مر ٤٨ عامًا علي وفاة الإعلامية المصرية التي جمعت بين الثقافة والجمال، ملكت قلوب الجميع بأسلوبها البسيط التلقائي، شاعرة مصرية، حياتها كانت قصيرة ولكنها ظلت مؤثرة، شهيدة الواجب الوطني، نهايتها كانت صادمة… إنها أيقونة الإعلام المصري “سلوي حجازي “

وكعادة آدم في إحياء ذكرى القدوات في المجالات المختلفة ، فسوف نسلط الضوء علي هذه القدوة الإعلامية المميزة المؤثرة ، وسوف يكون ذلك بالتعرف عن قرب علي جوانب حياتها المختلفة ، الشخصية منها والإعلامية والأدبية ، وكذلك سوف نتعرف علي نهايتها المأساوية .

نبذة عن حياة “سلوي حجازي” الشخصية:

ولدت سلوي حجازي في ١ يناير ١٩٣٣ في بورسعيد، ظلت تتنقل من محافظة لأخري بسبب عمل والدها في السلك القضائي، درست في مدرسة الليسيه الفرنسية، وكانت من أوائل الخريجين، كما كانت أولى الخريجين من المعهد العالي للنقد الفني، تزوجت من القاضي “محمود شريف” رئيس المحكمة بمكتب المدعي العام الإشتراكي، وأنجبت منه ٤ اطفال (رضوي ، محمد ، اسر ، هاني) .

إنجازات “سلوي حجازي” الإعلامية:

بدأت مشوارها الإعلامي في إذاعه الرياض ، ثم انتقلت للعمل كمذيعة تتحدث بالفرنسية مع بداية إرسال التليفزيون المصري عام ١٩٦٠ ، وقدمت العديد من البرامج الناجحة خلال 13 سنة قضتها في العمل التلفزيوني مثل «شريط تسجيل – العالم يغني – المجلة الفنية – الناس في بلدنا – شخصية الأسبوع – عصافير الجنة» إذ كان برنامج الأطفال الأقرب إلى قلبها ، كما قامت بإجراء حوارات مع كبار فناني الزمن الجميل مثل أم كلثوم ونجاه الصغيرة.

a woman with long hair and a child in the background

سلوى حجازي وعصافير الجنة

تميز “سلوي حجازي” في الأدب :

تميزت أيضا ً في الأدب ، صدر لها ديوان باللغة الفرنسية بعنوان ظلال وضوء وتم ترجمته إلى اللغة العربية ، وعلي ذلك فقد كرمتها اكاديمية الشعر الفرنسية وحصلت منها علي الميدالية الذهبية عام ١٩٦٤ ، كما حصلت علي الميدالية الذهبية عام ١٩٦٥ في مسابقة الشعر الفرنسي الدولي ، ومثلت سلوى حجازي العالم العربي في عدد من المؤتمرات الدولية .

نهاية “سلوي حجازي ” المأساوية :

كانت نهاية “سلوي حجازي ” مأساوية ، في ٢١ فبراير ١٩٧٣ عندما كانت في طريق عودتها من بعثة للتليفزيون العربى إلى ليبيا، وعلى متن طائرة ركاب ليبية، أطلقت طائرات فانتوم حربية إسرائيلية صاروخاً على الطائرة فأسقطتها فوق سيناء المحتلة آنذاك، فلقى ركاب الطائرة الـ١٠٦ مصرعهم ومعهم سلوى حجازي.

وكما روي المهندس محمد نجل الراحلة سلوي حجازي في برنامج “مساء dmc”، المذاع عبر فضائية “dmc” ، أن كابتن الطائرة وكان فرنسي الجنسية ، تلقي إنذاراً بالهبوط في أرض إسرائيل من القوات الإسرائيلية و عدم الهبوط في أرض سيناء ، ولكنه اضطر للهبوط هناك لسوء الأحوال الجوية آنذاك ، فلم تتردد القوات الإسرائيلية لحظة عن قذف الطائرة ، وكان معروف لديهم أنها طائرة مدنية عليها مواطنين من عائلات ونساء وأطفال ، ودمرتها بصاروخ من طائرات حربية إسرائيلية .

a close-up of a crashed plane

الطائرة المدمرة التي كانت بها سلوى حجازي

كما قالت نجوي إبراهيم خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري في نفس البرنامج: “اتصدمت من نبأ سقوط طائرة الراحلة سلوى حجازي”، “الراحلة سلوى حجازي كانت تحب أولادها”، وتابعت الإعلامية نجوى إبراهيم: “حضرت نفسى عشان اطلع السفرية وكان الدور عليا فى السفر والراحلة قالتلى نجوى ممكن اطلع مكانك المرة دى.. ورديت عليها انتى تأمريني، وشكرتني.. ولما علمت بالحادثة تآلمت جدا وقولت يارتني كنت بدالها”.

وسعت أسرة الراحلة لمحاكمة إسرائيل لإسقاطها طائرة الركاب الليبية، التي كانت على متنها والحصول على تعويضات ، وخاضت رضوى الشريف، ابنة المذيعة المصرية الراحلة، معركة قانونية، لمحاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين تورطوا في المجزرة، بالتنسيق مع أسرة الطيار الفرنسى الذي كان يقود الطائرة، لرفع قضية مشتركة أمام القضاء الفرنسى، واتهمت رضوى وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك، موشى ديان بأنه المسؤول الأول، إذ أعطى الأوامر بتفجير الطائرة الليبية.

تكريمات سلوي حجازي من الرؤساء وتكريم الجمهور لها :

منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية عام ١٩٧٣، باعتبارها من شهداء الوطن ، وفي عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، جرى تكريمها أيضا ومنحها وسام الدولة من الدرجة الثانية ، وتم تشييع جثمانها في جنازة شعبية مهيبة ، كانت مليئة بمزيج من مشاعر الحزن والحب من أفراد الشعب العاديين ، أحبوا طلتها وحضورها علي الشاشة واعتبروها فردًا من أسرهم ، فكان هذا الوداع أفضل تكريم لها.

 

 

كتبت/ نيڤين رضا