يصادف اليوم التاسع عشر من نوفمبر مناسبة اليوم العالمي للرجل، حيث إنه يوم خاص بالرجل يتم الاحتفال به في (القانون الدولي الإنساني).
على الرغم من أهمية هذا اليوم من حيث التوعية بالدور الإيجابي للرجل في الحياة على الأرض، وتعزيز المساواة بين الجنسين، إلا إن هذا اليوم يعد مبعثًا للألم لكثير من السيدات؛ لمعاناتهن مع الرجل في حياتهن اللائي يفتقدن الرجل (السند) في حياتهن.
فمنذ بداية الخليقة والرجل والمرأة مكملان للحياة، كلاهما له دوره ومسئوليته، إذا ما التزم كل منهما بهذا تستوي الحياة، ويكون الرجل حقًا سندًا للمرأة.
وفي هذا المقال، سوف نجيب على العديد من التساؤلات مثل:
– أصل الاحتفال باليوم العالمي للرجل.
– لماذا ترتفع معدلات انتحار الرجال عن النساء؟
– هل الرجل لايزال سندًا في حياة المراة؟
أصل الاحتفال باليوم العالمي للرجل:
حددت اللجنة المنظمة لمعالجة قضايا الشباب والكبار، يوم 19 نوفمبر للاحتفال باليوم العالمي للرجل؛ وذلك لتسليط الضوء على الدور الإيجابي للرجل، ومساهمته في الحياة على الأرض، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
أثبتت تقديرات منظمة الصحة العالمية أن عدد ضحايا الانتحار عام 2016 بلغ نحو 793 ألف شخص حول العالم وأكثرهم من الرجال.
كما أنه وفقا لمنظمة “كالم” الخيرية والاسم اختصار لـ”الحملة ضد الحياة البائسة” (كامبين أغينزت لايف ميزرابل) ، أن الرجل هو الأكثر إقدامًا على الانتحار، خصوصًا لمَن هم دون سن 45 عامًا.
وبحسب صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، إن متوسط انتحار الرجال في بريطانيا يزيد بنحو ثلاثة أضعاف على متوسط انتحار النساء.
أما عن سبب اختيار هذا اليوم؛ فيرجع إلى تصادفه مع يوم ميلاد والد الدكتور (جيروم تيلوكسينغ) ، الطبيب من ترينيداد وتوباغو، وهو الذي أعاد إطلاق هذا اليوم العالمي مجددًا عام 1999م.
في اليوم العالمي للرجال معدلات انتحار الرجال أكثر من النساء؟
يرجع الخبراء هذا إلى أن الأسلوب الخطأ الذي تربى عليه الرجال منذ الصغر؛ وهو كتمان المشاعر والتحلي بالشدة والتظاهر بالقوة على التحمل، وعدم الإفصاح عن معاناتهم.
يُعد كل هذا من أهم عوامل زيادة مخاطر الانتحار، بينما النساء لا يجدن أي حرج في التنفيس عن مشاعرهن ومشكلاتهن والتحدث عنها والإفصاح بها لدى الآخرين.
– بينما يرى خبراء آخرون أن سبب زيادة الانتحار عند الرجل عن النساء يعود أيضًا إلى أن الأمهات تتحدث مع بناتهن أكثر مما يتحدثن مع أبنائهن الذكور، لاسيما عن المشاعر والأحاسيس؛ مما يترتب عليه إخفاء الأولاد الذكور مشاعر الضعف وعدم الاعتراف بها.
كما أن الرجال أيضًا أكثر تحفظًا من النساء حيال زيارة الطبيب النفسي عند معاناتهم من المشكلات النفسية.
– كذلك يشير آخرون إلى لجوء بعض الرجال إلى تناول الخمر وإدمان المخدرات؛ محاولة للهروب من أية مشكلة تواجههم واليأس الذي يتملكهم بعدها، مما يزيد من مخاطر الانتحار.
– في اليوم العالمي للرجل هل الرجل لايزال سندًا للمرأة؟
من المفروض أن الرجل سندًا للمرأة، ومصدر أمان لها ماديًا ومعنويًا، ولكن ما يحدث الآن للأسف عكس ذلك تمامًا.
ففي أيامنا هذه تضاءل دور الرجل في حياة المرأة سواء المادي أو المعنوي، ففي معظم العائلات باختلاف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية.
انعكست الأدوار وأصبحت المرأة هي العائل المادي للأسرة ومضطرة للعمل بشكل منتظم في وظيفة ما؛ لتوفير الأمان المادي لأولادها.
هذا إلى جانب واجباتها المنزلية وواجباتها كأم وكزوجة، بينما يتكاسل الزوج ويتوكل عليها أكثر فأكثر، بل ويعتمد عليها في كل متطلباته المادية.
وبالتالي يتحول الرجل إلى حمل ثقيل على المرأة ومصدر هم وحزن وخوف بدلًا من أن يكون مصدر أمان لها.
وتتكرر هذه المأساة مع الرجل (الابن) في اعتماده التام على الأم أو الأخت؛ لتلبية كل طلباته المادية، ولا يشارك بأي دور في حياتهم.
بالتالي أصبح اليوم العالمي للرجل ذكرى مؤلمة لكثير من النساء اللائي يعانون من عدم وجود رجل بمعنى الكلمة في حياتهن، بل يتخذن هذه المناسبة؛ للتعبير عن معاناتهن مع الرجل أو يتجاهلن تمامًا.
وأخيرًا أجد في اليوم العالمي للرجال فرصة عظيمة للفت انتباه كل رجل مقصر بواجباته تجاه زوجته أو أمه أو أولاده أن يقوم بدوره الذي أمره الله -عز وجل- به.
كما نعتز ونفتخر بهذه المناسبة للرجل الذي يعد مثلًا إيجابيًا وقدوة سواء أكان أبا أو ابنا أو أخا، ونشكره ونشجعه على إتمام رسالته في الحياة على أكمل وجه.