ذهبت آية إلى منزل عائلة حمزة؛ لكي تطمئن على علياء وعلي.

دق باب المنزل ففتحت، مدام علا.

آية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا ميس آية بدرس لغة عربية للأولاد.

مدام علا: أهلا وسهلًا بحضرتك، حمزة بيحكيلي عنك كتير، أكتر مدرسة بيحبها في الفصل، اتفضلي.

آية: شكرًا لحضرتك وأنا كمان بحب حمزة جدًا، أنا كنت حابة أسأل عن علي وعلياء، إيه اللي حصل وهم كويسين؟

مدام علا: آه موجودين بس من ساعة الحادثة وهم ساكتين ومش عايزين يتكلموا مع حد، حتى بدخلهم حمزة يلعب معاهم جوا بيفضلوا زي ما هم قاعدين ساكتين، هم كانوا جيراننا هنا.

آية: هي الحادثة حصلت ازاي؟

مدام علا: اللي سمعناه إنهم كانوا بيشدوا مع بعض في العربية وعمرو سايق والتريلة جاية عليهم فاصطدموا مع بعض، سائق التريلة فاق بعد ما دخل في غيبوبة وحكى لضابط المباحث الكلام ده هو كان شايفهم وهم بيشدوا مع بعض، حاول يتفادهم بس مقدرش يوقف الفرامل مكنتش شغالة
الحمد لله إن التريلة دخلت على نص العربية بس ومدخلتش لجوا كانت العيال دي ماتت، شوية كدمات بسيطة.

آية: لا حول ولا قوة إلا بالله طيب أقدر أشوفهم؟

مدام علا: آه، طبعا اتفضلي.

دخلت آية غرفة الأولاد ووجدت حمزة يحاول أن يفتح حديث معهما؛ لكي يرضا أن يلعبا معه ولكنهما جالسون على السرير في صمت وآثار بكاء على خديهما.

آية: علي، علياء.

عندما سمعا الطفلان صوت آية، أدرا وجههما نحو الصوت وفرحا كثيرًا وركضا نحوها قائلان:

على، علياء: ميس آية، ميس آية.

نظرت آية ومدام علا لبعضهما في فرح بأن الصغار تحدثا.

علي: ماما وبابا بقوا نجمتان في السما صح؟

آية: صح ومش عايزاكم تزعلوا، أنا معاكم ومدام علا معاكم.

حمزة: وأنا كمان يا ميس آية معاهم.

آية: وحمزة كمان نمسح دموعنا يا علياء، إحنا كبار ولا صغننين.

علي، علياء: كبار.

آية: كبار والكبار مبيعيطوش، ماشي، يلا مش عايزة أشوف حد بيعيط.

خرجت آية من غرفة الصغار.

آية: طيب حد من أهلهم عرف؟

مدام علا: ملهمش غير خالة اسمها “ميار” في أمريكا، بحاول من ساعة الحادثة أتصل بيها بس على طول بيدي مقفول.

آية: طيب تسمحيلي أخد علي وعلياء معايا لحد ما تقدري تتواصلي مع خالتهم.

مدام علا: أنا مش مضايقة من وجودهم بالعكس أنا كان نفسي حمزة يلاقي حد من سنه يكلمه ويلعب معاه.

آية: أنا مقصدش حاجة بس يعني لحد ما يعدوا من الأزمة دي ويرجعوا يتأقلموا تاني مع المحيطين.

مدام علا: طيب هدخل أسألهم؟

آية: آه طبعا اتفضلي.

انتظرت آية في الصالون وقلبها يخفق، تشعر أنهما أمل حياتها، رغم أنها تعلم أنه أمل مزيف، فعندما تعلم خالتهما بما حدث بالتأكيد سوف تأتي لأخذهما، ولكن كما يقول المثل الغرقان يتعلق بأشية.

خرجت مدام علا من الغرفة ومعها الصغيرين، نظرت آية إليهما في قلق أن يكونا قد رفض الذهاب معها، ولكن:

علياء: ميس آية إحنا هنروح معاكي بيتك؟
ميس آية: أيوة يا حبيبتي.

علياء:طيب أنا هروح أحضر شنطتي.

نظرت آية إلى علي.

علي: وأنا كمان.

فرحت آية كثيرًا بقبولهما الذهاب معها.

آية: شكرًا لحضرتك ولو في أي جديد حضرتك تقدري تتصلي بيا، ده رقمي.

مدام علا: تمام حاضر هكلم حضرتك لو قدرت أكلم خالتهم، ولو تسمحيلي أبقى أجي أشوف علي وعلياء، أصل أنا بحبهم جدًا وكنت بحب أهلهم الله يرحمهم.

