منذ أن التقينا في مكتبة القصر الثقافي لم يحدثنى قط، لم يخبرنى ما الذي أصابه ؛ و من تكون تلك الفتاة ؟ولمَ كل هذا الحزن بمجرد أن وقعت عيناه عليها ؟
لم يكن لدي مفر من هذه التساؤلات سوى الشكوى ، فاتخذت قراراً بأن أخاطبه و أشكو إليه جفاه و قسوة قلبه المُهلكة وحبه الأبكم ، فأرسلت الآتي..
“تحية طيبة و بعد ….
ترددت كثيراً قبل أن اكتب إليك، حيث حدثنى المنطق أنه لا داعي من الاطمئنان على أحوالك، وأنني لست بصديقتك ولا حبيبتك حتى أتساءل عن غيابك بإلحاح ولهفة عارمة، لكن قلبى الساذج أجبرنى على الكتابة بحجة أنك معلم فاضل و أنك الكاتب الوحيد الذي تفرد بأسلوب كتابة ينتفض قلبي من روعته ورونقه
أكتب إليك اليوم لأننى تيقنت أنك تمتلك مفاتيح السعادة و الأمل، فعادة ما يمتلك الكُتاب مفاتيح كتلك.
من الضرورى أن تراسلني على الفور، أود أن أعرف كيف حالك بعد رؤية تلك الفتاة الحزينة الشاردة ، أظن أنها حبيبتك أليس كذلك؟! وإن كانت حبيبتك؟! فمن يكون ذلك الرجل الذي كان بصحبتها؟أظن أنها قصتك الفانية العالقة في أرجاء قلبك وروحك بتشبث بالغ ، فها قد عرفت من تكون أكثر الفتيات في العالم حظاً، فبالتاكيد أكثرهن حظاً وأجملهن قدراً تلك التي استطاعت أن تجعل أنبل وأعظم الرجال هائماً في حبها بصدقٍ لا مثيل له.
أخبرنى في خطابك القادم إلى أي مدى تذوب عشقاً في روحها الدافئة؟! فرجل برجاحة عقلك لن يلتفت إلى مظاهر خارجية مصيرها الفناء، فحتما ولابد أن روحها تشبهك فى كل شيء .. تشبهك في ابتسامتك المُسكرة وحديثك العذب وأحضان عينيك الصافية.
أخبرني في خطابك القادم ماذا فعلت بقلبك حتي تغرق مدن عينيك الآمنة في بحور الشجن المميت؟! أخبرني لماذا هي بالأخص؟! هل أفنت العمر تفكيراً في أمرك؟! أم قضت الليالي مستأنسة بطيفك الغالي؟! لا.. لا أظن أنها فعلت شيئاً من هذا
حدثنى سريعاً أود أن اقرأ كلماتك فى أقرب وقت ممكن… ولك منى أرق تحية….”
كتبت: إسراء علي