في عزاء الحاج رضا فرغلي.

عصام: البقاء لله ربنا يرحمه، الحاج دايمًا كان نفسه ترجع وتعيش معاه، شد حيلك يا يوسف.

يوسف: ربنا يرحمه ويارب يكون مسامحني.

عصام: مسامحك يا يوسف، هو كان دايمًا فرحان بنجاحك.

الحاج سليم أشرف: البقاء لله يا ابني شد حيلك ربنا يرحمه كان راجل طيب.

يوسف: تسلم.

الشيخ : “يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي”

صدق الله العظيم.

 

********************************

بعد شهرين.

في الشركة الهندسية للإنشاءات.

نهى: أنا في عريس متقدملي.

حسين: إمتى دا حصل؟

نهى: من أسبوع.

حسين: ومستنية أقول لك إيه؟

نهى: تقولي إنك هتيجي تتقدملي مثلًا.

حسين: قولتلك مقدرش أتجوز و أنا شايف أختي كدا وحيدة ولسه متجوزتش.

نهى: ما هي اللي بترفض كل اللي بيتقدملها، هنستنى لإمتى؟

حسين: لحد ما توافق على حد.

نهى: هي مستنية إيه، أكيد مش هيتقدملها غير الأرمل أو المطلق ومعاه عيال أو اللي مش هيقدر يخلف زيها.

حسين (بغضب) : نهى.

نهى: خلاص متزعلش أنا مقصدش حاجة بس هنفضل كده لحد إمتى، أنا رفضت كذا عريس قبل كده وخلصت كل الحجج لبابا، وبابا مصمم على العريس ده؛ لأنه ابن صاحبه قولي بس أعمل إيه؟

حسين: يووووه، خلاص روحي اتجوزيه.

ترك حسين المكتب وذهب إلى الكافيتريا.

بعد مدة قصيرة ذهبت نهى خلفه إلى الكافيتريا.

نهى: طيب أنا عندي فكرة.

حسين: قولي.

نهى: إيه رأيك تحكي كل حاجة ليوسف زي ما حكتلي يمكن لما يعرف يحن ويكون لسه بيحبها ويتجوزوا.

حسين: مقدرش، آية لو عرفت هتزعل مني وممكن متكلمنيش بقية عمرها، آية محذراني من الموضوع ده، وبعدين دول 7 سنين يعني أكيد حب واحدة تانية.

نهى: اشمعنا آية أختك لسه بتحبه بعد المدة ديه كلها، أومال أنت فاكر هي بترفض العرسان اللي بيتقدمولها ليه.

حسين: طيب وهو؟

نهى: طالما لسه متجوزش لحد دلوقتي يبقى لسه بيحبها، وإحنا علينا نوفق رأسين في الحلال، وبعدها تيجي تتقدملي، ها قولت إيه؟

حسين: أنا خايف بس آية تعرف إني أنا اللي قولتله.

نهى: متخافش، مش هتعرف وحتى ولو عرفت شوية زعل وهيعدوا وهتشكرك إنك جمعتها بحبيب القلب.

****************************************

في منزل الحاج رضا فرغلي، دق باب الشقة، فتح يوسف الباب.

يوسف: حسين، اتفضل يا حسين.

حسين: كنت حابب أتكلم معاك في موضوع مهم.

يوسف: طيب ادخل.

حسين: معلش ياريت برا البيت.

يوسف : طيب ألبس الجاكيت وأحصلك على تحت.

حسين: ماشي.

********************************

في مكان على النيل

يوسف: إيه الموضوع المهم اللي مش عايز نتكلمه في البيت؟

حسين: آية.

يوسف : مالها آية؟

حسين : آية بتحبك ومن زمان.

يوسف: إنت بتقول إيه؟

حسين : هحكيلك كل حاجة.

حكى حسين كل شيء ليوسف وماذا أصاب آية، دمعت عيناي يوسف وترك حسين وأسرع إلى سيارته، وأثناء الطريق أخذ يفكر في آخر مقابلة لهما وكيف كانت مريضة ولم يشعر بها؟ شعر بالندم بأنه تركها في هذه الحالة وأضاع من عمره سنوات كان من الممكن أن يقضيها معها.

****************************************

دق باب منزل الحاج سليم، فتحت الحاجة خديجة.

الحاجة خديجة: يوسف اتفضل يا ابني، عامل إيه، وأمك عاملة ايه؟

يوسف: الحمد لله، آية موجودة؟

خرجت آية من غرفتها.

آية: يوسف، عامل إيه؟

يوسف: ممكن نتكلم شوية.

آية: اتفضل.

يوسف: لو ينفع برا البيت.

الحاجة خديجة: في حاجة يا ابني، أمك حصلها حاجة؟

يوسف: لا يا خالتي أمي كويسة، بس عايز أتكلم مع آية في موضوع وإن شاء الله هتعرفي كل حاجة.

آية: طيب هغير هدومي وأجي.

يوسف: ماشي، هستناكي في العربية.