آية: طبعا في أي وقت، مع السلامة.

**************************************

في منزل الحاج رضا فرغلي، في الصالون.

يوسف: ليه مقولتليش إن آية جت ورايا بالتاكسي في اليوم اللي سافرت فيه وكمان كان عندها سرطان في الرحم، أحمد قالي إنه كان عايز يبلغني هو وبابا وحضرتك منعتيهم أقدر أعرف ليه؟

الحاجة كريمة: آه علشان مش موافقة إنك تجوز آية هي بنت أختي وكل حاجة بس إنت ابني ومفيش أعز منك وكرامتك من كرامتي، كانت فين هي لما أنت كنت بتعاني ومتعذب وهي مخطوبة لواحد تاني وعارفة إنك بتحبها مفيش بنت مبتحسش باهتمام راجل ليها وبعدين أنت اهتمامك كان واضح أوي ودايب فيها دوب، حتى أهل الحارة حاسين وهي يعني محستش متقنعنيش.

يوسف: وحتى لو كانت عارفة وحاسة ومكنتش بتحبني في الأول، طب بعد كده مهي حبتني ليه مقولتليش.

كريمة: حبيتك بعد إيه، بعد ما كنت خلاص هتشوف حياتك وتنساها بقى.

يوسف: أنا عمري منتهاها ولا هنساها، حضرتك ضيعتي عليا 7 سنين كنت أقدر أعيشهم مع آية، أنا عمري ما كنت مبسوط وأنا بعيد عنها.

كريمة: طب والخلفة؟

يوسف: مالها؟

كريمة: آية عمرها ما هتخلف.

يوسف: ميفرقش معايا، هي هتبقى بنتي وزوجتي وحبيبتي وكل حاجة.

كريمة : طب وأنا من حقي إني أشوف أحفادي.

يوسف: وافرضي إني أنا مكنتش بخلف، كنتي هتعملي إيه كنت هتخلي آية تتجوزني وأنا مبخلفش وهي بتخلف.

كريمة: بس إنت بتخلف دلوقتي ودي أهم حاجة عندي وموضوع آية ده انساه خالص.
***************************************

في منزل الحاج سليم أشرف، فتحت آية باب الشقة بمفتاحها.

آية: ادخلوا يا أولاد.

الحاجة خديجة: مين دول يا آية؟

آية: هبقى أحكيلك،حسين كويس إني شفتك معلش يا ماما دخليهم جوا، خليهم يغيروا هدومهم وأنا أبقى أفهمك، يلا يا ولاد ادخلوا جوا مع تيتا خديجة.

آية موجهة كلامها لحسين.

آية: ليه حكيت ليوسف، أنا مش قلتلكم كلكم محدش يحكي ليوسف أي حاجة.

حسين: علشان مصلحتك، مهو كان لازم يعرف، إنك أنت كمان بتحبيه.

آية: وده هيفيد بإيه؟ مفيش حاجة هتتغير.

يوسف: يوسف بيحبك وأكيد هيتجوزك.

آية: ده كان ممكن لو أنا لسه بخلف، بس دلوقتي خلاص مفيش أمل.

حسين : يوسف مش هتفرق معاه الحكاية دي.

آية: وإنت متأكد منين؟ ومين إداك الحق تقوله على حاجة تخصني؟

حسين: أنا أخوكي وتهمني مصلحتك وبحبك وبشوفك كل يوم وانتي متعذبة وبتبصي في صورته قبل ما تنامي وتعيطي وقبلها وأنت بتتعالجي من السرطان كنت حاسس إنه ساعتها لو كان موجود كان هيفرق معاكي جدًا، أنا ندمان إني سمعت كلامك ومكلمتوش من 7 سنين.

آية: أنا مطلبتش مساعدة حد.

حسين: من غير ما تطلبي، أنا شايفك بعيني، إحنا ملناش غير بعض.

دق باب الشقة، فتح حسين الباب.

حسين : يوسف.

يتبع……..

ماذا يريد يوسف؟

ولماذا أتى إلى منزل آية؟

وماذا سوف تفعل آية؟ وما مصير هذه القصة؟

كل هذا سوف تعرفونه في الفصل الثالث عشر، انتظرونا.

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الثالث عشر

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الرابع عشر

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل الخامس عشر

اقرأ أيضًا: ويجمعنا القدر الفصل السادس عشر والأخير

بقلم: شروق كمال مدبولي.
غلاف: مروة عبد الستار.