في العام الهجري الجديد .. كيف تهاجر إلى الله ورسوله؟

IMG 20210812 WA0015

نحن نلتقي في رحاب عامٍ هجريّ جديد، وتتجدد الذكريات السعيدة في حياة أمّة الخير والفضل ، فقد مرّ على الحدث الأخطر والأجلّ في تاريخ الأمة -الهجرة- ما يزيد على ألف وأربعمئة وأربعين عامًا، هاجرت الأمّة في تلك السنوات، تارة في سبيل الله، وأخرى في سبيل الهوى والشيطان.

وتلتقي آدم مع الدكتور (عادل هندي) مدرس بجامعة الأزهر في حوار خاص لكي يوضح لنا ما مفهوم الهجرة ؟ والدروس المستفادة منها ، وكيف نهاجر إلى الله ورسوله هجرة عصرية ؟

س١ ما مفهوم الهجرة ؟

الهجرة هي الترك، لكن لا يقتصر دورها على هجر البلدان والأوطان؛ فهناك الهجرة الزمانية والمكانية والنفسية والسلوكية.
▪ الهجرة لا حدود لها لا من حيث الزمان ولا المكان.
▪ الهجرة جهاد وليست هروبًا من واقع؛ فيكفي الغربة، والوحشة التي يجدها قلب المهاجر المحب لوطنه.
▪ الهجرة إجراء ضروري أحيانًا في بعض الأوقات والأزمنة وفي بعض البلدان.

س ٢ كيف كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم رحله للبناء والتغيير في حياة الأمة الإسلامية ؟

لقد كانت هجرته -صلى الله عليه وسلّم- نموذجًا للتربية والتدريب على ترك ملذات الدنيا الفانية ، رغبة فيما يبقى عند ربّ العالمين، لقد كانت سبيلاً للإعلان التاريخي بأنّ عقيدة المسلم أجلّ من وطنه ، فقد وقف -عليه الصلاة والسلام- على مشارف مكة يوم خرج منها، وهو يردّد: «مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ»

فقد كانت الهجرة ، سبيلاً لبناء دولة إسلامية مؤمنة بربها، تسعى لتطبيق ونشر الدين في الأرض ، وكانت بداية الانطلاق بالدين خارج حدود نشأته، وأنه دين عالمي لا ينحصر في زمان ولا مكان..

وكانت إعلان العقيدة، إعلانٌ بأن رجالها لا ييأسون من روْح الله، ولا يتوقفون عن نشر الخير في الأرض ، لم تكن عبارة عن مغادرة مكان -أظلم بعض الوقت ، بل مغادرة لكل ظلم وهوى وعصيان..

س٤ الهجرة في مشاهد ومدى استفادة الأمه منها ؟

المشهد الأول:

التهيئة والاستعداد للهجرة، وبروز قيمة الأخْذ بالأسباب والتوكّل بديلاً عن التواكُل.

المشهد الثاني:

المكر والتآمر، وظهور سنّة التدافع بين الحق والباطل، وبيان تأييد الله وعظَمِ مكره وتدبيره لأوليائه.

المشهد الثالث:

الصحبة والمحبّة ودموع العين عند صحبة النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وعظمة محبة النبيّ.

المشهد الرابع:

مشهد التأييد الربّاني للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ، في ليلة مبيت علي رضي الله عنه مكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونجاة النبي من ملاحقة سراقة وتحوّله من باحث عنه إلى مدافِع عنه وكذلك نجاة الرسول من نظرات المشركين وهو في الغار ، وذهابه من طريق لم يعتده المشركون ونجاته من ملاحقتهم الحثيثة.

المشهد الخامس:

حب الوطن، وإعلان أنّ من الإيمان حبّ الوطن والدفاع عنه ضد الفاسدين.

المشهد السادس:

شوق أهل المدينة لرسول الله، وما كان شوقهم إلا تلهفًا لاستقبال منهج الله تعالى.

المشهد السابع:

مشهد بناء المسجد، وإظهار مدى عناية النبي بقيمة التعاون مع أتباعه وعدم التكبر عليهم أبدًا.

المشهد الثامن:

إعلان أنّ بناء الدول يكون بالإخاء والمحبة وليس بالفرقة والشتات.

س٥ وأخيرًا كيف نهاجر في هذا الزمان هجرة عصرية؟

تتحقق هجرة هذا الزمان إلى الله ورسوله من خلال العمل على عدة محاور منها :

1. هجرة الذنوب والمعاصي إلى التوبة والعودة إلى الله.
2. هجرة اليأس والتشاؤم إلى الأمل والتفاؤل.
3. هجرة الأخلاق والسلوكيات السلبية ، (هجرة الخيانة والظلم والحقد والحسد والغدر…….)
4. هجرة القلوب إلى اليقين والطهارة.
5. هجرة التفريط والكسل والسلبيّة.
6. هجرة الفرقة إلى الوحدة والأخوة.
7. هجرة الجوارح والأعضاء إلى الطاعات.

 

كتبت/ نيفين رضا