أخذ يوسف يبحث عن آية في وسط الحضور ولم يجدها.
آية في غرفتها، تتحدث مع نفسها.
آية: أنا اللي ضيعتك يا يوسف، ومش هقدر أخليك تحبني تاني.. آها، المغص كل مرة بيزيد، مش عارفة مالي ولا إيه اللي بيحصلي.
في الخارج.
يوسف: سارة مشفتيش آية.
سارة: شفتها دخلت أوضة روان، كانت بتسألني على مسكن.
يوسف: تمام ماشي، شكرًا يا سارة.
دق يوسف باب الغرفة.
يوسف: آية، إنتي كويسة؟ أجبلك الدكتور؟
مسحت آية دموعها بسرعة، وفتحت الباب.
آية: أنا كويسة.
التقت العينان البنيتان بالعينين السوداوين وكأنها تعاتبها على عدم فهمها وهجرها، ولكن السوداوان عاتبتها سابقًا على عدم إحساسها بحبها؛ مما أدى إلى الهجر.
يوسف: مالك يا آية، حاسة بإيه؟ أوديكي المستشفى ولا أجيبلك الدكتور عمرو جارنا؟
آية: ولا حاجة، مغص وراح لحاله، متقلقش عليا بزيادة.
يوسف: أنا طول عمري بقلق عليكي بزيادة، إنتي لو شاكة واحدة شكتك بحس إن أشواك غرزت في قلبي.
آية: يوسف، الجو حر هنا خلينا نروح البلكونة.
في البلكونة.
آية: أنت كنت بتتكلم بجد لما قلت إنك بتحس بيا لما حاجة تتعبني أو يحصلي حاجة؟
يوسف: آه.
يتحدث يوسف بلوم وعتاب، وكأن صدره ضاق بما يحمله.
يوسف: بس أنتي عمرك ما حستي بيا، طول عمرك باصة على الوظيفة والشهادة والمظهر ورميتي الجوهر ورا ضهرك، عمرك ما حستي بقد إيه أنا بحبك يا آية، عمرك بصتي في عيني وشفتي الحب اللي بيكنه ليكي، عمرك حستي بدقات قلبي، اللي كل دقة فيهم بيدق بحبك إنتي بس يا آية
عمرك فهمتيني ولا سمعتيني؟
آية : يوسف، أنا..
يوسف: إنتي لما اتخطبتي، حسيت ساعتها إن في نار في قلبي لو حاطتي عليها مية الكون كله عمرها ما كانت هتنطفي ساعتها حسيت إنك روحتي مني للأبد، رغم إني عارف إن عمرك ما هتبصيلي، بس ساعتها اتأكدت إننا عمرنا ما هنتجمع في بيت واحد وإني مش قدرك.
آية : يوسف، أنا كنت عايزة أقولك..
يوسف: مفيش داعي تقولي حاجة، أنا خلاص بكرة الصبح مسافر وبتمنالك السعادة مع أي شخص تختاريه.
***************************************
في المنزل.
آية: إيه اللي خلاني أسكت ومقللوش إني بحبه، بس حتى لو قلتله كان هيصدقني.
اشتد المغص على آية.
آية: أنا مش عارفة اللي بيحصلي اليومين دول، إيه حكاية المغص اللي بيجيلي كل شوية ده؟
بكت آية على وسادتها.
آية: بحبك يا يوسف ومش عايزاك تسافر وتسبني.
***************************************
في المنزل.
يوسف: أنا بحبك يا آية وهفضل أحبك، وعلشان كده هسافر، مش هقدر أشوفك متجوزة وأفضل أتفرج عليكي، هسيبك تعيشي حياتك زي ما أنتي عايزة، وأنا هركز في الشغل وبس، أنا حبيت مرة ومش هحب تاني أبًدا، أنا واثق من ده
يارب ارشدني إلى الطريق الصحيح.
********’*******************************
في صباح اليوم التالي.
يوسف: خلاص يا ماما متعيطيش، هرجع تاني إن شاء الله، علشان كده مش عايزاكم توصلوني للمطار.
الأم كريمة: ماله يا ابني تكمل تعليمك هنا وتشتغل اللي إنت عايزه.
يوسف: خلاص يا ماما، اتكلمنا في الموضوع ده أكتر من مرة، وبعدين اطمني يحيى صاحبي ما أنتي عارفه كويس ومربياه معانا هقعد معاه كام يوم لحد ما ألاقي شقة وهو حجزلي في المعهد اللي عندهم هدرس سنتين وأدخل الجامعة وهيبقى معايا شهادة وأشتغل بيها، ابنك هيبقى مهندس حقيقي.
الأم كريمة: ما أنت تقدر تعمل ده هنا.
الحاج رضا: خلاص يا كريمة، علشان الواد ميتأخرش على الطيارة.
كريمة: خليه يتأخر، المهم يفضل جنبي.
يوسف: أشوف وشك بالخير يا ماما، مع السلامة
خد بالك من أمك وأبوك يا أحمد، مش عايزهم يشتكوا منك، أنا سايب راجل في البيت، وخد بالك من نفسك وذاكر كويس.
