كثيرا ما يحدث للإنسان تراكمات نفسية نتيجة أزمات وضغوط ومواقف تعرض لها، منها ما يستطيع تخطيها ومنها ما ترك به أثرا، وحرجا قد يعجز الزمان عن مداوته وبتكرار المواقف والأزمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته، تتكون لديه تراكمات نفسية تكون سببا في تغير بعض من طباعه، أو تكون عائقا في طريقه للنجاح وتحقيق أحلامه.
أولا: عزيزي القارئ سوف نتعرف على علاقة ردود الأفعال بالتراكمات النفسية:
في بعض الأحيان نتعرض لموقف ما لكننا نجد رد فعلنا أقوى مما يستدعيه الموقف، ونجدنا نقول لأنفسنا إن المواقف كانت لا تستدعي كل هذا، فلماذا كنت عصبيا لهذه الدرجة؟!
لكن في الحقيقة إن ما حدث كان بسبب التراكمات النفسية التي تكونت لديك؛ نتيجة لضغوط الحياة وأزماتها، التي لم تجد طريقة لتفريغ عقلك منها أولا بأول، أو قد تكون هذه التراكمات؛ سببها يرجع إلى مواقف ترجع إلى الطفولة التي تركت بك أثرا ولم تتخطاه إلى الآن، ثم تحولت إلى أزمة نفسية لديك، فهذه الضغوطات والأزمات النفسية التي يمر بها الإنسان هي التي تتحكم في ردود أفعاله وتجعله يعاني من الضغط العصبي فلا يستطيع تحمل أي موقف مهما كان كبيراً أو صغيراً.
اقرأ أيضًا: تخلص من القلق فالحياة أقصر من أن نقصرها… النصيحة الثالثة لحياة نفسية صحية
ثانيا: أسباب وجود التراكمات النفسية عند الإنسان:
الضغط العصبي الذي يتعرض له الإنسان في حياته؛ نتيجة ضغوطات العمل إلى جانب المسؤوليات الكثيرة التي تقع على عاتقه مما يتسبب في الضغط العصبي لديه، وهذا الضغط العصبي قد يتسبب في بعض المشاكل النفسية أو البدنية.
نتائج الضغط العصبي:
1- مشاكل نفسية: تحدث نتيجة للضغط العصبي الذي يقع على الإنسان، فكثرة الضغوطات تتسبب في وجود أزمة نفسية لدى الإنسان، وإذا لم يدرك الإنسان سبب المشكلة ويسعى لحلها وقد تتطور المشكلة إلى أزمة، تقف حجر عثرة تعرقله في طريقه لتحقيق أحلامه.
2- مشاكل صحية: على هيئة إغماءات وتشجنات، فالضغط العصبي قد يكون سببا في مرض الإنسان وتأخر حالته الصحية. وكثيرا ما نجد أشخاصا مرضى لكن لا يؤثر العلاج فيهم، ويتحير الأطباء في إيجاد علاج لشكواهم، فالسبب الرئيسي لمرضهم نفسي وليس بدنيا .
3- الكتمان وكبت المشاعر: فمن الأسباب الرئيسية لحدوث التراكمات هو كتمان الإنسان لمشاعره من حزن أو فرح، هناك بعض العادات والتقاليد التي ترى أن بكاء الرجل يقلل من رجولته، مع أن البكاء من الرحمة ولين القلب، فتفريغ المشاعر من الأمور الضرورية التي تساعد في زوال التراكمات النفسية وتشارك في حلها ووصول الإنسان لمرحلة السلام النفسي الخروج من التراكمات النفسية والضغط؛ حتى يستطيع أن يصل الإنسان لهدفه ويعيش حياته في هدوء وسلام نفسي.
يجب أولا أن يتعلم الإنسان كيف يخرج نفسه من الضغط والتراكمات النفسية؟، ويكون لديه من العزيمة والإرادة ما يدفعه للتغير والتخلص من هذه التراكمات التي علقت بعقله الباطن؛ ولكي يتخلص الإنسان من هذه التراكمات يجب عليه معرفته العديد من الأمور:
1- معرفة سبب المشكلة التي تسببت في هذا الضغط، فإذا ما عرف الإنسان السبب الرئيسي للمشكلة واعترف بوجودها، كانت هذه أول خطوة لحل المشكلة والتخلص من هذه التراكمات.
2- الذهاب لطبيب نفسي ليساعدك ويوجهك لكيفية التعامل مع هذه التراكمات ويساعدك للتخلص منها ويوجهك للطريق الصحيح؛ لتفريغ هذه الطاقة السلبية التي تكونت داخلك.
3- ممارسة الرياضة فالاهتمام بالقوة البدنية من الأمور التي يفرغ الإنسان من خلالها الطاقة السلبية التي تجعلك تتخلص من هذه التراكمات بعض الشيء.
4- التقرب إلى الله -عز وجل- بالصلاة والأعمال الصالحة، فالتقرب من الله -عز وجل- يزيد من طاقتك الإيجابية ويفرغ الطاقة السلبية لديك، فيعيش الإنسان في حالة من السعادة التي لا يجدها إلا في قربه من الله.
ختاما فالتراكمات النفسية إذا تركها المرئ دون أن يبحث عن حل لها، سيحيا طوال حياته يؤذي نفسه ويؤذي غيره ويدمر نفسه والمجتمع الذي يحيا به، أما إذا تعامل مع المشكلة بسلاسة وبساطة واعترف بها كان هذا بداية الطريق لحياة تخيم عليها السعادة والسلام النفسي والأمل.
اقرأ أيضًا: الثقة بالنفس وقوة الشخصية..تعرف على سماتها وايجابياتها 2022
كتبت: هاجر حمدي