الطفل هو كائن حساس وسريع التأثر وخاصة أنه لا يعرف كيفية تفريغ مشاعره بشكل صحيح، لذا نحن نحتاج إلى أن نكون على دراية وفهم لفن الحوار مع الطفل؛ لمساعدته على تفريغ مشاعره ومعرفة مشاكله ومساعدته على حلها، ولكن الأمر الآن أصبح أكثر صعوبة عن السابق، قديما كان الأطفال يذهبون إلى المدرسة ثم يعودوا منها لعمل واجباتهم، ثم اللعب بألعابهم البسيطة وتناول طعامهم على المائدة مع باقي أفراد الأسرة، ويقوموا بسرد أحداث يومهم وهكذا روتين حياتي بسيط وغير معقد، فكان من السهل إدارة حوار مع الطفل بشكل سلس وغير متكلف.

الحوار مع الطفل

الحوار مع الطفل

لكن في عصرنا الحالي وبسبب التقدم التكنولوجي السريع أصبح التواصل تقريبا عن طريق الشاشات والأجهزة الإلكترونية، لذا أصبحت مهمة الوالدين أكثر تعقيدا وصعوبة، لذلك سوف نقوم بتقديم مجموعة من النصائح الهامة للوالدين تساعدهم على إدارة حوار ناجح مع أبنائهم.

نصائح لإدارة حوار ناجح مع طفلك 

  • يجب أن تعطي طفلك الثقة؛ لأن ذلك يشجعه على الحديث معك دون خوف أو خجل.
  • أن يتم الحوار حسب المرحلة العمرية لطفلك، فليس من المجدي أن تحاور طفل الخمس سنوات على أنه شاب في الـ  15 من عمره، فلكل مرحلة عمرية طريقة حوار خاصة بها.
  • الابتعاد عن النقد أثناء الحوار مع الطفل؛ لأن ذلك يحبطه ويجعله يفضل الابتعاد عن الدخول في حوار معك مرة أخرى، وإذا رغبت في توجيه أي تصحيح لتصرفات طفلك، قم بذلك بطريقة غير مباشرة مثل سرد قصة وهو ما يسمي بالتعليم غير المباشر.
  • استخدام أسلوب التواصل البصري عند التحاور مع طفلك، إذ يجب أن تنظر في عيني طفلك مباشرة؛ ليشعر باهتمامك به وبما يقوله.
  • عود طفلك على احترام الرأي والرأي الآخر وأن تكون أنت قدوة له، فإذا خالفك طفلك في رأيك لا تثُر وتغضب منه بل حاول معرفة وجهة نظره، واذا كانت خطأ قم بتصحيحها بطريقة لا تزعج طفلك وتنفره منك.
  • قم بمدح طفلك كلما قام بعمل جيد أو تواصل مع الآخرين بشكل مهذب وجميل. 
  • علم طفلك كلمات الشكر والثناء، مثل: شكرا،تفضل، من فضلك ويجب أن يعتاد أن يسمعها منك أولًا؛ حتى يكون معتادًا عليها.
  • اتجه إلى تبادل الأدوار أثناء الحوار مع طفلك كأن تكون أنت الطفل ويقوم هو بدور الأب أو الام وتطلب منه أن يدير الحوار؛ فذلك يساعدك على معرفة كيف يراك طفلك، وتستطيع من خلال تلك الاستراتيجية معرفة عيوبك ومحاولة إصلاحها.
  • أن تكون مستمعًا جيدًا أثناء الحوار، فعندما يرغب طفلك في محادثتك اترك ما في يدك وكن له آذان صاغية؛ حتى يشعر الطفل باهتمامك.
  • توقف عن إصدار الأحكام واللوم، فعندما يحكي لك طفلك عن موقف ربما يكون أخطئ فيه لا تقل له أنت مخطئ وكان يجب أن تفعل كذا ولا تفعل كذا؛ لأن ذلك لن يغير شيء سوى ابتعاد طفلك عنك وتجنب الحديث معك واترك كل شيء لوقته.

