يتزامن اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير صلاح عيسى، وهو مؤرخ تاريخي عظيم، ومن أعلام الصحافة، وأحد الروائيين العظام، هكذا يصف كبار الأدباء والكتاب المعاصرين الكاتب الصحفي والروائي نادر الوجود صلاح عيسى.
رحل عن عالمنا قبل أربع سنوات من الآن بجسده ولكن بقيت أعماله العظيمة، حيث خلد الأحداث التاريخية بقلمه وأبدع بأسلوبه الصحفي الفريد الذي لم يتبعه أحد من قبل.

ميلاده ونشأته

ولد الكاتب الصحفي صلاح عيسى في الرابع عشر من أكتوبر لعام 1939م، في إحدى قرى محافظة الدقهلية، حيث نشأ في أسرة لم تكن على مستوى عال من الفكر، فكان والده وفديا وانتمى عمه للحزب المنافس الأحرار الدستوريين، أما أمه فكانت أمية لا تحسن القراءة، لكنها حرصت على امتلاك الكتب رغم ذلك، فكانت هذه الكتب مصدرا له ليقرأ منها الكاتب صلاح عيسى بعدما كبر لعدة سنوات.

وقيل أن صلاح عيسى في طفولته كان واسع الاطلاع حتى أنه كره ترومان وتشرشل، ووزير الخارجية البريطانية بيفن، وقرأ لأرسين لوبين والمنفلوطي وطه حسين وكبار الأدباء.

وفي عام 1948م قرر الارتحال إلى القاهرة، وقيل إن إحدى المعلمات في المعهد العالي للدراسات الاشتراكية حاولت في إحدى مراحل حماسته الشديدة أن تضمه إلى أسرة مجلة الطليعة الناطقة بلسان اليسار المصري، فرفض طلبها؛ لأنه كان يريد أن يسلك طريقه المتفرد.

حياته المهنية

بدأ حياته ككاتب للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962م للكتابة في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي، وأثرى صلاح عيسى الحياة الصحفية بالعديد من الأعمال، وذلك منذ أن تفرغ للعمل بالصحافة في عام 1972م في جريدة الجمهورية، حيث أسس وشارك في تأسيس وإدارة عدد من الصحف والمجلات، منها جريدة الكتاب، والثقافة الوطنية، والأهالي، واليسار، والصحفيون، كما رأس قبل وفاته تحرير جريدة القاهرة.

كما أصدر أول كتاب له تحت اسم الثورة العرابية عام 1979م، إضافة إلى عشرين كتابا له في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والأدب، منها: تباريج جريج، ومثقفون وعسكر، ودستور في صندوق القمامة، ورجال ريا وسكينة وهو الكتاب الأشهر له.
وكان صلاح عيسى مؤرخًا من طراز رفيع ، كما كان منذ مطَلع شبابه ثوريا وسياسيا نشطا، كما يعتبر الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى أحد رموز وألسنة التيار اليساري المصري، وكان وكيلا لنقابة الصحفيين وعضو بمجلس إدارتها في التسعينات من القرن الماضي، كما تقلد منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة.

توفي صلاح عيسى في الخامس والعشرين من ديسمبر لعام 2017 عن عمر يناهز 78 عاما، بعد صراع مع المرض، ليغادر عالمنا بجسده وتظل أعماله باقية في رواق المكتبات والصحف المصرية والعربية.

اقرأ ايضا:

عائشة التيمورية خنساء العصر

آدم تحيي ذكرى وفاة الفنانة القديرة سناء جميل