الأمريكي عبقري الاستثمارات صاحب صندوق مادوف للاستثمار، الذي احتال على عشرات الملوك والأثرياء، وسرق منهم أكثر من 65 مليار دولار أمريكي في أكبر عملية احتيال سجلت فى القرن العشرين.
من هو برنارد مادوف؟
ولد برنارد مادوف في عام ١٩٣٨م بنيويورك.
تم القبض عليه فى ١١ ديسمبر عام ٢٠٠٨م من قِبل مكتب التحقيقات الأمريكية بتهم النصب والاحتيال وإهدار أموال المساهمين في صندوق مادوف.
وكشفت التحقيقات مع مادوف أنه بدأ عملية النصب والاحتيال على المساهمين منذ أكثر من عشرين عامًا أي منذ بداية تسعينات القرن الماضي.
وأنه قد أضاع ما لا يقل عن ٦٥ مليار دولار من أموال المستثمرين وتسبب فى انهيار عدة بنوك أجنبية وخسارتها عدة مليارات من الدولارات.
وقد بدأ رحلة عمله الاستثماري عام ١٩٦٠م بتكوين شركة للمضاربة في أسواق الأوراق المالية برأس مال يقدر بخمسة آلاف دولار فقط.
وشغل عدة مناصب في البورصة الأمريكية، منها:
رئيس ناسداك وهي أكبر البورصات الأمريكية وكان شعاره حينها ندفع للاستثمار والتدفق بمعنى أننا يجب أن ندفع الكثير لسماسرة البورصة من أجل أن نجني الكثير من المال أو كما عرفنا من المثل الشهير: (أدي العيش لخبازه ولو أكل نصفه).
الرئيس السابق لبورصة ناسداك الأمريكية أحاط نفسه بأقاربه؛ ليديروا الأعمال المشبوهة.
وعلى المستوى الاجتماعي فقد كان أحد أهم نجوم المجتمع الأمريكي ومن أكبر المحسنين والمتبرعين للجمعيات الخيرية.
كما أنه كان يقيم الحفلات الراقية الجذابة في مساكنه المتعددة وعلى ظهر يخته الفاخر؛ ليجذب إليه قلوب المستثمرين ومن ثم أموالهم؛ ليستثمروها في صندوقه الفارغ.
وكان يخدع المستثمرين بأنه يعطيهم عوائد وفوائد عالية على أموالهم؛ نتيجة استثماره للسهم والسندات في البورصة الأمريكية، ولكن الحقيقة أنه كان يعطيهم الفوائد من أموالهم ومن أموال المستثمرين الجدد وهي الحيلة التي اخترعها أحد أشهر المحتالين الأمريكيين بونزي وتسمى سلسلة بونزي للاحتيال.
وكان مادوف له عدة أصدقاء في مراكز حساسة يساعدونه في تلميع اسمه ونشر الأكاذيب عن استثماراته العملاقة وأيضًا في غلق أي تحقيق فيدرالي يحاول كشف تلاعبه بأموال المودعين والمستثمرين في صندوقه.
استطاع مادوف أن يخلق إمبراطورية مالية كبيرة من الأكاذيب، والرمال الناعمة ما إن هبت أمواج الحقيقة حتى تهاوت الإمبراطورية المالية وتحولت إلى سراب.
وفي التحقيقات تقمص مادوف دور البطولة وأدعى أنه وحده المسئول عن كل شيء، وأنه وحده الذي احتال وخدع ونصب على المودعين ولم يساعده أحد في تلك العملية الاحتيالية التي استمرت ثلاثين عامًا متواصلة.
وقد تم محاكمته والحكم عليه بالسجن ١٥٠ سنة ولم يستأنف مادوف الحكم.
وقد تحولت قضية مادوف إلى مظاهرة سياسية اتهمت فيها العديد من البنوك العالمية والأوروبية بشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية أنها يجب أن تقوم بإصلاحات عميقة وشفافة وكثيرة لنظامها المالي والنقدي الذى يتسبب بالكثير من الخسائر لشركائها الأوروبيين.
٦٥ مليار دولار هي حصيلة أكبر عملية نصب يقوم بها فرد واحد عبر التاريخ الحديث مما تسبب في انهيار للاقتصاد العالمي والدخول في مشاكل مالية لجميع دول العالم في عام ٢٠٠٨م.
فاحذر أيها القارئ الكريم مما يلمع، وتتناقل إنجازاته الألسنة دون أن ترى بعينيك تلك الإنجازات.
فكثير جدًا ما يلمع المزيف، ويخطف عيون الناس، فاحكم على الأمور بعقلك وليس بقلبك وعينيك فليس كل ما يلمع ذهبًا.