في روما.
دق باب غرفة المهندس صلاح عمار.
المهندس: ادخل.
يوسف: الحمدلله نجحت في المعادلة، وهدخل كلية الهندسة شكرًا لحضرتك.
المهندس : ألف ألف مبروك كنت واثق إنك هتنجح، ناوي على إيه دلوقتي؟
يوسف : هكمل شغل مع حضرتك، ده بعد إذن حضرتك وأحضر نفسي للجامعة.
فتح المهندس خزنة المكتب، وأخرج مال منها.
المهندس: خد يا يوسف هدية نجاحك، اشتريلك كام طقم كده علشان الجامعة.
يوسف: لا شكرًا لحضرتك، كتر خيرك على كل اللي عملته معايا.
المهندس: متقلش كده أنا معملتش حاجة، وأنت شاب طيب ومجتهد وتستاهل كل خير، خد الفلوس ومتكسفنيش.
يوسف: ماشي شكرًا لحضرتك، ممكن سؤال؟
المهندس : طبعًا.
يوسف: أنا ملاحظ إن كل الناس اللي شغالة هنا مصريين، قليل اللي إيطالي أو أجنبي.
المهندس : هي مراتي طبعًا شايفها عنصرية (بضحك استنكاري)، بس أنا من ساعة ما جيت هنا وأنا عايز أرد الجميل لمصر وكمان طول الوقت نفسي أرجع مصر، أنا بحب البلد دي جدًا، وكمان الشباب اللي بيتغرب ويجي إيطاليا أكيد وراه مسئوليات وعيلة وجاي يشتغل علشانهم، وكمان لما بشوف كل المصريين حواليا مبحسش بالغربة بسبب إن زوجتي إيطالية مش عايزة تسيب بلدها غير لما تفرح بالبنات، الحمد لله لورا اتجوزت يحيى، فاضل نانسي نفسي أفرح بيها وأطمن عليها.
دخلت نانسي المكتب.
نانسي: صباح الخير.
المهندس: صباح النور يا حبيبتي، أعرفك المهندس يوسف، بنتي نانسي.
يوسف: أهلًا وسهلًا بحضرتك.
*********************************
في مصر، في منزل آية.
روان: حمد الله على سلامتك يا حبيبتي، يوسف عرف ولا لسه؟
آية: لا معرفش ومش لازم يعرف ومحدش يقول له حاجة.
روان : خلاص اهدي.
آية: قصتي أنا ويوسف انتهت، ربنا يسعده مع واحدة غيري، وأنا ربنا يقويني على اللي جاي.
***************************************
بعد سبع سنوات.
آية في السوبر ماركت.
خالد: آية.
آية: خالد!
خالد : عاملة ايه؟
آية: الحمد لله وأنت.
خالد: الحمد لله أنا سعيد إني شفتك، كنت حابب أشكرك من زمان بفضل نصيحتك ليا آخر مرة، ساعتها روحت اتكلمت مع ماما وأقنعتها بيارا وبقوا كويسين مع بعض وبقى عندنا مالك وحمزة.
آية: طيب كويس ألف مبروك.
خالد : مالك، حمزة تعالوا سلموا على طنط
ودلوقتي يارا حامل، فأنا اللي بشتري حاجات البيت، أنتِ عارفة لما الست بتبقى حامل بتبقى تعبانة والهرمونات مش متظبطة بتصعب عليا والله
وأنتِ إيه أخبارك؟
آية: تمام ماشي الحال معلش هستأذنك لأن عندي ميعاد.
خالد: آه طبعًا اتفضلي وسعيد مرة تانية إني شفتك.
خرجت آية من السوبر ماركت وبكت كثيرًا من الوجع الذي سيظل ينزف لآخر العمر.
جاء اتصال لآية.
آية: ألو يا ماما، إيه!
أنا جاية حالًا.
***************************************
في منزل الحاج رضا فرغلي.
بكاء وحزن يسود المنزل.
آية: ماما ده حصل إمتى؟
الحاجة خديجة: النهاردة الصبح خالتك بتصحي جوزها مصحاش، جابت الدكتور قال إنه مات.
آية: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، البقاء لله يا خالتي.
الحاجة كريمة: ربنا يرحمه كان راجل طيب وحنين، هيوحشني أوي، أعمل إيه من بعدك يا رضا
أنا عايزة يوسف، هاتولي يوسف.
قامت آية لتقوم بالاتصال بيوسف.
في ألمانيا.
نانسي: برافو عليك يا يوسف، ألف مبروك على الصفقة، قدرت تقنعهم إن نصدرلهم السيارات بالسعر ده إزاي، إنت زودت الأرباح كده للضعف، أنا كنت مبهورة باللي بتقول له جوايا.
يوسف: ما يحسد المال إلا أصحابه، عايز أرجع روما بسرعة علشان أفرح البشهمندس ما تقوليلهوش حاجة قبل ما نوصل، استني جالي اتصال من مصر.
