في الواقع يعيش الإنسان علي أمل الوصول لهدفه وحلمه الذي طالما تمنى تحقيقه يوم ما ،في الحقيقة عزيزي القارئ إن حلم الإنسان يبدأ منذ نعومة أظفاره وخروجه للحياة فالحلم بمناسبة حياة للإنسان وتحقيقه هي الروح التي تعطي معني للحياة.

فلا يستطيع المرء أن يحيا سعيدا في حياته دون أن يكون له حلم يسعى لتحقيقه حتى يشعر بقيمة وجوده في الحياة فكيف يشعر المرء بوجوده دون أن يكون له حلم وهدف يسعى لتحقيقه؟

قد يتساءل البعض وكيف يصنع الإنسان حلمه ويحققه؟

في الواقع إن وضع الإنسان هدفا لنفسه يبدأ منذ الصغر وهنا يكون دور الأسرة والمدرسة في تربية الطفل، أن ينمو منذ صغره على أن يضع لنفسه هدفا ليحققه ،فعندما ينشأ الطفل على أن يكون له هدف يسعى لتحقيقه سوف يوفر ذلك له وقتا طويلا قد يستغرقه في البحث عن حلم يحققه.

لكن قد يتساءل البعض قائلا هانحن قد علمنا الطفل منذ نشأته أن يضع أمامه هدفا ليحققه فكيف نعلمه أن يسعي لتحقيق ذلك الهدف الذي وضعه لنفسه ؟
في الحقيقة عزيزي القارئ إن الأهم من تربية الطفل على أن يضع لنفسه هدفا يحققه أن نعلمه كيف يصنع خطوات يسير عليها ليصل لهدفه ،وهذه هي مهمة الأسرة والمعلم فعليهما دائما توجيه الطفل أن يكون منظما في وضع أهداف لنفسه.

فيقسم أهدافه لأهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى ،والذي أعنيه بذلك أن يكون له أهداف يستغرق تحقيقها شهورا وهذه هي الأهداف قصيرة المدى ،وأهداف يستغرق تحقيقها سنين وهذه هي الأهداف طويلة المدى ،وعلى الطفل أن يدرك أنه كي يستطيع أن يصل لأهدافه عليه أن يسير على خطوات محدودة يضعها لنفسه في حدود الإمكانيات المتاحة له ،حيث تكون كل خطوة بمناسبة درجة من درجات السلم الذي يصعده للوصول لهدفه ،لكن قد يفشل الإنسان في الوصل لهدفه الذي طالما سعى لتحقيقه.

فما الذي عليه فعله حينها في الواقع لكي لايحدث للشخص الذي فشل في تحقيق حلمة إحباط ورهبة من الفشل مرة أخرى ،يجب أن يضع لنفسه أكثر من هدف ،وهذا ما نسميه بدائل الأهداف.

في الحقيقة الذي أعنيه ببدائل الأهداف هو أن يكون للمرء أكثر من هدف بأن يضع في إعتباره دائما أنه إذا لم يوفق في تحقيق هدفه هناك بديل لهذا الهدف سوف يحققه ويبدأ من جديد في تحقيق حلمه ووضع خطوات لتحقيق هذا الحلم ،قد يتساءل البعض قائلا وعلى أي أساس يضع الإنسان بدائل لأهدافه.

أولا عزيزي القارئ يجب علينا أن نعلم كيف نختار أهدافنا علي حسب الحياة التي يأمل الشخص أن يحياها ،وما يأمل أن يصل إليه ،وكذلك بدائل الأهداف ،قد يتساءل البعض قائلا كيف لنا أن نتخطى شعورنا بالإحباط والملل الذي نشعر به ونحن في طريقنا لتحقيق الهدف الذي نحيا من أجله؟

هناك قاعدة في علم البرمجة اللغوية والعصبية تشير إلي أن الإنسان عندما يسجل جميع الإنجازات التي حقهها في حياته مهما كان هذا الإنجاز صغيرا فعندما تاتي عليه فترة يشعر فيها بالفشل والملل ،فإن قراءته لهذه الإنجازات تعطيه دافعا ليكمل طريقه الذي بدأه حتى يكمله للنهاية.

ماذا لو حقق الإنسان هدفه ماذا يصنع بعد ذلك ؟
عندما يحقق الإنسان هدفه يشعر أن هذه هي نهاية الطريق ومع زوال الشعور بفرحة الوصول الهدف يبدأ يشعر المرء بالملل لذلك يجب أن يصنع الإنسان لنفسه حلما آخر يسعى لتحقيقه كي يشعر بقيمة وجوده في الحياة.

قد يضيع الحلم في منتصف الطريق بسبب صعوبات الحياة وأمور قد تطرأ على الإنسان ،وينسى المرء حلمه الذي طالما سعى إليه بسبب ضغوط الحياة لكن على الإنسان دائما أن يكمل في طريقه الذي سعي إليه مهما طال الوقت الذي أصبح المرء فيه بعيد عن حلمه فعليه أن يسعى لتحقيق حلمه، فلا مانع ابدا من تحقيق ما حلم به أي إنسان أيا كان عمره أو الزمن الذي يوجد فيه فالأهداف والأحلام هي نبع الحياة وتحقيقها روح الحياة.

 

كتبت/هاجر حمدي