لغة الحوار بين الآباء والأبناء

الصمت هو لغة الحوار المسيطرة على معظم بيوتنا، فالبيت والأسرة هما محل الأمان للأبناء، فهل يمكن أن يتحولا إلى مكان الرهبة والخوف؟ الخوف من مجرد التصريح فيما يفكر به الأبناء، فما سبب هذه الفجوة التي تحدث بين الآباء والأبناء ولغة الحوار بينهم؟ وكيف يمكن لنا أن نتخطى ذلك الحاجز، ونصنع لغة حوار بيننا وبين أبنائنا؟

أسباب تلاشي لغة الحوار بين الآباء والأبناء:

1-عدم تفهم الأب طبيعة الابن:

أول خطوة في طريق إنشاء جسر لإبقاء لغة الحوار بين الآباء والأبناء هو فهم الآباء لطبيعة الأبناء وما يريدون الوصول إليه وتحقيقه، ومحاولة التقريب بين ما يريده الأبناء، وما يريده الآباء والتوفيق بين واجهات النظر؛ للوصول لنقطة مشتركة بينهم، ومن هذه النقطة المشتركة يبدأ الحوار.

اقرأ أيضًا: التربية الإيجابية… إليك 4 خطوات لتطبيقها بشكل صحيح

2-غياب الأب معظم الوقت عن البيت بسبب العمل وانشغاله عن أبنائه؛ لتوفير المال لهم:

في الواقع لا أقلل من ذلك الجهد الذي يبذله الأب من أجل توفير المال لأبنائه؛ لأن المال هو أساس الحياة، لكن لا يجعل الأب من توفير المال وظيفته الأساسية التي تجعله ينسى وظيفته الأساسية كأب ومسؤوليته تجاه أبنائه، فليخصص وقتًا لأبنائه؛ ليعرف مشاكلهم ويساعدهم في حلها حتى وإن كان هذا الوقت قليلًا إلا أنه سوف يجعل هناك لغة حوار، وسندًا يلجأون إليه وقت ضعفهم دون خوف، ويصبح البيت مكان أمن يلجأون إليه وقت خوفهم.

أسباب الفجوة بين الآباء والأبناء
أسباب الفجوة بين الآباء والأبناء

3-الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة:

يعتبر الإنترنت إحدى الأسباب الرئيسية لحدوث فجوة بين الآباء والأبناء، فأصبح لكل واحد عالمه الخاص به الذي لا يسمح لأحد باختراقه يهرب إليه؛ ليتخلص من مشاكل البيت، لعله يجد من يفهمه ويحتويه.

فلو أدرك الأبوان دورهما جيدًا، وخلقوا لغة تواصل بينهما وبين الأبناء، لن يكون الإنترنت سببًا للتباعد والهروب، بل لأصبح سببًا للتطوير والاتصال بين الأسرة إذا ما تم استغلاله في أمور مشتركة بين الأسرة.

4-الشدة والقسوة في التربية:

لا أنكر أن هناك بعض المواقف التي تتطلب التعامل بشدة وحزم حتى تكون التربية صحيحة، لكن الذي أعنيه الشدة والقسوة الدائمة التي تخلق الخوف الذي يتسبب في فعل الأبناء أمور كثيرة من غير علم الأب.

الشدة والقسوة في التربية
الشدة والقسوة في التربية

حلول لتخطي الفجوة بين الآباء والأبناء:

1-الحوار المفتوح:

على الآباء أن يزرعوا في أنفسهم وأبناءهم ثقافة الحوار المفتوح، الذي يسمح لكل طرف بالتعبير عن رأيه وأفكاره دون خوف من الرفض أو العقاب.

2-الاهتمام بالأبناء:

على الآباء أن يخصصوا وقتًا كافيًا لأبنائهم، يستمعون فيه إلى مشاكلهم ويشاركونهم اهتماماتهم، حتى يشعروا بالأمان والطمأنينة في التواصل مع آبائهم.

حلول لتخطي الفجوة بين الآباء والأبناء
حلول لتخطي الفجوة بين الآباء والأبناء

3-استخدام التكنولوجيا الحديثة:

يمكن للآباء استخدام التكنولوجيا الحديثة في التواصل مع أبنائهم، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية، لخلق بيئة تواصل إيجابية بين الآباء والأبناء.

لغة الحوار هي الطريق الصحيح لتخطي الفجوة بين الآباء والأبناء، وبناء علاقة قوية وصحية بين الأسرة، لذلك على الآباء أن يبذلوا قصارى جهدهم لإنشاء بيئة حوار إيجابية بين أبنائهم.

اقرأ أيضًا: التربية السليمة للطفل في الـ 3 سنوات الأولى

كتبت: هاجر حمدي.