إليك أنت
السادس والعشرون من تشرين الثاني
قالوا لي إنك كاتب
– ستعشق كل عام ألف امرأة، تغازلهن، تطأهن ثم تكرههن وأحياناً من فرط حنقك تقتلهن، ستصنع من أكاذيبك قصصاً بحبكات مقنعة مهما بدت خيالية، سرابا يحسبه الظمآن ماء، كي تصطاد به عقلي البريء لتبرر أفعالك وتصرفاتك الغامضة المريبة.
قالوا لي إنك كاتب
– تشحذ قلمك بين سني الحرب، تصنع منه رمحاً فتاكاً تطعن به القلوب والأجساد ولا تترك سطراً إلا وستغتالني فيه دون سبب سوى أني رفضت دعوة عشاء معك.
ستخونني في رأسك مئة مرة، مع كل خاطرة، فكرة، رؤية وكل ما يحمل تاء التأنيث، حتى القهوة ستمارس معها العشق أمامي لتثبت لي أن ليس ريحي فقط هي ما يسكرك.
قالوا لي إنك كاتب
– سوف تتجرع كل ليلة قناني الخمر المعتق، وتراقص كأسك ببقايا أخلاق امتزجت طهارتها بنبيذ أحمر قاتم.
ستجمع على طاولتك بجوار قهوتك، قلمك وأوراقك سيجارة غليظة تحرق بداخلها براءتك ليخرج من بين دخانها الكثيف شخصاً آخر لا تعرفه.
قالوا لي إنك كاتب
– ستلهيك كتاباتك عني، وتهتم بالآخرين وأكون أنا آخر احتياجاتك، بل لن تراني فإنك تتأمل كل ساعة تقضيها خارجاً إناثاً قادرات على محوي من حياتك.
ستمارس ساديتك علي وتجعلني أحترق شوقاً لك، ستبتعد كلما رأيت في عيوني لهفة لمجالستك والتحدث في أي شيء في كل شيء في اللاشيء المهم أن تبقى ولكنك لن تبقى.
قالوا لي إنك كاتب
– أحذر منك، أبتعد عنك، أتركك لنسائك العديدات تحيا وسطهن، اتركك لقسوتك وساديتك حتى يتآكل قلبك وتتصحر حياتك، أتركك تنعم بجحيم قلمك لتتمنى نعيم قلبي.
قالوا لي إنك كاتب، فأصبح الحب عشقاً وعند أول عناق بيننا انساب من رأسي كل ما قالوه عنك.