أسئلة تتعارك في الذِهن، سرحان ليس له جدوى، عداوة ولومٌ

للنفس كل ذلك ليس طبيعيًا ولا يحصل مع أغلب الراشدين، وإن

لم أتخذ خطوة، فقد أودي بنفسي إلى الهلاك؛ لأن تعقيد الأمور

وتصعيبها يجعل الإنسان متوترًا، مُكتئبًا، ومحرومًا من البهجة.

nutrel

اسهل مما تظن

ويأتي من العيش في الرأس بدلًا من الواقع واللحظة، ولتفادي

ذلك الشعور ورؤية الأمور بواقعية وبساطة سنتعرف على ما

علينا تجنبه، وما يستلزم فعله في حال وقعنا في شِباك أفكارنا.

هل أنا ممَن يفكِرون بشكل أكثر من اللازم؟

أنا قضيتُ وقتًا في الخوف من المستقبل، وتوقع أسوأ ما يمكن

حدوثه.

أظُنُّ أن مشكلاتي لا حل لها، ولا يمكن لأحد مساعدتي ، لا

يمكنني اتخاذ القرارات وإن اتخذتها ندمتُ عليها، لا يمكنني

التركيز في أغلب الأشياء.

أرى أن الأمور التي كُنت أحبها فقدت بريقها، أسترجع الذكريات

الماضية وأحللها لأستوعب ما جرى بشكل سيء، وما كان يمكن

تغييره.

أبحث دائمًا عن معانٍ وحلول أعمق لا وجود لها، إذًا ومن دون

أدنى شك، أنا ممَن يجلبون السلبية لأنفسهم، ويعطلون تقدمهم

ونجاحهم، فما الذي عليَّ فعله؟

فعل الخطأ ومسامحة الذات عن طريق نسيانه، كمعادلة بسيطة

يتم الأمر كالتالي:

أقوم بالخطأ (لأني من البشر وكبقيتهم لستُ مُحصَّنًا ضده).

أتعلم منه وأتفادى القيام به ثانية، ثم أعتبره وسيلة تعليم لا

أندم على فعلها.

لا أزور ذِكرى خطئي بين الحين والآخر، وأحمد الله أنِّي في

تحَسُنٍ مستمر.

التخلي عن التَحَكُم بكل شيء، الأمور التي أقدر على تغييرها،

سأقوم بتغييرها.

أما إذا لم تَكُن تحت سيطرتي، فلن أستَفيد من التَفكير بها،

وبأني غير قادر أو غير جدير بتعديلها، بل سأُخبِر نفسي أنها

مسؤولية لا أريدها.

ومن الجيد أن وقتي ومجهودي تحت تصرفي؛ لأعمل بهما ما

أريد حقًا.

الكف عن محاولة إيجاد معنى، أن أخبرني أحد بشيء، سأقوم

باختيار تصديقه، لن أرهِق عقلي بمُهمة التفكير، والبحث عن

دوافع الشخص والأسباب التي جعلته يتلفظ بتلك الأمور.

الأفراد ليسوا بالتعقيد الذي نَظُنه، وإن كنت لا أفهم بتاتًا، فما

المانع من سؤال الشخص ومعرفة القصد، بدلًا من سؤال نفسي

والتكهُن بأكثر من عشرات التفاسير.

وإن أردتُ حلًا أقل شفافية، فقضاء الوقت مع الأطفال يساعد

كثيرًا على رؤية الأمور ببساطة.

 

الاعتراف لنفسي (وليس للآخرين) أنَّي لست بتلك الأهمية آخر

سبيل لتحرير نفسيتي من سجنها الداخلي هو الأكثر

صعوبة، عليَّ استيعاب أن ما أنا إلا جُزء لا يُذكر من عالمٍ

كبير، أن أُلقي نظرة على القَدَر، على المَكتوب، والاستسلام

لِمَا أنا فيه وما هو قادم.

أسترخي، أتنفس وأحمد الله الذي يُيسر أموري وأتوكل عليه، هو

مَن يَخُطُّ طريقي، وأنا فقط أمضي.

كتبت/ أمل علوي