يوسف: ألو.
آية: ألو.
صمت كل منهما، سنوات من الغياب وعدم التحدث مع بعضهما، حتى عندما كان يأتي يوسف زيارة لأهله، كانت تتعمد آية عدم التقائها معه.
آية: يوسف أنا آية.
يوسف: أنا عارف صوتك.
آية: عامل إيه؟
يوسف: الحمد لله، إنتي عاملة ايه؟
آية: الحمد لله، يوسف مش عارفة أقولك إزاي، بس إنت راجل مؤمن وعارف إن الأعمار بيد الله وإن لما ربنا يأذن…
يوسف: مين مات؟
آية: البقاء لله يا يوسف والدك اتوفى النهاردة الصبح، شد حيلك.
نزلت دموع يوسف على خديه.
***************************************
في مصر، بعد صلاة الفجر.
في منزل الحاج رضا فرغلي.
مسك يوسف يد والدته وقبَّلها.
يوسف: ماما.
تتحدث الحاجة كريمة وهي تبكي.
الحاجة كريمة: أبوك مات يا يوسف.
يوسف: ربنا يرحمه ويغفر له شد حيلك، هو كان راجل طيب ونحسبه من الصالحين وبإذن ربنا هيدخله الجنة، ادعيله يا حبيبتي.
الحاجة كريمة: بدعيله بس الفراق صعب أوي يا يوسف.
يوسف: ربنا يصبرنا على فراقه.
*****************************
في المدرسة.
روان: النهاردة أول يوم في السنة الدراسية، ومش متحمسة خالص وبفكر أخد إجازة، خايفة أولد قبل ما أكمل السنة.
آية: ها، كنتي بتقولي حاجة.
روان: أنتِ مش معايا خالص، اللي واخد عقلك.
آية: مفيش بس علشان جوز خالتي اتوفى، وأنا كنت بحب عمو رضا جدًا الله يرحمه.
روان: الله يرحمه بس ده بس اللي بتفكري فيه، ولا بتفكري إن لما يجي يوسف هتقابليه إزاي ولا هتهربي من مقابلته زي كل سنة.
آية : مش عارفة، أنا مش هقدر أبص في عينه، حاسة لو شفته هقول له على كل اللي في قلبي وهعاتبه، هعاتبه إنه سبني وسافر من غير ما يديني فرصة، فرصة إني كمان أقول له إني بحبه.
روان: طيب يلا بينا على الفصل بدل ما تيجي المديرة ترفدنا.
في الفصل.
آية: صباح الخير.
التلاميذ: صباح النور.
آية: أنا اسمي ميس آية وهدرسلكم لغة عربية، كل واحد يقول لي اسمه.
التلاميذ: هاجر، أحمد، غادة، مينا، رشا، حمزة، علي، علياء.
آية: أنتوا أخوات؟
علي، وعلياء: آه يا ميس توأم.
نظرت إليهما آية نظرة حب، نظرة شوق إلى ما كانت تتمناه في الماضي.
***************************************
ذهبت آية إلى منزل خالتها، فتح يوسف الباب.
تفاجأت آية بوجود يوسف.
يوسف: اتفضلي يا آية.
آية: البقاء لله.
يوسف: شكرًا.
آية: خالتو عاملة ايه؟
يوسف: تعبانة والله مش عايزة تأكل ولا تشرب، نامت بالعافية.
آية: وأنت عامل ايه؟
يوسف: بحاول أبقى كويس علشانها.
جاء اتصال ليوسف.
يوسف: بعد إذنك.
يوسف: ألو.
نانسي : إزيك يا يوسف، البقاء لله.
يوسف : شكرًا يا نانسي، معلش سيبتك لوحدك في ألمانيا.
نانسي: لا مفيش حاجة، وإن شاء الله هنيجي أنا وبابا مصر.
يوسف: في أي وقت تشرفوا.
المهندس: ألو يا يوسف البقاء لله يا ابني ربنا يرحمه ويغفر له ويصبركم.
يوسف: شكرًا لحضرتك منعزكش في غالي
مع السلامة.
شعرت آية بالغيرة والفضول عندما سمعت اسم نانسي.
آية: طيب أستأذن دلوقتي وهاجي تكون صحيت خالتي، سلام..
يوسف: مع السلامة.
***************************************
في منزل آية، في غرفتها.
تتحدث آية مع نفسها بداخل عقلها الكثير من الأسئلة:
يا ترى مين نانسي دي، يا ترى اتجوز ولا لسه؟
يا ترى لسه بيحبني ولا مبقاش يفكر فيا؟
يتبع…….
انتظروني في الفصل الحادي عشر من ويجمعنا القدر.
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء السادس
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل السابع
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الثامن
اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الحادي عشر
بقلم: شروق كمال مدبولي.
غلاف: مروة عبد الستار.