حلت علينا بالأمس ذكرى وفاة العالم الطبيب الفيلسوف أبي بكر الرازي، الذي توفي عن عمر يناهز 60 عاماً.

كانت حياته مليئة بالإنجازات والمؤلفات العظيمة، حيث ألف كتاب (الحاوي) في الطب الذي كان يضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق، وظل هذا الكتاب هو المرجع الرئيسي في أوروبا لمدة 400عام بعد ذلك التاريخ.

 

وله أيضاً الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض.

وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية، وكانت هي المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر الميلادي.

ومن أعظم كتبه في الطب، كتاب (تاريخ الطب) وكتاب (المنصور) وكتاب (الأدوية المفردة) الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم، وكتاب (المنصوري في الطب) ثم كتاب (الطب الروحاني) وكلاهما متمم للآخر، حيث يختص الأول بأمراض الجسم، والثاني بأمراض النفس.

وهو أول مَن ابتكر خيوط الجراحة، وصنع المراهم.

وله مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير، وله 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم.

وله أيضاً إسهامات في مجال علوم الفيزياء حيث اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل، وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم الميزان الطبيعي.

ولم تقتصر إسهاماته في الطب والفيزياء والفلسفة فقط، بل ظهر فضل الرازي في الكيمياء بصورة جلية، عندما قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي:

المواد المعدنية والمواد النباتية والمواد الحيوانية والمواد المشتقة.

كما قسّم المعادن إلى أنواع، بحسب طبيعتها وصفاتها، وحضّر بعض الأحماض ومازالت الطرق التي اتّبعها في التحضير مستخدمة إلى الآن.

وهو أول مَن ذكر حمض الكبريتيك الذي أطلق عليه اسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر، كما استخلص الكحول بتقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة.

أطلق على الرازي العديد من المسميات في الأوساط العلمية على مدى قرون، فقيل عنه إنه (طبيب العرب الأول)، (أعظم الأطباء الذين أنجبتهم الأمة الإسلامية)، (أحد أطباء العصور الوسطى)، و(أحد أعظم الأطباء المسلمين في تاريخ البشرية).

وقضى أبو بكر الرازي معظم حياته بين القراءة، والتأليف، وإجراء التجارب حتى قيل أنه فقد بصره في أواخر أيامه من كثرة القراءة والكتابة، ومن كثرة إجراء التجارب الكيميائية في معمله.

ثم مات أبو بكر الرازي في923/11/19م، وترك خلفه ثروة هائلة من الأبحاث والمقالات والعلوم والمؤلفات التي أفادت البشرية من بعده، وخلدت ذكراه حتى الآن كصفحة مضيئة في كتاب علماء المسلمين .

بقلم: شريف كمال عبد الصمد.