تُعد قلعة قايتباي من أشهر المعالم السياحية الموجودة في محافظة الإسكندرية، بل في في مصر كلها وذلك لموقعها المتميز علي سواحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تعتبر من أهم أماكن الجذب السياحي فيتوافد عليها السياح من كل مكان على مدار العام، وتعد القلعة من فئة الآثار الإسلامية، وتقع القلعة في أقصى غرب الإسكندرية بمدينة فاروس.
وقد أمر بإنشاء قلعة قايتباي السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي أحد أهم سلاطين الدولة المملوكية والذي استمر حكمه قرابة 28 عامًا، عندما قام بزيارة الإسكندرية عام 1477م.
وقد استغرق بناء القلعة تقريبا عامين، وتم إنشاء القلعة مكان فنار الإسكندرية القديم وهو أحد عجائب الدنيا السبع، التي تهدمت بعد حدوث زلزال الإسكندرية المدمر والذي حدث في عهد السلطان قلاوون، وبناءًا على طلب السلطان قايتباي تم بناء هذه القلعة.
اقرأ أيضًا: إليك.. أبرز القصور التاريخية في مصر
الهدف من بناء قلعة قايتباي
حيث كان الهدف الرئيسي لبناء القلعة هو حماية وتحصين الإسكندرية من أي عدوان أو هجوم خارجي، وخاصة من الدولة العثمانية والتي قامت بتحويل مسار الفتوحات في ذلك الوقت من الغرب إلى الشرق وخاصة الإسلامي، لذا قام السلطان بتشييد العديد من القلاع؛ لحماية المدينة والتي من أهمها قلعة قايتباي العظيمة.
وصف القلعة
- تحيط الأسوار بالقلعة من جميع الجهات وهي على ارتفاع أربعة أمتار وعرضها تقريبا مترين، مما جعلها تصمد أمام الأعداء على مدار العصور.
- تتكون القلعة من ثلاثة طوابق مربعة الشكل.
- الطابق الأول يوجد به مسجد ضخم بالجهة الشمالية الشرقية ويتكون من صحن وأربع إيوانات بها ممرات؛ لتسهيل مرور الجنود للدفاع عن القلعة في حالة الهجوم.
- الطابق الثاني يوجد به العديد من الممرات والحجرات.
- أما الطابق الثالث فيوجد به حجرة كبيرة والتي كان يأخذها السلطان قايتباي كبرج مراقبة له لمشاهدة السفن، ويوجد بنفس الطابق مخبزًا؛ لصنع خبز القمح.
- تم إنشاء القلعة على رقعة أرض مستطيلة الشكل، وتبلغ مساحة هذه الرقعة تقريبا 150 م×130 م باستخدام الحجر الجيري الصلد
- وتقام القلعة على جزيرة، حيث يحيط بها البحر من ثلاث جهات.
- للقلعة سوران دفاعيان.
- يوجد بالقلعة مدخلًا رئيسيًا بالجهة الجنوبية الغربية وهو على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع دائرة.
- يوجد بها خزان لحفظ المياه وخاصة في فترات الحروب.
ورغم تعدد سلاطين وحكام مصر إلا أن القلعة قد نالت اهتمام جميع من تولوا حكم مصر علي مر العصور حتى يومنا هذا؛ وذلك لما تتمتع به القلعة من موقع استراتيجي وتصميم هندسي لا مثيل له، حيث استمر استخدام القلعة كحصن دفاعي عن المدينة حتى عهد السلطان المملوكي قانصوة الغوري والذي اهتم بالقلعة اهتماما كبيرا، حيث أصدر مرسوما بعدم أخذ اي سلاح أو إخراجه من القلعة ومن يخالف ذلك تكون عقوبته الإعدام شنقا على باب القلعة.
اقرأ أيضا: أهم الأماكن السياحية في القاهرة
.كذلك عند قدوم الحملة الفرنسية إلي مصر اهتم نابليون بتجديد القلعة وتمت بها الكثير من الإصلاحات، وأيضا في عهد “محمد علي” قام بالاهتمام بالقلعة وأمر بترميمها، أما في عصرنا الحالي فإن هناك العديد من الإصلاحات التي تقوم بها الدولة للمحافظة علي عظمة هذه القلعة، ومن أهم هذه الإجراءات المشروع الضخم التي تقوم به محافظة الإسكندرية للحفاظ علي القلعة من التآكل بسبب التيارات المائية، ويساعدها العديد من الجهات المختصة، مثل: وزارة الري والهيئة القومية لحماية الشواطئ.
اقرأ أيضًا: أشهر معالم الحضارة المصرية وتاريخها ونشأتها 2022
وبسبب قِدم عُمر القلعة والتي يبلغ حوالي 500 عام، فإن القلعة معرضة في عصرنا الحالي للسقوط، ومن الحلول المقترحة لإنقاذ القلعة هو بناء سور على بعد 15 متر من القلعة حولها لحمايتها من التيارات المائية المتكررة، وعلى الرغم من أن هذا المشروع سوف يتكلف الكثير من ميزانية الدولة، إلا أن القلعة تعد كنزًا ثمينًا لا يقدر بثمن لنا سواء على المستوي المادي أو التاريخي، فلا يجب أن نتواني في بذل المال أو الجهد لحماية هذا المعلم التاريخي العظيم.