مشروعات غير تقليدية من تونس المصرية

مشروعات غير تقليدية

مشروعات غير تقليدية

من قلب تونس الخضراء المصرية، نرصد قصة نجاح لمشروع من المشروعات غير التقليدية في تونس المصرية، والتي كان مصدر وحيها سحر الطبيعة، حيث ألوانها المبهرة ما بين درجات الأزرق في السماء وبحيرة قارون الشهيرة ودرجات الأخضر في الغيطان والأشجار والنخل، أما ليلًا تعيش حالة من الاسترخاء والتأمل وسط النجوم التي تضيء السماء من خلال بريقها الساحر.
وسط كل هذه الأجواء من السحر والجمال، قرر أستاذ أحمد، خبير في صناعة الجلد الطبيعي، تأسيس  مشروعا غير تقليدي، وهو صناعة منتجات جلود طبيعية، من حيوانات المنطقة هناك.

مشروعات غير تقليدية

وسوف نتطرق معًا لخبايا هذه القصة لكي نتعرف على:

– بداية فكرة تأسيس مشروعا من المشروعات غير التقليدية في قرية تونس.
– الخبرة العظيمة وراء هذا المشروع غير التقليدي في قرية تونس.
– بعض أسرار صناعة الجلد الطبيعي.

اقرأ أيضًا: صناعة الفخار..تعرف على أفضل 5 طرق لصناعة الفخار

بداية فكرة تأسيس واحد من المشروعات غير التقليدية في قرية تونس:

يقول أستاذ أحمد، وهو خبير في صناعة الجلد الطبيعي، إنه ذهب لزيارة قرية تونس في 2019م، حيث مهرجان الحرف اليدوية في قرية تونس بالفيوم، وانبهر بجوها وطبيعتها وناسها الطيبين وهدوءها الجميل، حيث أعادت له ذكرياته ببيته وسط الحقول في إيطاليا، وحضر المهرجان وعرض فيه منتجاته من الجلد الطبيعي، وقرر العيش هناك في تونس الخضراء المصرية، وتأسيس مشروعا يعتبر من المشروعات غير التقليدية هناك، ألا وهو صناعة منتجات جلود طبيعية من حيوانات المنطقة هناك، إلى جانب توفير فرص عمل لأهالي المنطقة في قرية تونس، وذلك بالعمل في هذه الصناعة.

مشروعات غير تقليدية

الخبرة العظيمة وراء هذا المشروع غير التقليدي في تونس:

ويوضح لنا أستاذ أحمد أن السبب في إقامة هذا المشروع غير التقليدي في قرية تونس، يرجع في الأساس إلى خبرته الطويلة في مجال صناعة منتجات الجلود الطبيعية، والتي بدأت منذ الصغر منذ أن كان طالبًا في الجامعة، حيث كان يعمل في بازارات خان الخليلي بالقاهرة، وكان متخصصا في قسم صناعة الجلود الطبيعية، ثم سافر إلى إيطاليا وعاش بها ست وعشرين سنة، حيث الموضة وعالم الجلود وصناعة الجلود العالمية، وتردد هناك على المصانع والمعارض؛ لرؤية الجلود وعالم الصناعة بها، ولما نزل إلى مصر للاستقرار النهائي بها، قرر أخذ كورسات في إتقان صناعة الجلود واشتغل في ورش عدة بلا مقابل لإتقان هذة المهنة التي أحبها وعشقها.

بعض أسرار صناعة الجلد الطبيعي:

هناك العديد من أسرار صناعة منتجات الجلود الطبيعية، يشرحها لنا أستاذ أحمد، حيث أنواع الجلود المستخدمة، والأدوات المستخدمة، ومراحل صناعة منتجات الجلود الطبيعية.

مشروعات غير تقليدية

أنواع الجلود المستخدمة في منتجات الجلود الطبيعية:

الجلود المستخدمة هي جلد جاموسي، بقري، جملي، ماعز، ضاني ولباني، حيث يتم أخذها من حيوانات المنطقة في قرية تونس، كذلك الجلود النباتية، والتي يطلق عليها الكوارى ومنه كوارى جاموسي، بقري، ماعز، ضاني وحور.