اقترب يوسف من أذن أخيه وقال:
يوسف: وابعد عن أصحابك إياهم.
أحمد : حاضر يا يوسف خد بالك أنت من نفسك وابقى اتصل بينا.
حضن يوسف أخاه.
الحاج رضا: خد بالك من نفسك وابعد عن أي حاجة تغضب ربنا وصلي دايمًا واقرأ قرآن، طول ما إنت ماشي على طريق ربنا، ربنا هيفضل معاك ومش هيسيبك، خد دول.
يوسف: إيه دول يا حاج، معايا.
الحاج رضا: اسمع الكلام، خليهم معاك، تظبط أمورك، خدهم.
قَبَّلَ يوسف يد أبيه، وأمه وحضنهما.
يوسف: ربنا يبارك فيكم، خدوا بالكم من نفسكم.
يتحدث يوسف والدموع في عينيه.
كريمة: خد بالك من نفسك، كل كويس، واتغطى كويس ولف اللحاف على ضهرك كويس علشان متاخدش برد.
يوسف : مع السلامة.
رضا: مع السلامة يا ابني وسلم على يحيى، قول له أبوك نفسه ترجع، ابقى احكيله على حال أبوه يا يوسف وأمه.
يوسف: حاضر يا بابا.
خارج المنزل.
يوسف: عربية مين دي؟
عصام: واحد صاحبي.
يوسف: طيب ليه تعبت نفسك، أي تاكسي وخلاص.
عصام: تعبك راحة يا صاحبي.
أثناء الطريق.
يوسف: اقف هنا خليني أسلم على خالتي.
دق يوسف باب خالته، فتحت الخالة خديجة.
خديجة: يوسف! الساعة 7:30 أمك كويسة؟
يوسف: متقلقيش يا خالتي، كويسة، أنا قلت أسلم عليكم قبل ما أسافر.
خديجة: تسافر! مسافر فين؟
يوسف: مسافر إيطاليا والطيارة الساعة 10.
خديجة: هتهاجر يا يوسف؟
يوسف : لا إن شاء الله هرجع تاني.
الحاج سليم: وليه يا ابني ما بلدك أولى بيك.
يوسف: معلش يا حاج، حابب أكمل تعليمي هناك وأشتغل في الحاجة اللي بحبها وأطور من نفسي.
أخذ يوسف ينظر داخل المنزل، تبحث عيناه عن حب عمره.
استيقظت آية على صوت غلق الباب، وفتحت عيناها وخرجت من غرفتها وسمعت صوت انطلاق السيارة.
آية: هو في حد كان هنا؟
خديجة: يوسف كان بيسلم علينا، إنتي كنتي عارفة إنه مسافر إيطاليا؟
آية: يوسف هو مشي.
خديجة: لسه ماشي، مالك مسهمة كده ليه؟
أسرعت آية إلى غرفتها وبدلت ملابسها.
خديجة: إنتي رايحة فين؟ النهاردة الجمعة مفيش مدرسة.
نظرت آية إلى والدها، كان دائمًا يفهمها من أول نظرة.
الحاج سليم: سيبيها تلحقه قبل ما يسافر وتندم، كنت غلطان لما قلت مينسابهاش، روحي يا بنتي، ألحقيه.
***************************************
ركبت آية التاكسي.
وهي تنظر إلى الشوارع وتستعيد ذكريات الطفولة ولعبها مع يوسف.
وصل يوسف إلى مطار القاهرة.
ولكن زحمة الشوارع، عطلت آية عن الوصول للمطار.
اشتد الألم على آية، فهذه المرة أتى بنزيف.
آية: آه.
سائق التاكسي: مالك يا آنسة؟
آية: مفيش، سرع بس.
سائق التاكسي : أديكي شايفة يا آنسة، الطريق واقف.
آية: آه.
رأت آية النزيف، واصفر وجهها.
سائق التاكسي: مالك يا آنسة؟ تحبي نروح للمستشفى؟
آية: لا وصلني للمطار الأول أنا لو ملحقتهوش دلوقتي، عمري ما هلحقه.
شعر يوسف بألم في قلبه، ولكنه ظن أنه بسبب فراقه عن أهله وآية.
جاء صوت الفراق: على السادة المسافرين إلى طائرة روما التوجه إلى البوابة رقم 2.
عصام: مع السلامة يا يوسف، خد بالك من نفسك.
يوسف: مع السلامة خد بالك من نفسك ومن روان وآية.
سائق التاكسي: يا آنسة، فتحي عينيك، فتحي عينيك يا آنسة.
يتبع…..
ماذا سوف يحدث لآية؟
وهل سوف يعود يوسف وتنتهي القصة أم ما زال للقصة بقية؟
هذا ستعرفونه في قصة ويجمعنا القدر الفصل التاسع.
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء السادس
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء الخامس
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء الرابع
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء الثالث
بقلم: شروق كمال مدبولي.
غلاف: مروة عبد الستار.