الثبات الانفعالى، لقد أصبحنا شعبا يعاني من التوتر والاحتقان والغضب لأتفه الأسباب؛ بسبب كثرة الضغوط والالتزامات والصعوبات التي تواجهنا يومياً، فما يكاد الإنسان منا يسمع كلمة عتاب أو لوم أو توجيه من صديق أو من غريب؛ حتى يغضب ويثور وينفعل دون سبب واضح.
وأصبحت الوسيلة الشائعة للتعبير عن هذا الغضب استخدام الألفاظ البذيئة والسباب والإهانة والصوت العالي؛ ولذلك لابد من تقوية الثبات الانفعالي لدينا؛ حتى نحد من المشاكل التي قد تواجهنا؛ بسبب غضبنا وعصبيتنا تجاه الآخرين.
ما هو الثبات الانفعالى؟
الثبات الانفعالي هو قدرة الفرد على التحكم في انفعالاته المفاجئة، كالعصبية الشديدة والغضب المتفاقم الذي يفقد معه السيطرة على نفسه وعلى مشاعره، فالانفعال يشوه التفكير المنطقي بنسبة من 70% إلى 80%، كما أن الانفعال الشديد والغضب والعصبية لهم تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان، بداية من طاقته وانتهاء بالأعراض الجسمية التي قد تؤدي إلى أمراض عديدة كضغط الدم والسكر والقلب وضعف الذاكرة والنسيان الشديد وعدم التركيز وتزاحم الأفكار في العقل واضطرابات النوم والصداع المستمر وغير ذلك مما قد يمنع الإنسان من الاستمتاع بالحياة الكريمة.
ما أسباب الانفعال؟
يقول علماء النفس إن الانفعال يكون دائما بسبب التفسير الخطأ لتصرفات الآخرين، فمثلاً:
– عندما يبدي ابنك رأياً مختلفاً عن رأيك فإنك تغضب؛ لأنك قمت بتفسير هذا التصرف على أنه تجاوز منه في آداب الحوار معك، مع أنه من حقه أن يبدي رأيه بكل حرية ووضوح، وإذا كنت ترى أن رأي ابنك يشوبه بعض الخطأ، فيجب عليك أن تصححه بكل احترام وهدوء.
– أيضاً إذا طلبت شيئاً من صديق لك ورفض تحقيق هذا الشيء، فإنك تحزن وتغضب؛ لأنك قمت بتفسير هذا التصرف على أنه أنانية من هذا الصديق مع أن الرفض حق مكفول له.
وغيرها من المواقف التي قد يفسرها الإنسان بطريقة غير سليمة، فتجعله يتصرف تجاهها تصرفات طائشة غير مسئولة، ويقع بسببها فى الكثير من المشاكل والمصائب.
علاج الغضب:
فيما يلي بعض الوسائل والأفكار التى قد تساعد في علاج الغضب وزيادة الثبات الانفعالي:
1- ادعو الله أن يلهمك الثبات والاتزان والهدوء عند الشعور بالغضب، شرط أن يكون دعاؤك بيقين.
2- هناك مقولة جاءت في الأثر إذا طبقتها على نفسك فلن تغضب أبداً بعد ذلك إن شاء الله، هذه المقولة هي: ” التمس لأخيك 70 عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل: لعل له عذرا لم أدركه”.
فعليك التماس العذر للآخرين مهما فعلوا بك.
3- هناك قاعدة تقول إن ما تركز عليه يزداد وما تتجاهله ينقص؛ لذلك فإنك عندما تتجاهل هذا الموقف الذى أغضبك ولا تعيره أي اهتمام أوتفكير، فسوف ينتهى هذا الموقف وستنساه نهائياً.
4- سامح من أخطأ في حقك ولا تشترط أن يعتذر لك؛ لكي تسامحه لأنه لا يفعل ذلك إلا من كان بداخله نوع من الكبر والغرور.
5- يصدق العقل الباطن ويشعر بأنه قد أصبح أكثر هدوءاً وثباتاً، عندما نكرر يومياً بعض العبارات التي تؤكد ذلك، مثل: (لا يوجد أحد على وجه الأرض يستطيع أن يضايقني- أنا قائد نفسي- لن أسمح لأي شخص على وجه الأرض أن يعكر مزاجي- لا أحد يستطيع أن يهينني أو يحرجني إلا إذا شعرت أنا بذلك ـ أنا الآن أستطيع أن أتحكم في غضبي وعصبيتى ـ لقد أصبحت انفعالاتي أكثر هدوءاً واتزاناً- لقد أصبح رد فعلي أكثر ثباتاً).
6- لا تكبت الغضب بداخلك؛ لأن ذلك يسبب العديد من المشاكل والأضرار الصحية، ولكن قم بتنفيس هذا الغضب بطريقة صحية عن طريق ممارسة رياضة معينة أو عن طريق المشي أو ممارسة بعض التمارين أو البكاء أو الكلام أوالتنفيس مع صديق.
وأخيراً فأنت السبب فى الطريقة التى يتعامل بها الناس معك، فالغضب لن يجعلك أكثر احتراماً وهيبة، لكن طريقتك في التعامل مع الناس هي التي ستحقق لك ذلك، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول “ما كان الرفق في شئ إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه”.
أقرأ أيضا :