الأدوات المستخدمة في صناعة منتجات الجلود الطبيعية:

تستخدم أدوات كثيرة في هذه الصناعة وذلك حسب التخصص، حيث يوجد تخصصات كثيرة، منها: صناعة الحزام والشنطة والمحفظة والإكسسوارات والبورتفيهات.

مراحل صناعة منتجات الجلود الطبيعية:

أولًا: تنظيف الجلود

في البداية يتم تنظيف الجلود الطبيعية من الأوساخ، ثم من الدم والملح والشعر، كما يتم فتح بنية الكولاجين في الجلد وتقطيعه ومعالجته بمواد كيميائية.

ثانيًا: الفرز والتشذيب

يتم فرز الجلود في هذه العملية لعدة عوامل، منها: الوزن والجودة والغرض الذي يستخدم فيه.

ثالثاً: التجبير

يتم في هذه العملية إزالة الكثير من المواد العضوية التي قد تظل جزءا من الجلد، وتشمل بشكل أساسي: البشرة وجذور الشعر والدهون الإضافية غير المرغوب فيها والبروتين القابل للذوبان، ويتم تجبير الجلود في أحواض وصناديق كبيرة مشابة للصناديق المستخدمة في الغسيل، حيث يزيد التجبير من قلوية الجلود، ويتم التعامل بمركب يساعد على ترك جانب الشعر سليم؛ لاستخدامه في بعض المنتجات.

رابعًا: إزالة الجير والتزاوج

يتم إزالة المواد الكيميائية الجيرية وغير المتساقطة من الجلد، وبعدها تتم عملية التزاوج، حيث يتم إدخال البروتينات المحللة للبروتين إلى الجلد؛ لإزالة المزيد من البروتينات وللمساعدة في تليين الجلد.

خامسًا: التجفيف أو التجميد

هناك نوعين من التجفيف: التجفيف الشمسي وذلك عن طريق مد الجلد تحت أشعة الشمس لمده طويلة.
التجفيف المتحكم فيه من خلال غرفة تجفيف يتم التحكم في درجة حراراتها ورطوبتها.
أما التجميد يتم من خلال وضع الجلود في الفريزر وتجميدها لإيقاف عملية التحلل، وتعتبر هذه العملية أسرع نسبيًا، لكن يجب أن تظل الجلود المجمدة مجمدة طوال الطريق إلى المدابغ، مما يجعل هذه الطريقة صعبة ومكلفة.

سادساً: التمليح والنقع والدباغة

هناك نوعين من التمليح
التمليح الجاف: حيث يغطى فيه الجلد بالملح الطازج ثم يعلق حتى يجف تماماً.
التمليح الرطب: حيث ينقع الجلد في محلول ملحي عالي التركيز، يسحب الرطوبة ويمنع نمو البكتريا.
بعدها تتم عملية النقع أو الغسيل، حيث تكون الجلود مملحة وقاسية جداً مما يساعد على منعها من نمو البكتريا ولكنها أيضاً غير قابلة للاستخدام، لذلك يستخدم النقع في الماء بإزالة الأملاح وتعود الرطوبة إلى الجلد، وتكون جاهزة للدباغة، وهي المرحلة الأخيرة في صناعة الجلود، وهي عملية تحول بروتين الجلد أو الجلد الخام إلى مادة مستقرة لا تتعفن كما تحول كولاجين الجلد إلى جلد، وبعدها يتم إعطاء الجلد خواصه النهائية من خلال استخدام المواد التركيبية والكحول الدهنية والأصباغ.

وأخيرًا ننصح الشباب، أن يفكروا دائماً خارج الصندوق، والعمل دائماً على إيجاد أفكار مشروعات غير تقليدية في أماكن مختلفة، وعدم التقيد بأي مانع لتحقيق أحلامهم، فليس هناك أي وقت متأخر لبداية تحقيق ما تريده، ابدأ من أية نقطة.

اقرأ أيضًا: حصري لآدم قصة صناعة الخزف في قرية تونس