أوبرا وينفري، أيقونة الإعلام العالمية، تؤمن بأن الفشل ليس فشلًا إذا استفدت من التجربة، وأن من المهم أن نحيط أنفسنا بأشخاص يرفعوننا لأعلى، وأن نكون شاكرين على ما لدينا، هذه الرسائل المليئة بالقوة والتحدي، تبث السعادة والتفاؤل، وهي بعض من رسائل أوبرا وينفري التي تلهم الناس حول العالم.
تعد أوبرا أشهر مذيعة أمريكية، تتمتع بمزيج من التحدي والإصرار على النجاح مهما كانت العقبات، هذا المزيج هو ما جعلها تحتل المركز الثاني في قائمة أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم من ضمن 100 شخصية حسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005 م.
وتحتفل (آدم) مع العالم كله في يوم 29 من شهر يناير بعيد ميلادها الـ 67، وفيما يلي سوف نعيش معًا بعض من تفاصيل حياتها، وإنجازاتها الإعلامية.
نشأة أوبرا وينفري وطفولة قاسية للغاية:
ولدت أوبرا في كوسيوسكو بالمسيسبي لأب وأم غير متزوجين في سن المراهقة، كانت أمها تعمل ربة منزل، وأبوها البيولوجي المعروف باسم فيرنون وينفري عامل في منجم فحم، ثم ترك عمله وأصبح حلاقًا ثم عضوًا بمجلس المدينة حيث كان بالقوات المسلحة في الوقت الذي ولدت فيه أوبرا.
بعد ميلاد أوبرا، سافرت والدتها إلى الشمال وقضت أوبرا أول سنوات من حياتها في حياة ريفية فقيرة مع جدتها هاتي ميا، قامت جدتها بتعليمها القراءة قبل سن الثلاث سنوات، وأخدتها معها إلى الكنيسة في سن السادسة، وكانت دائمًا ما تشجعها على الكلام أمام الجميع، ثم انتقلت أوبرا إلى مقاطعة ميلوكي بولاية وينسكون مع أمها التي كانت أقل تشجيعًا ودعمًا لها من جدتها؛ بسبب انشغالها لوقت طويل في العمل كخادمة.
تعرضت هناك للعديد من الإساءات الجنسية من قبل أقربائها ومن قبل أصدقاء أمها، وبعد عدّة أعوام انتقلت؛ لتعيش مع والدها في ناشفيل حيث كان يعمل حلاقًا ورجل أعمال حرّ، واستكملت تعليمها الجامعي في ولاية تينيسي بعد حصولها على منحة تعليمية، وكانت من أوائل الطلاب الأمريكيين من أصول إفريقية، حيث قامت بدراسة الفنون المسرحية، واستطاعت التخرج بدرجة البكالوريوس.
اقرأ أيضًا: لس براون.. من معاق ذهني إلى مذيع تحفيزي
بداية أوبرا وينفري الإعلامية:
بدأت العمل كمذيعة في الراديو والتلفزيون في ناشفيل، وأصبحت في التاسعة عشرة من عمرها أصغر مذيعة أخبار ثم انتقلت للعمل في التلفاز حيث عملت في تقديم نشرات الأخبار، وأول امرأة سوداء مذيعة في تليفزيون WLAC-Nashville.
أهم إنجازاتها الإعلامية وغير الإعلامية:
بعد محاولات عديدة، تمكنت أوبرا وينفري بإصرار من إطلاق برنامجها الخاص الذي نال شهرة عالمية واشترته مئات القنوات التلفزيونية منذ بداية التسعينيات، حيث إنه من أكبر الإنجازات التي حققتها؛ نظرًا لكونه تحديًا لها في الولايات المتحدة الأمريكية، لأن فكرة البرنامج غير تقليدية، فقد كان البرنامج يقوم على فكرة المجلات المصورة، من خلال عرض مجموعة من التقارير، ولم يكن ذلك دارجًا في أوائل التسعينيات.
لم يقتصر نجاح أوبرا على النجاح كإعلامية فحسب، بل قامت كذلك باستغلال شهادتها الجامعية في العمل كممثلة، ولعل أفلام اللون الأرجواني ورئيس الخدم وشبكة شارلوت كانوا من أبرز أفلامها، أنتجتفي بداية القرن الـ 21 مجلتها الأولى (مجلة أوبرا).
أطلقت وينفري مشروعًا هامًا لنشر الكتب، هذا المشروع أطلقت عليه اسم BOOK OXYGEN MEDIA، من خلال هذا المشروع ساعدت الكتاب الذين لم يحققوا نجاحًا وشهرة على مواصلة الطريق، وبالفعل قد ساهم هذا المشروع في تشجيع نفوس الكتاب المغمورين من جديد.
تمكنت من الحصول على لقب أغنى امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا اللقب الذي ساعد على تغيير نظرة العالم لأصحاب البشرة السمراء.
كما ساهم في تضاعف ثروتها إطلاقها استوديوهات هاربو في شيكاغو، التي ساهمت في تضاعف ثروتها، فمن الجدير بالذكر أن ثروة وينفري قد وصلت إلى 2.7 مليار دولار أمريكي في عام 2018 م، وذلك حسب تقرير قام به موقع Saving Advice.
في عام 2011 م، أطلقت وينفري قناة الكابل OWN، لها 25.5 % من الشبكة تبلغ قيمتها حوالي 75 مليون دولار.
في يونيو 2018 م، وقعت صفقة مع خدمة البث من Apple؛ لإنشاء محتوى أصلي يتضمن ناديًا للأفلام الوثائقية والمسلسلات التلفزيونية.
حقًا أوبرا وينفري شخصية ملهمة وقدوة في الإصرار على النجاح، وعدم الاستسلام لبراثن الإحباط والفشل، إذ يقوم الكثير من الشباب خاصةً الذين يعانون من إحباط، بالبحث عن مقولاتها التحفيزية، والتي من أبرزها: “أعتقد أن كل ما يحدث في حياتنا له مغزى، وأن كل تجربة مهما كانت، تحمل رسالة ما، فقط إذا كنا مستعدين لقراءتها”.
اقرأ أيضًا: رحيل الإعلامي مفيد فوزي عن عمر 89 عاما.. إليك أهم أعماله
كتبت: نيفين رضا.