أنا مختلف لكن من حقي أن أعيش

images

في كثير من الأوقات يعتبر المجتمع الاختلاف في الشكل أو في طريقة الكلام أو في التعامل جريمة يعاقب عليها كل من يتسم به ومن هنا يعطي المجتمع لنفسه الحق في عقاب هؤلاء المختلفين عن المجتمع لتتنوع طرق العقاب لكن كلها تدور في إطار الضغط النفسي علي هؤلاء المتميزين عن باقي أفراد المجتمع ويتمثل هذا الضغط في السخرية منهم بل وتجنبهم وكأنهم لا يستحقون الحياة لكن في الحقيقة هؤلاء أشخاصا متميزين عن المجتمع مختلفين يعيشون حياتهم بطريقة ممتعة ومتخلفة عن الحياة الروتينية للأفراد العاديين ومن هؤلاء المختلفين.( أصحاب الهمم) •

من هم أصحاب الهمم ؟

هم فئة من فئات المجتمع لكن حاجاتهم الخاصة في النواحي التربوية والتعليمية جعلهم يحتاجون إلى نوع مختلف وخاص عما يتطلبه أقرانهم الأسوياء .

قد يتساءل البعض عن سبب حدوث الإعاقة للإنسان•

لقد خلق الله سبحانه وتعالى لنا خمس حواس والمخ يتلقى المعلومات من خلال هذه الحواس الخمسة فإذا ما حدث خلل في إحدى هذه الحواس تحدث إعاقة وهذه الإعاقة تكون في الجزء الذي توقف .

متى يكون الطفل من أصحاب الهمم ؟

إذا كان طفلا غير متزن حدث لديه خلل في إحدى الحواس الخمسة جعلته غير متزن •
وكون الطفل غير متزن يعني أنه غير قادر علي تحصيل المعلومات من خلال الحواس الخمسة فيحدث لديه خلل في الاتصال مع البيئة المحيطة به، بخلاف الطفل الطبيعي الذي يوجد لديه تكامل حسي فيتواصل مع البيئة المحيطة بشكل جيد•
لكن في الواقع نصف علاج أصحاب الهمم يكمن في اندماجهم مع المجتمع و يقع عبء هذا الدمج على الأسرة أولا ثم المجتمع في تقبله لهم ولطبيعة اختلافهم عن باقي أفراد المجتمع،
فإذا ما وصلنا لمرحلة أن نجعل أصحاب الهمم يتكيفون مع البيئة ويشعرون أنهم جزء من المجتمع الذي يحيون فيه نكون بذلك قد قطعنا نصف الطريق لتنمية مهارتهم واستخراج ما بداخلهم من قدرات ومميزات قد قتلت تحت العزلة عن المجتمع والشعور بالغربة •

دور المجتمع في تكيف أصحاب الهمم مع المجتمع :

في الحقيقة هناك عدة أمور يجب علي المجتمع اتباعها لكي يتعاملوا مع أصحاب بشكل صحيح يجعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة عند التعامل مع الآخرين لكي يحدث ذلك لابد من اتباع بعض الأشياء عند التعامل معهم .

1:رسم ابتسامة عند التعامل معهم حتي لايشعرون بالرهبة والخوف من التعامل مع المجتمع الخارجي فهذه الابتسامة تكسر حاجز الخوف لديه من التعامل مع المجتمع .

2: سؤالهم في حالة حاجتهم للمساعدة وتجنب أخذ زمام المبادرة دون تدقيق النظر عند رؤيتهم أو إظهار أي رد فعل يشعرهم بعجزهم عند رؤيتهم .

3:في حالة إذا كان الشخص من المقعدين يجب الجلوس عند التحدث معه وذلك ليكون المتحدث علي مستوى الشخص المقعد .

4: إذا كان الشخص من ذوي الإعاقة البصرية لابد من لمس يده ليعرف أن هناك من يتحدث معه ويفضل وصف المكان الذي يتم التواجد فيه مع ذكر أسماء الأشخاص المتواجدين هناك .

5 : في حالة كان الشخص من ذوي الإعاقة السمعية فيجب لفت انتباهه والتحدث معه بتمهل وبشكل واضح •

فإذا ما قام المجتمع باتباع هذه السلوكيات أثناء تعاملهم مع أصحاب الهمم سيكون هذا حافزا لهم للاندماج في المجتمع والتعامل مع الأخرين دون رهبة أو خوف من نظرة المجتمع لهم

والأسرة لها دور كبير في دمج طفلهم مع المجتمع الخارجي وكذلك لها دور كبير في تنمية أفكاره ومهاراته.
وكيفَ تقوم الأسرة بهذا الدور المنوط بها القيام به كل هذا سوف نجده في الجزء الثاني .

كتبت هاجر حمدي