجنبها حتى لا نصل لطريق مسدود يصعب علينا الخروج منه.
اقرأ أيضًا: التفاهم بين الزوجين وأسرار النجاح في الزواج 2022
كتبت: هاجر حمدي.