كثيرًا يا عزيزي ما أقف أمام موضوع فأتمّه على أكمل وجه، لكن الكتابة — يا للمفارقة — كانت دائمًا تقف أمامي كجدار لا يُرى.

تجعلني أوقن أن بعض المواضيع لا تُفتح بسهولة، وبعض الطرق لا تُطرق إلا بثمن.

منذ ثلاثة أيام ونحن في خلاف لا يهدأ، شجار لا ينام إلا حين أنام، ومنذها جفّ القلم وذُبحت الأفكار.

فجأة صارت الكتابة حائطًا بيني وبين العالم.

عشتُ، مرضتُ، حزنتُ، ضحكتُ قليلًا، خفتُ كثيرًا… لكني لم أكتب.

لم أستطع.

أتراني واضحة لك؟

وأنا بهذا القدر من الضباب؟

هل ما زالت ألوان قوس قزح عندك زاهية؟

أنا أراها رمادية باهتة.

هل شعرت بي حين وقفتُ جوار النافذة؟

كنت أظن أنني ألعب… وأن القفز لن يؤلمني… وأنني سأهبط واقفة كما أنا.

لكن لم أقفز.

ولم أكتب.

منذ تراجع الكلمات عني، أودّ تحطيم أي شيء يمر بيدي.

أريد سماع صوت الانكسار… لعل شيئًا في داخلي ينكسر معه ويخرج.

أهذا مرض؟

لستُ أدري.

لدي الوقت، الكتب، الأوراق، القلم…

لكن لا شغف.

لا رغبة.

لا أنا.

الأفكار تتوارى في أركان عقل مكتظ بالغضب.

تخاف أن ألتقطها وأحبسها على الورق.

هي مثلي… تقف بعيدًا عن النافذة، وتقاوم القفز.

لهذا أرسل لك هذه الكلمات المبعثرة…

غير مرتبة، غير مصقولة، بلا زينة ولا استعراض.

خذها كما هي.

حاول أن تفك عقدها… أن تمنحها بعض العناية.

ربما تشفى.

وربما أشفى معها.

أنا لست مريضة، صدّقني.

أنا فقط أبحث عني.

عن تلك التي كانت تضحك، وتشاكس، وتكتب.

أبحث عن المرأة التي كنتها قبل أن يسقط القلم مني.

فابحث معي عنها.

ابحث معي عني.

ملهمتك: نون.

إذا أعجبتك هذه الخاطرة الفريدة، يمكنك اكتشف المزيد من الخواطر والأشعار والروايات والقصص القصيرة في إبداعات قلم، التي تلامس الذات والعاطفة على موقعنا.

كتبت: إيمان الخطيب.