بعد خروج يوسف من المنزل.

الحاجة خديجة: هو في إيه؟

آية: معرفش يا ماما، أديني هشوف.

********************************

ركن يوسف السيارة ونزلا منها، في الحديقة.

يوسف: فاكرة المكان ده؟ كنا بنلعب فيه وإحنا صغيرين.

آية: أه فاكرة، بس أكيد مش جايبني هنا علشان تفكرني بالمكان.

يوسف: ليه مقلتليش؟ أنا كنت بس مستني كلمة منك من وإحنا صغيرين وأنا بشوفك أجمل وأحسن واحدة في الدنيا، عمر ما شفت حد غيرك ولا حبيت حد غيرك، كنت مستني اللحظة اللي أنتِ كمان تحبيني فيها ولما تيجي اللحظة دي تحرميني منها ليه؟

آية: إنت بتقول إيه ومين اللي فهمك الكلام ده؟

يوسف: حسين، حكى لي على كل حاجة، عايزة تنكري ليه؟

آية (في سرها): حسين! بس لما أشوفك.

آية: حسين فاهم غلط هو بس اعتقد إني مش عايزة أتجوز علشان بحبك بس.

يوسف: اومال جيتي ورايا وأنا مسافر بالتاكسي ليه؟ ليه مش عايزة تعترفي إنك بتحبيني؟

دمعت آية وأدرات ظهرها عنه وقالت:

آية: وحسين مقلكش إني عمري ما هخلف.

يوسف: قالي وده ميفرقش معايا في حاجة، أنا بحبك أنتِ وعايزك أنتِ، نجيب عيال أو منجبش ده ميفرقش معايا، المهم نبقى مع بعض، ليه حرمتينا من بعض كل السنين دي؟

آية: أنت فاكر يعني السبع سنين عدوا عليا عادي.

يوسف: سبع سنين و3 شهور و5 أيام و9 ساعات
كل يوم وكل ساعة كنت بعدها وأنا بعيد عنك، طول الوقت ببقى نفسي أشوفك وأسألك موحشتكيش؟ حتى لما كنت باجي زيارة كل فترة مصر ببقى نفسي أجري عليكِ وأشوفك، حتى لما كنت باجي عند خالتي، كنتِ دايمًا مستخبية ومش عايزاني أشوفك، كنت أقول لنفسي ياه للدرجة دي مش فارق معاها سافرت، رجعت مفيش فرق، كنت بتعذب فأشوف إن قرار السفر أحسن حل ليا.

آية: كنت بخاف أشوفك، مكنتش هقدر أشوفك، كنت بحس إني لو واجهتك هعيط وأحكيلك على كل حاجة وأقولك حقك عليا أنا عرفت إني بحبك متأخر، متأخر أوي، ومكنتش أقدر أعمل كده وأنا اللي ناقصني كتير أوي.

يوسف: أنتِ عمرك ما كان نقصك حاجة، أنتِ بالنسبة ليا ست البنات كلهم، أنا بحبك وهفضل أحبك ومفيش حاجة اتغيرت بالنسبة ليا.

آية: بس أنا في حاجات اتغيرت جوايا ومقدرش أتجوزك يا يوسف، مقدرش أظلمك معايا.

يوسف: الظلم إني مبقاش معاك.

آية: صدقني مقدرش، طول الوقت هحس إن حبك ده مش حب.

يوسف: أومال إيه، قصدك شفقة؟ أنتِ مش نقصك حاجة علشان أشفق عليكِ.

آية: أنا آسفة بس مش هقدر أكون الزوجة اللي تليق بك.

تركت آية يوسف وركبت السيارة.

ذهب بعدها يوسف إلى السيارة، وهو يمشي ببطء وثقل، والهم والحزن ظاهران على وجهه.

يوسف: فكري تاني في كلامي، والعمر مبقاش فيه كام 7 سنين علشان نتحرم من بعض تاني.

****************************************

في صباح اليوم التالي، ذهبت آية إلى المدرسة.

آية: صباح الخير.

التلاميذ: صباح الخير ميس آية.

 

نظرت آية إلى الفصل، لم تجد علي وعلياء.

 

آية: هو علي وعلياء مجاوش برضو النهاردة، حد يعرف مجاوش ليه؟

حمزة: أنا يا ميس عارف، علشان هم عملوا حادثة مع باباهم ومامتهم وقاعدين عندنا.

آية: إيه! وحصلهم حاجة؟

حمزة: ماما قالتلي إن باباهم و مامتهم طلعوا عند ربنا فوق، هو صحيح يا ميس إللي بيطلع عند ربنا فوق مش بنشوفه تاني وبيبقى نجمة في السما.

يتبع…….

ماذا سوف يحدث ل علي وعلياء بعد وفاة والديهما؟ وما هو القرار الذي سوف تتخذه آية بعد مقابلتها لخالتها؟

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء الخامس

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الجزء السادس

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الثامن

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الثاني عشر

بقلم: شروق كمال مدبولي.
غلاف: مروة عبد الستار.