عندما يتوفى أشخاص غرباء عنا، ندعو لهم بالرحمة ولا نفكر كثيرًا، ولكن عندما يكون المتوفى شخصًا من أسرتك أو عزيزًا عليك، من هنا تبدأ أن تفكر في الأمر.
أولًا : تحزن وتبكي ثم تدعو له بالرحمة.
ثانيًا: تستعيد ذاكرتك بأنك كنت تتمنى الموت يومًا ما، فيفزع قلبك وتسأل نفسك هل أنت مستعد حاليًا؟
ثم تبكي وتزداد في البكاء، وهذه المرة ليست فقط على المتوفى ولكن على نفسك أيضًا، تستعيد تقصيرك نحو ربك، وكيف كنت تتمنى الموت وأنت لست جاهزًا الآن؟
تشعر حينها بالخوف الشديد؛ لأنك أصبحت قريبًا منه، وأنت تعلم بتقصيرك، ذنوبك، وديونك لدى الله.
لم تحقق واجباتك بعد تجاه ربك، وطنك، أهلك، وحتى نفسك.
كل ما تشعر به هو الظلام الذي يحوم حولك من ضيق، تفكير، وخوف أن يأتي موعدك الذي كنت تنتظره وتدعو له وأنت غير جاهز.
الحياة قصيرة بكل ما تحويه من مشاكل، وأناس نفوسهم غير سوية.
الحياة لا تستحق منا كل هذا الكره، والصراع حول أشياء زائلة.
أحيانًا تشعر بأن انعزالك عن الناس هو الحل المناسب؛ لتجنب كل المشاكل، وأحيانًا أخرى تشعر بأن الكلمات الطيبة، وإيجاد علاقات جديدة لأناس جُدد هو الحل المناسب.
مشاعر مختلطة، وتفكير متشتت، ولماذا كل هذا التعقيد؟
الحياة أبسط من كل هذا، هو البُعد عن ربنا وطاعته ما يجعل حياتنا ضنكًا ونكدًا.
الإنسان كائن غريب يتمنى الموت عندما يُبتلى، وعندما تصبح عيشته هنية، تحلو الحياة في عينيه ويتمنى العيش ألف سنة.
وعندما يقترب الموت منه يتذكر فقط معاصيه وتقصيره، ويريد حينها أن يصلح كل خطأ في حياته، هل تراه صادقًا أم مخادعًا؟
أحيانًا ينسى الإنسان أن الله قريب منه، يراه، يسمعه، يرد عليه من خلال إشاراته، ولكن لضعف بصيرة الإنسان أحيانًا لا يفهم تلك الإشارات.
تعددت الأسباب والموت واحد.
الموت حق، والحياة حق، أرادهما الله لكل كائناته، فلا تعترض يا بن آدم على نفس أعطاه الله لك.
احمد واشكر ربك على نعمه، إذا نظرت حولك وبداخلك سوف تجد نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
لا أقول أن الحياة حلوة طوال الوقت، ولكن مع كل ضربة أو كسرة يجب أن تتوكل على الحي الذي لا يموت وهو وحده الذي سوف يقويك.
لا تجعل الحياة تخدعك بمظاهرها، وشهواتها، ولكن قاومها أنت بإيمانك وثقتك بالله ثم نفسك.
صدق أنك تستطيع، وآمن دائمًا بأن الله القريب، وسوف تصبح قريبًا، فاستعد، وكن جاهزًا؛ لكي تعرف تُجيب.
اقرأ أيضًا: الصوت العالي.. رؤية مغايرة
اقرأ أيضًا: أنا الموقع أدناه
كتبت: شروق كمال مدبولي.