الكارما هي مفهوم يشير إلى فكرة أن أفعالنا لها عواقب، يعتقد بعض الأشخاص أن خفق جناحي فراشة في الصين يمكن أن يتسبب في حدوث إعصار في أمريكا، هذا لأن حتى التغييرات الصغيرة في النظام يمكن أن يكون لها عواقب كبيرة، يمكن أن يساعدنا مفهوم الكارما على أن نكون أكثر وعيًا بأفعالنا واتخاذ خيارات أفضل.
ما هى الكارما؟
الكارما هي كلمة سنسكريتية وتعني العمل أو الفعل وهي مفهوم أخلاقي في المعتقدات الهندوسية والبوذية واليانية والسيخية والطاوية، وهذا المفهوم معناه أن لكل فعل رد فعل، وبنظرة عميقة بعض الشيء ستعرف أن الكارما يعتبرها البعض الشق الروحي لقانون نيوتن للحركة، إذن أي فعل تقوم به سيعود عليك في النهاية كما فعلته في السابق بالخير كان أو الشر، ومن هذا المنطلق فكل فعل قمت به ستجد له عواقب أخلاقية ستراها لا محالة.
فالكارما ما هي إلا قانون الثواب والعقاب بداخل الإنسان، فلكل شيء سبب إن جاءك شر ففكر بما فعلته من قبل؛ كي تحصل على هذا العقاب وإن أتاك خير ففكر أيضًا ماذا فعلت؟ كي تثاب بهذا الخير، وفي أقوالنا المأثورة نرى الكارما متجلية مثل: “كما تدين تدان”، “الدنيا دوارة”، “كله متشال على الرفوف لحد ما يطلع اللي في اللفوف”.
نظرية أثر الفراشة:
أثر الفراشة هو الاسم العام لنظرية الشواش أو نظرية الفوضى والتي وضعها العالم إدوارد لورينتز (عالم الرياضيات والأرصاد الجوية) عام 1963م، وهي تقول: “بأن رفَّة جناحِ الفَراشَةِ في مَكْانٍ مَا قَد تُسَبِّبُ إِعْصارًا في مَكانٍ آخَرَ مِنْ الأَرْضِ بَعْدَ عِدَّةِ سِنْين”.
إن مصطلح تأثير الفراشة أو (نظرية الفوضى) في النظريات الفيزيائية والفلسفية وغيرها من العلوم المختلفة، هو مصطلح مجازي ويشير في الأساس إلى أن الفروق الصغيرة في الحالة الأولى لنظام متحرك ديناميكي قد ينتج عنها في المدى البعيد فروقات كبيرة في تصرفات وسلوكيات هذا النظام.
لقد أوضحت هذه النظرية حدوث الآثار والعواقب لكل مانفعله مهما تأخر الوقت أو فاتت السنون، وكما قال محمود درويش في ديوانه (اليوميات أثر الفراشة): “أَثرُ الفراشة لا يُرَى، أُثرُ الفراشة لا يزولُ” لقد أراد درويش أن يخبرنا أن كل ما كتبه في ديوانه هذا ما هو إلا أثر من الآثار التي تركتها الحياة عليه، وقد أصابت هذه الأشعار النقاد بالانبهار، فهي غير مباشرة ذات معان قوية، حتى أنهم قالوا إن كل قارئ سيفهمها بشكل مختلف، فكان آخر إنجاز لدرويش قبل رحيله لكنه الأرقى والأقوى.
اقرأ أيضًا: العلاج بالطاقة هل سحر وشعوذة أم علم ودراسة؟
أنواع الكارما:
إن للكارما أنواعًا مختلفة، مشتقة من مفهومها نفسه ولكل نوع منهم وظيفته وأهميته التي تساعد على إدراك المبادئ التي يقوم عليها قانون الكارما، وفيما يلي أنواع الكارما ببعض من التفصيل:
1- برارابها كارما:
في هذا النوع يعتبر الكون صندوقًا كبيرًا يحتفظ بداخله كل أفعالك؛ كي يستطيع ردها لك كل فعل في وقته سواء أكان خيرًا أو شرًا، لذلك انتبه لما تفعله الآن؛ كي لا ينعكس على القادم من حياتك.
2- نشيتا كارما:
إن هذا النوع من الكارما يظهر لك أن سبب تعبك ومعاناتك في الحياة هي طريقة تفكيرك ومعتقداتك، حيث إن هذا يؤثر بشكل كبير على النتائج التي تصل إليها، فإن توقع الشيء الأفضل والسعي إليه، يحقق النتائج المبهرة التي تريدها والعكس صحيح.
3- عجمي كارما:
وهذا النوع يتوقف على الأعمال السابقة لديك، حيث تحدد هذه الأعمال جزءًا كبيرًا من تفاصيل مستقبلك، ولذلك فإن ما تقوم به من أعمال في الحاضر هو ذو أهمية كبيرة لك في المستقبل.
4- فارتامانا كارما:
هنا تنص الكارما على أنه يجب التركيز على قوتك في الحاضر وأن تبذل الكثير من المجهود، وإذا أردت أن تغير من حاضرك فلا بد من قيامك بهذا التغيير بكل إرادة وقوة؛ كي تصبح أفضل.
إن للكون قواعد وقوانين تحكمه وحياتنا كبشر عبارة عن تروس في ماكينة عملاقة ولابد أن يسير كل منا وفق هذه القوانين وإلا سيحدث عطل كبير إذا تمرد أحدهم وفر خارج دائرته، وقد أثبت التاريخ وحكايات الأولين، أن كل من قام بأفعال خارجة عن قانون الكون عاقبته الحياة بمثل ما فعله وأن كل من أهدى الكون روائع أهدته الحياة بمثل ما أهدى.
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على صحتك النفسية؟
كتبت: إيمان الخطيب.