عندما نسمع كلمة إدمان فإن أول ما نفكر به هو إدمان نوع من أنواع المخدرات ،لكن هناك أنواعا كثيرة من الإدمان التي لاتقل خطورة عن إدمان المواد المخدرة، بل هي أشد خطورة ومنها إدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

في البداية ماذا يحدث للإنسان عندما يتعلق بشيء تعلقا شديدا ويصل لدرجة الإدمان ولايستطيع أن يقلع عن فعله ،ويصل إلى درجة إدمانه هنا يصبح السلوك هو المتحكم في الشخص بعد ما كان الإنسان هو المتحكم في سلوكياته فلا يستطيع أن يقلع عنه ، ويصبح حينئذ سلوكا قهريا يصدر رغما عنه، وهذه خطورة إدمان الإنسان لأي شيء خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تجعل الإنسان عبدا لها تتحكم فيه وتسيطر عليه .

لذلك كان من الضروري أن نتعرف أولا عزيزي القارئ علي أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي:

1- الفومو (fear Of Missing out)

هو الخوف من فوات الأخبار والأحداث وهو ما يجعل المرء يقضي أغلب وقته يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي خوفا من أن يفوته أي حدث.

2- الأنا:

حيث يجد الإنسان في مواقع التواصل الاجتماعي فرصة جيدة ليعرض فيها نفسه ويفصح عنها لأنه في الواقع لايجد من يسمع أفكاره ويقدرها لكنه يجد ذلك في هذا العالم الافتراضي فيشبع شعوره بالفخر والاعتزاز بذاته وثقته بنفسه فكيف لا يحبس نفسه داخل عالم جعله يشعور بقيمة وجوده.

3- كيمياء الدماغ:

حيث أثبتت دراسات في جامعة هارفارد أن الحديث عن النفس عبر الإنترنت تحرك المنطقة نفسها في الدماغ التي تتأثر بتناول مادة تسبب الإدمان مثل الكوكايين فإدمان الإنترنت يحدث بسبب تغير في كيمياء المخ الذي يحدث نتيجة للإفراط في التعايش داخل مواقع التواصل والإنعزال عن المجتمع.

4- التحقق من قبول الفرد اجتماعيا:

ويحدث ذلك من خلال الحصول على المدح والإطراء من الأقران.

وبعد أن تعرفنا علي أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي فمن المهم أن نتعرف علي آثار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

في الواقع إن لإدمان الإنترنت آثارا نفسية وجسدية تؤثر على حياة الفرد وتواصله مع الآخرين
فتجعله منعزلا عن العالم وحيدا حبيس نفسه بإرادته داخل عالم وهمي .

أولا:- الآثار النفسية:

1- فقدان ثقة الإنسان بنفسه .
2- مقارنة حياته بحياة الآخرين مما يجعله يشعر بعدم الرضا عن حياته وتطلعه أن يحيا حياة غيره فيتولد لديه الشعور بالحسد والحقد تجاه الأخرين ويتمرد على حياته مما يجعله حزينا دائما.
3- عدم رغبة المرء في التواصل الاجتماعي الحقيقي مع المجتمع ويفضل العزلة .
4- الاهتمام م بأمور تافهة لاتعود على الإنسان بالفائدة وإهمال تعلم كل ما هو مفيد وجيد
5- الاكتئاب يسبب إدمان الإنترنت الشعور بالإحباط والاكتئاب وذلك بسبب العزلة التي تحدث نتيجة لهذا الإدمان ولأن الله سبحانه وتعالي خلق الإنسان اجتماعيا بطبعه فإن مخالفة هذه الغريزة التي أوجدها الله فيه، فإن إنعزاله عن المجتمع يسبب له الشعور الدائما بالحزن والإحباط.

ثانيا:- الآثار الجسدية:

1- إرهاق العين بسبب التركيز في الشاشة لمدة طويلة مما يسبب العديد من المشاكل للعين
2- الضغط على أوتار الأصابع بسبب إجهاد اليد بكثرة الكتابة على الهاتف
3- متلازمة النفق الرسغي وهي مشكلة تحدث باليدين لكثرة الكتابة.
4- الشعور بالخمول والكسل وعدم الرغبة في القيام بأي عمل مما يقلل من إنجازات الفرد.

علاقة إدمان الإنترنت بالتواصل بين أفراد المجتمع:

هناك علاقة عكسية بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل بين أفراد المجتمع فألإفراط في استخدام الإنترنت يجعلنا نعيش في مجتمع مفكك بل داخل الأسرة الواحدة أصبح كل فرد له عالمه الخاص به داخل هاتفه ولايعلم أحد شيئا عن هذا العالم الذي صنعه ليعيش داخله ويبتعد عن الواقع ومشاكله، فأصبحنا نحيا في مجتمع مفكك قلما يتواصل أفراده مع بعضهم .

كيف يتخلص الفرد من إدمان الإنترنت ؟

في الحقيقة عزيزي القارئ إن متابعة المرء للحياة من خلف شاشة الهاتف ومتابعة حياة الآخرين وعدم مشاركته في الأنشطة الاجتماعية فهذا يجعله يشعر بالوحدة والفشل في بعض الأحيان وفقدان شغفه بالحياة لكن إذا ما كانت لديه العزيمة والإرادة للتخلص من هذا السجن الذي حبس نفسه داخلة فعليه أن يتبع العديد من الخطوات كي يصبح حر نفسه .
١: تحديده وقتا محددا يستخدم فيه مواقع التواصل الاجتماعي.
٢: إغلاق جميع الإشعارات بكافة التطبيقات.
٣: الاندماج في الحياة الواقعية والمشاركة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع المجتمع .
٤: إبعاد الهاتف عن غرفة النوم.

لكن رغم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي الإ إن لها إيجابيات يجب الاستفادة منها قدر الإمكان لكن دون إفراط فهي سلاح ذو حدين فتحكم فيه واستفد منه ولا تجعله يتحكم بك ويستعبدك .

 

كتبت/ هاجر حمدي