اقرأ هنا :النقاش الصحي..ثقافة فقدت فهدم المجتمع

أهمية الحوار مع الطفل

  • تعليم الطفل أهمية الرأي والرأي الآخر. 
  • يساعد على نضج الطفل وتنمية قدراته.
  • مساعدة الوالدين على معرفة طفلهم بشكل جيد ويمكنهم من فهم حاجاته وتنمية قدراته.
  • توسيع مدارك الطفل الفكرية وتنمية عقله.
  • إكساب الطفل هويته الدينية والفكرية. 
  • يساعد الحوار مع الطفل في إكسابه للغة بطريقة سليمة وخاصة في المراحل العمرية المبكرة.

اقرأ أيضًا: الصحة النفسية للأطفال..وأكثر المشاكل انتشارًا 2022

الحوار مع الطفل

الحوار مع الطفل0

مراحل الحوار مع الطفل 

 

حيث يفضل أن يبدأ الحوار مع الطفل منذ ولادته، وليس عندما يكبر ويتعلم الكلام وذلك له آثار تربوية وتعليمية كثيرة على الطفل. 

 

المرحلة الأولى 

وتبدأ منذ الولادة حتى سن الثالثة، وفي هذه المرحلة يقوم الوالدان بالتحدث كثيرا مع الطفل والتفاعل مع مناغاته وتفعيل التواصل البصري معه، مما يهيأ الطفل للحديث فيما بعد، وعندما يبدأ الطفل في التحدث ولكن بلغة مفهومة حاولا أن تتفاعل معه في الحوار وتعاملا كأنكما تفهمانه؛ لتشجيعه على مواصلة الحديث ويساعد الحديث في هذه المرحلة على:

  • إكساب الطفل القدرات العقلية والتي تمثل تقريبا  50% من قدراته العقلية في نهاية السنة الثالثة.
  • تنمية القدرات الذهنية له.  
  • تنمية القدرات اللغوية للطفل.
  • تنمية شعور الطفل بالانتماء إلى أسرته.

المرحلة الثانية 

وتكون من سن الرابعة وحتى السابعة وتسمى مرحلة الإنصات والصمت، وتكون تطبيقًا لما تعلمه الطفل وخزنه في عقله في المرحلة السابقة، ودورك هنا هو الإنصات جيدا لأسئلته ثم الإجابة عليه بطريقة مناسبة لسنه وقدراته، ويجب الابتعاد عن المراوغة في الإجابة عن بعض الأسئلة بحجة انها محرجة أو أكبر من سنه.

ومن فوائد هذه المرحلة:

  • تنمية شخصية الطفل.
  • تدريب الطفل على الإصغاء والاستماع.
  • إكساب الطفل مفردات لغوية جديدة.
  • إكساب الطفل الخبرات والتجارب. 

المرحلة الثالثة 

وتكون من سن السابعة حتى سن الرشد ويسمى حوار الراشدين، وفي هذه المرحلة يتم التأكيد على التربية الدينية والعقلية للطفل، وتأسيس مفهوم الإيمان والعبادة الحق عند الطفل مع الابتعاد عن العصبية والكراهية للغير ومعرفة الله الواحد.

ومن فوائد هذه المرحلة:

  • معرفة الطفل بالله خالق الكون. 
  • معرفة الطفل الهدف من خلقه وهو عبادة الله وتعمير الكون. 
  • تنمية قدرة الطفل على التأمل والتفكر في خلق الله. 

اقرأ ايضا : كيف تنشأ طفلا مسئولا في 8 خطوات

ويجب أن نعرف أن الطفل هو أمانة الله لنا التي يجب أن نتقي الله فيها، ونقوم بدورنا كأولياء أمور ومربين على أكمل وجه، ولن يتم ذلك إلا بالحوار السليم وتبادل خيوط الحديث مع أطفالنا، فالطفل مخلوق فضولي محب للمعرفة والفهم فلا تمنعه من ذلك ولا تكن حائلًا بينه وبين حاجته.