كثيرًا ما نُوضع في موضع الاختيار بين أشياء كثيرة في حياتنا، فقد خلقنا الله -سبحانه وتعالى- مخيرين وبين لنا الخير والشر، وترك لنا حرية الاختيار نختار ما نشاء، ومن الأشياء التي نختارها صديقًا يرافقنا رحلتنا الطويلة في هذه الحياة، قد يعتقد البعض أن اختيار الأصدقاء شيء سهل، وبسيط لكنه في الواقع من الأمور الصعبة، فيجب أن نختار أصدقاءنا بحرص وعناية شديدة.
اختيار الأصدقاء:
لكي تختار رفقاءك يجب في البداية أن تعلم من أنت؟ في الحقيقة عزيزي القارئ قبل أن نختار أصدقاءنا علينا أن نعرف من نحن؟ وما الذي نريد الوصول إليه والطريقة التي نحيا بها؟
فإذا كنت من ذوي الطموح، وطالما رسمت لنفسك لوحة جميلة من الأحلام، والطموحات التي تريد الوصول إليها، فمن المهم أن يكون رفقاؤك مثلك يفكرون بنفس طريقتك، أو يشجعون من يفكر بهذه الطريقة هذا ما يتعلق بالتوافق بين الأصدقاء في طريقة التفكير.
التوافق في التفكير:
قد يتعجب البعض من ذكر التوافق في التفكير بين الرفاق، حقيقة فأنا أعني ما ذكرته، ومن الضروري أن يوجد هذا التوافق؛ لأن صديقك هو أكثر الناس تأثيرًا عليك وعلى أفكارك، وهو أقوى في تأثيره من تأثير أسرتك عليك؛ لأنه اختيارك أنت، أما والداك فلم يكونا من خيارك، لذا فإن للرفاق تأثيرًا قويًا؛ لأنك حينما اخترتهم كان اختيارك هذا نابعًا من حبك لهؤلاء الأشخاص.
قد يتساءل البعض قائلًا هكذا ستقتصر معارفنا وأصدقاؤنا في فئة صغيرة جدًا؟ في الواقع عزيزي القارئ ما أقصده أن تجعل لك أصدقاء كثيرين من كل الفئات، فمثلًا يكون لديك أصدقاء تمارس الرياضة المختلفة معهم، وكذلك تجعل لك أصدقاء تتحدث معهم في العلوم، والثقافات المختلفة، وأيضًا أصدقاء للخروج والترفيه.
اقرأ أيضًا: أهم 3 قواعد من كتاب كيف تؤثر على الآخرين وتكتسب الأصدقاء
تأثير الأصدقاء:
قد يعترض البعض قائلًا: “لماذا كل هذا لنجعل رفيقًا واحدًا لنا؟” في الحقيقة عزيزي القارئ كل شخص له جزء متميز فيه عن غيره، فعندما تستمتع مع كل شخص بما يتميز به فهذا يوفر عليك كثير من الوقت، والجهد الذي سوف تبذله؛ لتقنع من تحاوره بوجهة نظرك.
فإذا ما ناقشت صديقًا لك في أمر متعلق بممارسة الرياضة وهو غير مهتم أبدًا بهذا سيصل بك الأمر في النهاية إلي شيئين إما إلى إحباطك أو إلغاء فكرة ممارستك للرياضة نهائيًا، بخلاف مناقشة صديق آخر مهتم بممارسة الرياضة فسوف تزداد حماسًا، وتزداد لديك الرغبة في ممارسة الرياضة.
ومن هنا نجد أنه عندما نضع كل شخص فيما تميز به عن غيره؛ فهذا يجعلنا نستفيد بتجارب غيرنا في الحياة، وعندما نستشير أحد الأصدقاء في أمر ما علينا أن نفكر جيدًا، ونضع كل شخص في مكانته الصحيحة حتى لا نأخذ قرارًا خاطئًا في النهاية.
هل من الطبيعي أن نحيا دون وجود رفاق في حياتنا؟
لقد خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان اجتماعيًا بطبعه، فلا يستطيع أن يحيا دون أن يختلط بالمجتمع ويكون له رفاق يلجأ إليهم عند حزنه ويشاركهم فرحه، فليس من الطبيعي أن يعيش الإنسان دون وجودهم؛ لأن هذا قد يعرضه للحزن ويشعره بالوحدة، لكن قد يتغير أصدقاؤه؛ لأن أفكار الإنسان قد تتغير، فمن الطبيعي أن يتغير بعض من حوله من رفاقه، وكذلك فإن كل مرحلة في حياة الإنسان تتطلب وجود فئة معينة من الأشخاص.
فالصداقة من الأمور الهامة التي يصعب على الإنسان العيش دونها، لكن الأهم من ذلك هو اختيار الصديق الذي يكون عونًا لك في هذه الحياة.
اقرأ أيضًا: كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس؟
كتبت: هاجر حمدي.